حسن فليح / محلل سياسي
الضربة الامريكية المرتقبة الشغل الشاغل لحديث الصحافة والناس والفضائيات هذه الايام ، والكل يترقب الرد الامريكي وكيفية الضربة، ويتسائل عن حجمها ومدى تأثيرها وهل تطال الداخل الايراني ام لا ؟ ان استراتيجية ضرب الفصائل الموالية للنظام الايراني اثبتت فشلها ولم تأتي بنتائجها المرجوه ولن تنهي الهجمات المتوالية ، ولن تنزع سلاح تلك الفصائل، وتجعلها تؤمن بالطريق السياسي والديمقراطي تحقيقا لاهدافها على خط الحياة السياسية ، علما انها استفادة من التجربة الديمقراطية وصولا للسلطة بتصفية الخصوم والتزوير والتهديد ، واعتماد الفساد المالي لتغذية اعمالهم وسلوكهم المجافي والمخالف للعمل الديمقراطي ، المشكلة تكمن ان كل ذلك حصل ويحصل تحت الرعاية الامريكية وعلى اطلاع وعلم بكل شاردة وواردة ، امريكا هي التي مكنت ايران ان تبني وتدرب وتسلح فصائلها بالعراق والمنطقة فهي تعلم علم اليقين اين يتدربون واين مخازن الاسلحة واين مصانع الطائرات المسيرة ومن اين تاتي بما في ذلك قواعدهم ومعسكراتهم واين يتواجد قادتهم ، علما ان هدف تلك الفصائل هو الدفاع عن ايران ونظامها الحالي ولا توجد قضية اخرى لهم غير ذلك ، فهل ستكون الضربة حاسمة وتنهي تلك اللعبة ام انها ستكون ضربة لرفع الحرج فقط لاجل استخدامها في مشروع بايدن وادارته في معركتهم الانتخابية ؟ عمر العلاقة بين امريكا وايران لن تتأثر بشكل جدي وان مايجري من التلويح بالعداء والتهديد امر لابد منه تقتضيه دوافع وعوامل المخطط المشؤوم ضد العراق والعرب ، عشرون عاما من المهزلة السياسية والامنية عاشها شعبنا وبلدنا واستهلكت الكثير من دماء ابنائنا وثرواتنا وتعطيل التنمية فيه ، عشرون عام من الشراكة الايرانية الامريكية في ادارة الملف العراقي ورسم شكل السلطة وشكل البرنامج الحكومي وشكل العلاقة بين ايران والعراق لحد التفاصيل الممله ، على قاعدة تقسيم الادوار بين ايران والولايات المتحدة، ايران عليها توفير الحماية للنظام السياسي بالعراق داخليا واقليميا وامريكا تضفي الشرعية الدولية لهذا النظام ، والعراقيين لاحول لهم ولاقوة بين هذا وذاك ، استمرت تلك اللعبة من ال 2003 الى يومنا هذا ، لا ادري هل قتل الجنود الامريكان الثلاثة سيقلب المعادلة الحالية والى الابد ام هناك شيئا اخر ، يقتضي استكمال المشروع لاشعال المنطقة لاعادة رسمها من جديد ؟ ان الحشود العسكرية الكبيرة التي تحيط بالمنطقة من بوارج حربية وغواصات نووية وحاملات الطائرات المقاتلة الحديثة وطائرات الارضاع الجوي ودخول 6 طائرات B52 للمنطقة تتعدى حدود استهداف الفصائل كونها قريبة على بعضها جغرافيا ولا يتطلب الامر كل تلك الحشود وتلك الطائرات الاستراتيجية بعيدة المدى، ربما تكون اشارة الى ايران لحملها على التخلى عن فصائلها بالمنطقة والتضحية بهم مقابل سلامة ايران وعدم استهدافها، واذا كان الامر كذلك فلابد للولايات المتحدة قد نسقت مع روسيا والصين بذات الامر ، قادم الايام تحمل الكثير لنا من المفاجآت والمواقف التي ستجيبنا على الكثير من اسئلتنا وترفع الضبابية عن المشهد الحالي .