حسن فليح / محلل سياسي
اعلن وزير الدفاع الامريكي عن مبادرة حامية الازدهار في البحر الاحمر وليس تحالف دولي كما يشاع عنه بالاعلام ، وهي مبادرة متعددة الجنسيات تحت مظلة الولايات المتحدة ، وتحت امرت البحرية الامريكية المشتركة ، وقد تشكلت قبل سنتين وتظم الى جانب امريكا بريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا وكندا وغيرهم ولكنها لاتظم دولا عربية اما البحرين ستكون مقر للاسطول الخامس الامريكي وليس المشاركة الفعلية بالعمليات ، الاهداف المتوخات من تلك المبادرة هو تعزيز الامن والاستقرار وحرية الملاحة في البحر الاحمر هذا ماورد في البيان المعلن من قبل وزير الدفاع الامريكي ، ولكن في حقيقة الامر جاء تفعيل المبادرة بعد الفعاليات التي قامت بها جماعة الحوثي بضرب اسرائيل بالصواريخ وخطف السفن وغيرها من الاعمال ، فمن شأن القوى البحرية الدولية المتجحفلة في البحر الاحمر وخليچ عمان هو منع تلك الاعمال والتصدي لها وانهاء تأثيرها لتأمين حرية الملاحة وحماية الممرات البحرية المهمة ، السؤال المهم هل ان القوات الامريكية ومن معها جائت للحرب ام للردع ؟ بلا شك
ان العمليات التي نفذها الحوثيون ضد السفن الإسرائيلية ، أو التي تحمل شحنات متجهة إلى إسرائيل في شريان مائي مهم دوليا اتخذ أبعادا عسكرية وسياسية واقتصادية عالمية، وشكل أزمة يمكن أن تتدحرج إلى الأسوأ ، وأن مهمة الولايات المتحدة بعد عملية طوفان الاقصى هو الحرص على ان لاتتوسع الحرب ضد اسرائيل وحمايتها من اي استهداف أو تصعيد ، وسياسة واشنطن الان تنحصر برغبتها في حماية مسرح الجريمة في غزة من أي تدخل دولي ، لاتاحة الفرصة والمجال امام اسرائيل لتحقيق كامل اهدافها في غزة ، ولكن تلك الحشود الكبيرة تتعدى خطورة الحوثيين والتي سبقتها حشود مماثلة في الخليج العربي وفي البحر الابيض المتوسط قبالة السواحل الاسرائيلية ، بحيث اصبحت عموم المنطقة مطوقة بالكامل ، علما ان سماء المنطقة محسومة للولايات المتحدة ومن معها ، ربما هذه الحشودات سيكون هدفها منع إيران من الانخراط في قصف القواعد الأمريكية وحلفائها في الخليج عندما تقوم أمريكا بضرب الأذرع الإيرانية في المنطقة وليس الحوثيين فحسب ، ان الامر يحمل الكثير من الاحتمالات والمفاجآت وينذر بحتمية عمل عسكري واسع لاهمية الممرات والمضايق الحيوية ، علما ان البحر الاحمر يقع في قلب الأزمات وعدم الاستقرار ، الذي يضم الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ومنطقة المحيط الهندي، كما أنه يتاخم منابع النفط المهمة للعالم ، ومن هذا المنطلق لايمكن ترك الحوثيين اثارة المزيد من القلق .