اخبار سياسية

قمة “إيغاد” تنتهي إلى فشل “سوداني”… هل يلبّي جنرالا الحرب طلب اللقاء المباشر؟

زعماء مشاركون في قمة "إيغاد".

اختتمت قمة “إيغاد” الطارئة في أوغندا أعمالها بدعوة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى الاجتماع المباشر خلال أسبوعين، غير أن أسئلة عديدة تطرح بشأن جدوى مساعي المنظمة الأفريقية مع مقاطعة الخرطوم أعمالها من جهة، وتعاطيها مع قائد الدعم السريع من جهة أخرى.
“إيغاد” تلتقي حميدتي وحمدوك زحمة اجتماعات عاشتها العاصمة الأوغندية كمبالا باستضافتها قمة دول عدم الانحياز ومجموعة الـ77، وكذلك الاجتماع الطارئ للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ولعل الأخيرة أثارت الجدل الأكبر مع غياب ثلاث دول رئيسية. فالقمة التي بحثت التوتر بين الصومال وإثيوبيا، وكذلك الوضع في السودان، قاطعتها الخرطوم معلنة تجميد التعاون مع الهيئة، فيما أعلنت أديس أبابا عدم المشاركة (يحضر رئيس الوزراء آبي أحمد قمة عدم الانحياز)، وغابت إرتيريا أيضاً بحكم علاقتها المتوترة مع المنظمة، بينما حضر المبعوث الدولي رمطان لعمامرة الذي التقى بعد القمة وزير الخارجية السوداني علي الصادق، الموجود في كمبالا لحضور اجتماع عدم الانحياز، كما اجتمع المبعوث الأممي مع حميدتي الذي رغم غيابه عن الجلسة العلنية وعدم ذكر حضوره في البيان الختامي، غير أنه التقى قادة المنظمة وظهر إلى جانبهم في اللقطة التذكارية للقمة. كما شهدت أجواء القمة لقاءً آخر مع مسؤول تنسيقية القوى المدنية الديموقراطية (تقدم) عبد الله حمدوك، وقد أكد التنسيق مع الاتحاد الأفريقي ومراجعة مخرجات القمة السابقة في جيبوتي لوضع جداول زمنية محددة، بالإضافة لدعوة البرهان وحميدتي إلى الاجتماع في غضون أسبوعين.
فشل القمة تقابله مساع متجددة يرى الكاتب والباحث منير آدم يوسف في حديث إلى “النهار العربي” أن قمة “إيغاد” فقدت زخمها السياسي قبل أن تبدأ أعمالها، مع إعلان الخرطوم مقاطعتها وتجميد التعامل مع المنظمة. ويضيف: “غياب البرهان عن القمة لم يتح الفرصة أمام زعماء المنظمة للدخول في عمق أزمة الحرب في السودان، وكأنه أراد الهروب من لقاء خصمه حميدتي. لكن هذا الغياب أدى إلى قطع الطريق أمام مبادرة كان يمكن أن يؤدي اكتمالها إلى نتائج إيجابية، إذ منح حميدتي فرصة لتأكيد روايات اتهاماته له بالتملص من المفاوضات وبأنه يفضل الحرب على السلام في السودان”.
ويضيف يوسف أن ثمة قناعة لدى الغرب بأن الملعب الأفريقي هو الأنسب للتعامل مع الصراع السوداني، وذلك بعد تعثر منبر جدة، ويقول: “رغم فشل قمة كمبالا الطارئة لمنظمة “إيغاد” في التوصل إلى أي خلاصات بشأن الأزمة السودانية، إلا أن المنظمة لم تفقد الأمل، وربما تسعى خلال الأيام المقبلة لتنسيق مساعيها عبر الأمم المتحدة ولجنة رفيعة المستوى لفض النزاع شكلها الاتحاد الأفريقي، لقطع الطريق على مناورات الجيش ومساعيه للتملص من المفاوضات”. غير أنه يلفت في الوقت عينه إلى خطر دخول السودان في عزلة دولية وإقليمية، جراء المواقف الحادة، بحسب وصفه، مشيراً إلى عضوية الخرطوم المعلقة في الاتحاد الأفريقي منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2021.
ويعتبر المستشار الإعلامي والناطق الرسمي باسم حركة “تمازج” السودانية عثمان عبد الرحمن سليمان، أن المجتمع الدولي، بما فيه “إيغاد”، لا ينظر إلى مقاطعة الخرطوم بقدر ما ينظر إلى المخرجات نفسها ومدى فاعليتها في إنهاء الأزمة، على حد وصفه، ويعقب في حديث إلى “النهار العربي”: “الخارجية السودانية أصبحت تمثل فئة محدودة داخل المجتمع السوداني، وبالتحديد الفلول، لذلك درجنا على تسميتها وزارة خارجية بورتسودان، ورفضها يؤكد وقوف النظام البائد وراء هذه الحرب”.
ويرى عثمان أن العملية السياسية وسبل إنهاء الأزمة قد تتخذ منحنى آخر يتكشف لاحقاً من قبل “إيغاد”، ويخلص إلى اعتبار حميدتي قد كسب دبلوماسياً أكثر من البرهان “الذي درج على تخريب علاقات السودان من خلال الإساءة إلى بعض الدول، وهو دليل قاطع على أن البرهان تحركه قوى الثورة المضادة”.