إسرائيل تواصل قصف غزة وتحصل على أسلحة أميركية بـ”صفقة طارئة”

1

ارتفاع حصيلة قتلى القطاع إلى 21507 ووفد من “حماس” يتوجه إلى القاهرة

وكالات  

أعلنت الحكومة الأميركية الجمعة أنها وافقت “بشكل طارئ”، من دون المرور بالكونغرس، على بيع ذخائر مدفعية لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار.

كانت واشنطن قد وافقت بشكل طارئ أيضا في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) على بيع إسرائيل ما يقرب من 14 ألف قذيفة دبابة عيار 120 ملم لاستخدامها في حربها ضد حركة “حماس” في قطاع غزة.

وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية في بيان إن إسرائيل طلبت إضافة صمامات ومفجرات وقذائف عيار 155 ملم إلى طلب البيع السابق، ما يزيد كلفته الإجمالية المقدرة من 96.51 مليون دولار إلى 147.5 مليون دولار ويتطلب إخطاراً جديداً.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن “هناك حالة طوارئ تتطلب هذا البيع الفوري للحكومة الإسرائيلية”، ما يتيح عدم عرض الطلب على الكونغرس ليراجعه، بحسب البيان الذي قال إن الذخائر ستأتي من مخزونات الجيش الأميركي.

وجاء في البيان أن “إسرائيل ستستخدم القدرة المعززة لردع التهديدات الإقليمية وتعزيز دفاعاتها”، مضيفاً أنه “يتعين على كل الدول استخدام ذخائر تتوافق مع القانون الإنساني الدولي”.

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أقر صفقة محتملة لبيع بنادق (أم107) عيار 155 ملليمترا والمعدات المرتبطة بها لإسرائيل مقابل 147.5 مليون دولار.

وأضاف “البنتاغون” أن بلينكن حدد أن هناك حالة طوارئ تستلزم بيع هذه الأسلحة على الفور لإسرائيل، مما يعلق شرط مراجعة الكونغرس للصفقة. 

حادثة دهس

أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة إصابة أربعة أشخاص بجروح في هجوم دهسا بالسيارة نفذه فلسطيني قرب موقع عسكري عند مفرق مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن عناصر الجيش في المنطقة شلوا حركة المهاجم.

وقال الجيش في بيان، “وقع هجوم دهساً بالقرب من موقع عسكري قرب مفرق أدورايم (مخيم الفوار)”، مضيفاً “نجح الجنود الذين كانوا يعملون بالمنطقة في شل حركة الإرهابي”.

وأضاف الجيش، “تم نشر جنود إضافيين لتعزيز وجود الجيش في المنطقة”.

ومن جهتها، أفادت خدمة إسعاف “نجمة داوود الحمراء” عن إصابة أربعة أشخاص في العشرينيات من العمر بجروح، إصابة أحدهم متوسطة.

ضربات لـ “حزب الله”

في موازاة ذلك، صرح المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الجيش وجه سلسلة ضربات مكثفة لأهداف تابعة لـ “حزب الله” في لبنان، مما أثر على وجود الحزب قرب الحدود.

وأضاف في بيان تلفزيوني، “نواصل الضربات المكثفة على مواقع حزب الله قرب الحدود الشمالية… لم تعد تبدو مثلما كانت في السادس من أكتوبر ولن تعود”.

ولا يزال العنف مقتصراً إلى حد بعيد على مناطق عند الحدود التزاماً بما يقول مراقبون إنها قواعد غير مكتوبة للاشتباك بين الخصمين اللذين يتوعد أحدهما الآخر بعواقب وخيمة في حال نشوب حرب.

وقال هاغاري إن أهداف الضربات الجوية والمدفعية الأخيرة شملت منصات إطلاق ومجمعات عسكرية وفرقاً تابعة لـ “حزب الله”.

ارتفاع القتلى

من ناحية أخرى، ارتفعت حصيلة قتلى القصف الاسرائيلي على غزة إلى 21507 أشخاص و55915 مصاباً وذلك في اليوم الـ 84 لنشوب الحرب بين اسرائيل وحركة “حماس”، كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة للحركة في القطاع في بيان.

وهاجمت قوات إسرائيلية مناطق في وسط وجنوب قطاع غزة حيث يخشى السكان من توغل بري جديد في مناطق مكتظة بعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا بالفعل بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وكثفت القوات الإسرائيلية، ليل الخميس- الجمعة، ضرباتها في قطاع غزة، خصوصاً في رفح حيث هرع فلسطينيون نحو أكوام من الأنقاض بحثاً عن ناجين.

ومع حلول ليل الخميس قتلت ضربة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة خان يونس بالجنوب ثمانية فلسطينيين، بحسب ما أفاد مسؤولو الصحة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا وأصيب ستة آخرون بقصف صاروخي إسرائيلي على منزل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ضابط وجندي بجروح خطيرة خلال المعارك في شمال قطاع غزة.

الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية، أفيد بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت، فجر اليوم الجمعة، مدينة قلقيلية شمال الضفة، وأيضاً مدينة دورا جنوب غربي مدينة الخليل، وسط مواجهات مع شبان فلسطينيين.

كما تحدثت معلومات عن اقتحام بلدة قفين شمال طولكرم.

كذلك أفيد بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت نحو 20 شاباً فلسطينياً من قرية دير أبو مشعل شمال غربي رام الله.

