شهد عام 2023 عدداً من الأحداث المهمة المرتبطة بمصر، كان بعضها إقليمياً بامتياز، لكنه أثر بقوة على الداخل. وبينما كانت الأحداث السياسية هي الأكثر تفاعلاً خلال العام، إلا أن الجوانب الاقتصادية لعبت دوراً محورياً في هذا البلد الذي يمر بظروف اقتصادية صعبة، كما كان للرياضة نصيبها في أحداث هذا العام.
وفي ما يأتي أهم تلك الأحداث:
جنون سعر الدولار
بدأ العام مع استقرار نسبي في سعر الصرف الرسمي للدولار مقابل الجنيه المصري، وكان في ذلك الوقت عند مستوى 24.7 في المتوسط. ثم شهدت العملة الأميركية تقلبات حادة في أسعارها بعد قرار بالتعويم، خلال الأسبوعين الأولين من شهر كانون الثاني (يناير).
ارتفع سعر الدولار في السوق الموازية محدثاً فارقاً كبيراً عن السوق الرسمية.
ومع التعويم، قفز سعر الدولار في السوق الرسمية، من 24.7 إلى نحو 32 جنيهاً، قبل أن يعاود الاستقرار عند 31 جنيهاً، وبقي على هذا السعر حتى كتابة هذه السطور. إلا أن سعره في السوق الموازية ظل يتصاعد تباعاً، متجاوزاً السعر الرسمي بمسافة كبيرة، إلى أن بلغ قرابة 50 جنيهاً، أخيراً.
ارتفاع سعر الدولار انعكس على أسعار أغلب السلع والخدمات إلى قرابة الضعف، وتزايد سعر الذهب مع هذا الصعود من 1914 جنيهاً للغرام من عيار 24، إلى 3291 جنيهاً.
وأثر ارتفاع الأسعار بشكل ملموس على حياة غالبية المصريين، كما حدثت أزمات ونقص في بعض السلع، خصوصاً تلك التي يتم استيرادها من الخارج، لكن الحكومة المصرية سعت بدأب لحل الأزمة تلو الأخرى، ما خفف نسبياً من حدتها.
نزوح الآلاف من السودانيين
في 15 من شهر نيسان (أبريل) اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أفضى إلى نزوح ملايين السودانيين من بيوتهم ومناطقهم. وقد استقبلت مصر مئات الآلاف منهم، ليرتفع إجمالي عدد السودانيين المقيمين فيها إلى قرابة 5 ملايين.
تسببت الحرب في لجوء مئات الآلاف من السودانيين إلى مصر.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد نزح إلى مصر قرابة 317 ألف سوداني منذ بدء الحرب في نيسان، وحتى صدور تقرير رسمي لها في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويشكل السودانيون غالبية اللاجئين المقيمين في مصر، الذين يبلغ إجمالي عددهم قرابة 9 ملايين، وفق ما أعلنه مسؤولون مصريون.
ويرى خبراء اقتصاديون أن لجوء الملايين إلى مصر ساهم في زيادة الأسعار بدرجة أكبر، خصوصاً أسعار العقارات، إذ قفزت أسعار بيع وإيجار الوحدات السكنية في بعض المناطق التي تشهد تجمعات من السودانيين، والسوريين، أضعافاً عدة، نظراً لارتفاع الطلب عليها، ما انعكس بدوره على السوق العقاري ككل، بدرجات متفاوتة حسب المنطقة.
“الأهلي” بطلاً لأفريقيا
في 4 من شهر حزيران (يونيو) توج النادي الأهلي المصري بلقب دوري أبطال أفريقيا، بعد فوزه على نادي الوداد المغربي، وجاءت نتيجة المبارتين اللتين تنافس خلالهما الفريقان 3-2 لصالح الأهلي. https://www.youtube.com/embed/7x_MxEPZ6L0?si=ZEHjCbB5uvfq9Ziq
وتعد هذه هي المرة 11 التي يتوج فيها النادي الأكثر شعبية في مصر بهذا اللقب على مر تاريخه. ويعتبر النادي الأهلي هو الأكثر حصداً للبطولات والجوائز على المستويين العربي والأفريقي.
حرب غزة
شكلت عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” على مستوطنات غلاف غزة، حدثاً مدوياً في المنطقة والعالم. وأودت تلك العملية بحياة قرابة 1400 إسرائيلي، وأسر نحو 250 من سكان المستوطنات وبعض الجنود.
وتضاعف دوي هذا الحدث، وتأثيره في مصر، بعدما شنت إسرائيل عملية عسكرية أطلقت عليها “السيوف الحديدية”، أزهقت خلالها أرواح ما يناهز 20 ألف فلسطيني وأصابت نحو 53 ألفاً من سكان القطاع المحاصر، وكان أغلب الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن.
الأزمة الإنسانية التي عاشها القطاع، والدمار الذي لحق بالمباني السكنية والمستشفيات والبنية التحتية، دفعا الحكومة المصرية إلى التحرك في جهات عدة للعمل على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، من خلال معبر رفح الذي يربط بين غزة ومصر، والذي ظل بؤرة اهتمام إعلامي منذ اندلاع الأزمة.
كما واكب التحرك الرسمي، جهد شعبي لجمع التبرعات من أجل توفير الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع الفلسطيني، وظهرت دعوات نشطة وغير مسبوقة لمقاطعة الشركات التي اتهمت بدعمها لإسرائيل، مثل ماكدونالدز، وستارباكس، وكارفور وغيرها.
واتجه المصريون لاستكشاف المنتجات المصرية البديلة، ما ساهم في صعود علامات تجارية محلية لم يكن أغلب المصريين يسمعون بها، رغم وجودها منذ سنوات في الأسواق المصرية، وشجع هذا الإقبال على المنتج المحلي بعض المستثمرين على تقديم منتجات جديدة، ووفر قدراً من فرص العمل للعمال الذين تأثروا نتيجة المقاطعة وتم تسريحهم.
الانتخابات الرئاسية
أجريت انتخابات الرئاسة المصرية للعام 2024 في الشهر الأخير من عام 2023، وشارك فيها ملايين المصريين داخل البلاد وخارجها. وجاءت تلك الانتخابات وسط انشغال قطاعات واسعة من المواطنين بأحداث غزة، بما في ذلك المرشحون الرئاسيون أنفسهم، ما دفع بعض المتابعين للتعبير عن تخوفهم من أن يشهد الاستحقاق الانتخابي مشاركة ضعيفة.
شهدت انتخابات الرئاسة المصرية إقبالاً كبيراً.
إلا أن نسب المشاركة فاقت التوقعات حسبما أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، التي أعلنت عن مشاركة قرابة 66.8 بالمئة من إجمالي من يحق لهم حق الانتخاب، وعددهم 67 مليون مواطن ممن تجاوزت أعمارهم 18 عاماً، وبلغ عدد من شاركوا في الاقتراع ما يناهز 44.78 مليون ناخب.
وفاز الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات، تبدأ في عام 2024 وتنتهي في 2030، وقد حصد أصواتاً بلغ عددها 39.7 مليون صوت، أي ما يقدر بنحو 89.6 بالمئة من الأصوات.
وكان ثمة 3 مرشحين إلى جانب السيسي، هم: حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وقد حصد 1.9 مليون صوت (4.5 بالمئة)، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديموقراطي، صوت له 1.77 مليون ناخب (4 بالمئة)، وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، ومنحه 882 ألف ناخب أصواتهم (1.9 بالمئة).