اخبار سياسية

أميركا تبدأ رداً عنيفاً في سوريا والعراق: لا نريد حرباً مع إيران

جنود أميركيون في سوريا. (أرشيفية)

بدأت الولايات المتحدة مساء الجمعة، ردها على مقتل 3 من جنودها وإصابة العشرات بهجوم استهدف قاعدتهم في الأردن الأحد الماضي، بسلسة غارات عنيفة داخل سوريا ثم العراق، موقعة عدداً من القتلى والجرحى، ومؤكدة أن الرد “بدأ الليلة ولن ينتهي الليلة”. وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبلغت العراق قبل شن ضربات جوية اليوم الجمعة على ثلاثة مواقع تخص فصائل داخل البلاد، وذلك بعد دقائق من تنديد الجيش العراقي بالضربات التي وصفها بأنها انتهاك للسيادة العراقية.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحافيين: “أبلغنا الحكومة العراقية بالفعل قبل شن الضربات”، مشيراً إلى أن الطائرات الأميركية لم تصب بأي ضرر. ولفت إلى عدم وجود أي تواصل مع طهران منذ الهجوم على الجنود الأميركيين في الأردن، مؤكداً “لا نسعى إلى حرب مع إيران”. وأكد الجيش الأميركي أنه نفذ ضربات جوية في العراق وسوريا استهدفت “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات مسلحة متحالفة معه، مشيرا إلى أن المنشآت المستهدفة شملت مراكز قيادة وتحكم وتجسس ومواقع تخزين صواريخ وطائرات مسيرة. 

وأضاف أن الضربات الجوية استخدمت فيها أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه، وأصابت أكثر من 85 هدفا. وقال مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأميركية إن “المؤشرات الأولية تظهر أننا قصفنا أهدافنا بدقة (…). نحن واثقون من أن المواقع التي استهدفناها بالغة الأهمية في تقويض القدرات”. وفي أول تعليق له على الضربات، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنها استهدفت منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والفصائل المتحالفة معه في مهاجمة قوات بلاده.

وأضاف بايدن أن الرد “سيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة “لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم”.

ونقلت “سي أن أن” عن مسؤولين أميركيين أن “الضربات يرجح أن تكون بداية لسلسلة واسعة على الميليشيات المدعومة من إيران”، فيما نقلت كذلك عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده أن الولايات المتحدة لن تقوم بشن أي غارات داخل إيران التي تتهمها بالوقوف وراء الهجمات المسلحة ضدها سواء من سوريا أو العراق أو اليمن. وقال مسؤولون لصحيفة “نيويورك تايمز” إن “الضربات ستتواصل خلال الأيام المقبلة وقد يتسع نطاقها لتشمل منشآت وميليشيات أخرى”. مقتل وإصابة 10 في سوريامن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان “قتل 6 من الميليشيات الإيرانية بينهم 3 على الأقل من جنسيات غير سورية، كما أصيب 4 آخرون، نتيجة الغارات الجوية على منطقة الحيدرية ببادية الميادين”، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت أيضا “مزار عين علي والشبلي بريف مدينة الميادين شرقي دير الزور، ومنطقة الحزام وحي الصناعة في البوكمال قرب الحدود السورية العراقية”.

وتركز القصف على منطقة الميادين بحسب المرصد السوري الذي قال إن السبب في ذلك أن “الميادين تعد عاصمة الميليشيات الإيرانية، وأميركا تعلم أن قواعدها تُستهدف منها”.  

كما أكد المرصد هبوط طائرتي شحن تابعتين للقوات الأميركية قبل بدء الضربات، تحملان على متنهما معدات عسكرية من أسلحة ثقيلة ومعدات متطورة، في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال الحسكة وسط تحليق للطيران المسير والمروحيات الحربية فوق سماء المنطقة.

وأشار إلى أن “هذه التعزيزات تزامنت مع تصريحات أميركية بتنفيذ ضربات ضد مواقع ونقاط تمركز الميليشيات الإيرانية رداً على مقتل 3 جنود أميركيين بضربة مسيرة تابعة للميليشيات الإيرانية على الحدود السورية – الأردنية”.

ولفت المرصد كذلك إلى “هبوط طائرة شحن أميركية في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال الحسكة مساء أمس قادمة من الأراضي العراقية، وتحمل على متنها معدات عسكرية ولوجستية”.   قتيل وأكثر من 10 مصابين في العراقوفي العراق، أكد مراسل “النهار العربي” في بغداد نقلا عن مصدر أمني مقتل عنصر في “الحشد الشعبي” الموالي لإيران وإصابة أكثر من 10 آخرين، لافتا إلى أن الحشد أخلى جميع مقراته في العاصمة، تزامنا مع بدء الضربات التي استهدفت عددا من المقار في قضاء القائم قرب الحدود السورية بينها كتيبة الدروع في لواء 13 بمنطقة عكاشات. وفي وقت لاحق، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول عبدالله في بيان: “تتعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية إلى ضربات جوية من قبل طائرات الولايات المتحدة، إذ تأتي هذه الضربات في وقت يسعى العراق جاهدا لضمان استقرار المنطقة”.

وأضاف أن “هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة”.   
 واضطر سكان منطقة السكك في قضاء القائم للنزوح نحو مناطق أخرى بعيدة عن الضربات الأميركية.