“كثير من المثابرة والإصرار”

إسرائيلياً، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحافي حول العمليات في خان يونس “المهمة هنا هي تفكيك (حماس)، كي لا تكون لديها قدرات عسكرية أو على الحكم”، ودعا إلى إبداء “كثير من المثابرة والإصرار”.

في الأثناء، أسقطت البحرية الأميركية، أمس الخميس في جنوب البحر الأحمر، مسيرة وصاروخاً باليستياً مضاداً للسفن أطلقهما الحوثيون في اليمن، حسبما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط “سنتكوم” التي كتبت عبر منصة “إكس”، “لم تتضرر أي من السفن الـ18 الموجودة في المنطقة، ولم يتم الإبلاغ عن إصابات”، مشيرة إلى أن هذه هي “محاولة الهجوم الـ22 التي ينفذها الحوثيون ضد سفن دولية منذ الـ19 من أكتوبر (تشرين الأول).

وأعلنت الولايات المتحدة سلسلة عقوبات تستهدف قنوات تمويل الحوثيين في اليمن بعد هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر. وطاولت العقوبات أشخاصاً وكيانات في اليمن وتركيا اعتبرت متورطة في هذا التمويل.

“حماس” إلى مصر

في التحركات، ينتظر، اليوم الجمعة، وصول وفد من “حماس” إلى القاهرة لمناقشة خطة مصرية تشمل ثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في مقابل إطلاق فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التوصل لوقف الأعمال القتالية.

وسينقل وفد “حماس” إلى المصريين “رد الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم” حسب ما قال مسؤول في الحركة طالباً عدم كشف هويته، مضيفاً أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصاً بـ”طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلقون وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة”.

مزارع دوفيف

وإلى الحدود اللبنانية – الإسرائيلية حيث أعلن “حزب الله” استهداف رافعة للجيش الإسرائيلي تحمل تجهيزات ومعدات تجسس في مزارع دوفيف، وقال إنه أصابها بشكل مباشر.

كما أعلن استهداف موقع حدب يارون (الحدود الجنوبية) بالأسلحة المناسبة، وقال إنه حقق إصابة مباشرة.

قافلة مساعدات

وعلى خط المساعدات إلى غزة، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على إحدى قوافل المساعدات التابعة لها في القطاع من دون وقوع إصابات.

وكتب مدير “الأونروا” في غزة توماس وايت على منصة “إكس” “أطلق جنود إسرائيليون النار على قافلة مساعدات أثناء عودتها من شمال غزة عبر طريق حدّده الجيش الإسرائيلي. لم يصب قائد قافلتنا الدولية وفريقه بأذى، لكن إحدى المركبات تعرّضت لأضرار”.

وأضاف “لا ينبغي أبداً أن يكون العاملون في مجال الإغاثة هدفاً”.

وأفاد مصدر في “الأونروا” بأن الحادث وقع بعد ظهر أمس الخميس.

وفي السياق، انتقد رئيس العمليات الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث شروط توصيل المساعدات إلى غزة وكتب على منصة “إكس” “قوافل تستهدف بإطلاق النار. تأخيرات عند نقاط العبور”.

واستنكر غريفيث كون العاملين في المجال الإنساني “أنفسهم نازحين ويتعرّضون للقتل”، مذكّراً أيضاً بأن “السكان المصابين بصدمة والمنهكين” يتكدّسون على “قطعة أرض تزداد صغراً”.

كما أسف لوجود “ثلاثة مستويات من التفتيش قبل أن تتمكن الشاحنات من الدخول. ارتباك وطوابير انتظار طويلة. قائمة متزايدة من المنتجات الممنوع دخولها”.

وشدد غريفيث على أن “القتال يجب أن يتوقف”، محذّراً من “وضع مستحيل لشعب غزة ولأولئك الذين يأتون لمساعدتهم”.

جنوب أفريقيا تقاضي إسرائيل

في سياق آخر، قدمت جنوب أفريقيا طلباً إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل لما وصفته بأنه “أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني” في قطاع غزة، على ما أعلنت المحكمة الجمعة.

سارعت إسرائيل الى الاعراب عن “اشمئزازها” من هذه الاتهامات.

وأكدت جنوب أفريقيا أن “أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإتنية الأوسع أي الفلسطينيين”.

وأشارت إلى أنه “بناء على سلوكها، من خلال أجهزتها ووكلائها وغيرهم من الأشخاص والكيانات العاملة بناء على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها – حيال الفلسطينيين في غزة، تفشل إسرائيل في الوفاء بالتزامتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.

وتعليقاً على هذا الاتهام، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات على منصة “إكس” إن “إسرائيل ترفض باشمئزاز… التشهير الذي نشرته جنوب إفريقيا والطلب الذي تقدمت به” أمام محكمة العدل في لاهاي. وأضاف “تفتقر ادعاءات جنوب إفريقيا إلى أساس واقعي وقانوني وتشكل استغلالاً خسيساً ومهيناً للمحكمة”.

واتهم بريتوريا بـ”التعاون مع منظمة إرهابية”، في إشارة إلى حركة حماس، داعياً “محكمة العدل الدولية والمجتمع الدولي إلى الرفض التام لاتهامات جنوب أفريقيا التي لا أساس لها”.

التعليقات معطلة.