استياء إيراني من إدانة الحكومة العراقية قصف أربيل… ما مصير الاتفاق الأمني؟

1

دمار القصف الإيراني على منزل في أربيل.


كشف مسؤول عراقي رفيع لـ”النهار العربي” أن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أبدى في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني امتعاضه من مواقف وتصريحات مسؤولين عراقيين، دانوا الهجوم الإيراني على أربيل في منتصف كانون الثاني (يناير) الجاري، مفنّدين الرواية الرسمية الإيرانية عن استهداف مقرات للموساد الإسرائيلي.

ويهدد الهجوم الإيراني الأخير على محافظة أربيل، الذي أوقع أربعة قتلى مدنيين أحدهم رجل الأعمال الكردي البارز بيشرو دزي، الاتفاق الأمني الموقع بين بغداد وطهران في آذار (مارس) الماضي، والذي يهدف إلى “التنسيق في حماية الحدود المشتركة” وتوطيد التعاون في مجالات أمنية عدة.

ووفق الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أعلنت اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاق الأمني المبرم بين العراق وإيران، أنها أخلت جميع مقرات المعارضة الإيرانية الموجودة على الحدود بين البلدين، كما نُزعت الأسلحة من عناصرها تمهيداً لاعتبارهم لاجئين وفق ضوابط مفوضية اللاجئين، وكذلك انتشرت قوات الحدود الاتحادية العراقية في تلك المناطق بشكل دائم. 

مصير الاتفاق الأمني
لكنّ “إيران خرقت الاتفاق الأمني”، حسب مسؤول عراقي قال لـ”النهار العربي” إن “الحكومة العراقية تدرس الآن إعادة النظر بشأن بنوده وفتح تفاهمات جديدة”.

وهذه التوجهات أكّدها السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق بعد استقباله مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، مؤكداً أن “جميع الإشكالات تُحل عبر التفاهم والحوار”.

وحسب المسؤول العراقي، من المرجح أن يزور الأعرجي طهران خلال الأيام المقبلة للبحث في تحسين العلاقات الأمنية التي توترت أخيراً بين بغداد وطهران، وكذلك لإعادة النظر في الاتفاق الأمني بين البلدين.

وكان الأعرجي المقرب من “منظمة بدر” قد أدلى بتصريحات أثارت استياء زعماء وقادة في “فصائل المقاومة الإسلامية” المقربة من إيران، بعدما أكد أن المنزل المستهدف في أربيل “هو منزل عائلي” وليس مقراً للموساد.

وقال الأعرجي عقب تفقده الأماكن التي استهدفها القصف الإيراني إن “الادعاءات عن استهداف مقر للموساد في أربيل لا أساس لها من الصحة”، موضحاً أن المنزل الذي تم قصفه يعود إلى رجل أعمال مدني، ومضيفاً أن “هذه الهجمات عمل مدان، وتجاوز واعتداء على السيادة العراقية، وانتهاك لإقليم كردستان”.

وقدم العراق شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، تتعلق بـ”العدوان الصاروخي الإيراني الذي استهدف أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء وإصابة آخرين وتسبب بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة”. “ملاكمة متوازنة”
ويقول المراقب السياسي العراقي فلاح المشعل إن “ردود الفعل العراقية كانت واضحة وغير مسبوقة في إدانة الاعتداء الصاروخي على أربيل وانتهاك السيادة العراقية وتقديم شكوى لمجلس الأمن والجامعة العربية، وكذلك في دعوة الجامعة العربية لإصدار بيان استنكار واحتجاج ضد إيران، إضافة إلى تقدّم حكومة إقليم كردستان بشكوى إلى الاتحاد الأوروبي”.
ويرى المشعل أن “الأمور سوف تستمر على طريقة الملاكمة المتوازنة بين الولايات المتحدة وإيران، وستكون الضحية الدول الضعيفة غير القادرة على الرد كالعراق وسوريا واليمن ولبنان، أي الدول التي تضم معسكرات ومراكز قوة موالية لإيران”.

ولا يتوقع المشعل أن يحصل تغيير في الاتفاقي الأمني بين العراق وإيران أو أن يتم التخلي عنه سريعاً، “لكن تكرار العدوان وبهذا الحجم سوف يدفع الأمور إلى إنهاء الاتفاقي الأمني وسلسلة مقاطعات اقتصادية وأخرى في مجالات التعاون السياسي والثقافي”.

وقد أوقعت عملية قصف أربيل طهران في “مأزق حكومي” مع العراق وفقاً للأكاديمي والسياسي غالب الدعمي، لافتاً في تصريح مقتضب إلى أن “ردة فعل الحكومة والشعب العراقيين جعلت إيران تفكر جيداً قبل توجيه أي ضربة جديدة”.

التعليقات معطلة.