الإيفواريون هم أبطال أفريقيا وأبيدجان لم تنته من الرقص

1

من تتويج ساحل العاج. (أ ف ب)

“كأس أمم أفريقيا لكرة القدم على أرضنا ولن تتحرّك من هنا!” عمَّت فرحة عارمة ساحل العاج مساء الأحد، بعد فوز منتخبها الوطني باللقب عقب فوزها على نيجيريا 2-1، في المباراة النهائية في أبيدجان. وفي الحي الشعبي أدجاميه، في العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، لم تهدأ الأجواء المتوهجة طيلة المباراة. ومع صافرة النهاية، ارتفعت أصوات الصافرات والفوفوزيلا بدرجة أكبر. ساحل العاج التي لامست الكارثة في دور المجموعات، توجت للتو بلقب كأس الأمم الأفريقية على أرضها. كان “الفيلة” متخلفين 0-1 في الشوط الاول بهدف لقائد نيجيريا وليام تروست-إيكونغ. لكن بول إيريك بويبري كان مقتنعاً: “كوت ديفوار ستسجل في الدقيقتين 60 و80”. وعلى الرغم من الفجوة بين بث إذاعة “آر إي إف” والصور التي تفسد التشويق، إلا أن السيناريو تم بالتوقيت ذاته: فرانك كيسييه لاعب وسط الأهلي السعودي وسيباستيان هالر مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني العائد من مرض السرطان منحا النصر للفيلة، فيما تجمد رصيد نيجيريا عند ثلاثة ألقاب. “كأس أمم إفريقيا على أرضنا، ولن تتحرك من هنا”، هذا ما قاله عيسى سوريه، بعد صافرة النهاية، وسط الألعاب النارية العديدة التي انطلقت في الحي. وأضاف لوكالة “فرانس برس”: “حتى عندما كنا متخلفين في النتيجة، عدنا في كل مرة، كان لدي إيمان”، مشيرا الى الإحباط ليس من شيم كوت ديفوار. يقول إبراهيم كوليبالي: “منذ مباراة ثمن النهائي ضد السنغال، كنت أعرف أننا سنصل إلى هنا” في إشارة الى التتويج باللقب. وتوّجت ساحل العاج بلقبها الثالث بعد عامي 1992 و2015، وهذه المرة الأولى تسجّل هدفاً في أربع مباريات نهائية في المسابقة القارية. “سعيد وفخور”من جهته، قال فريد ميزان بعد المباراة: “حتى عندما خسرنا أمام غينيا الاستوائية 0-4، كان لدي شعور بأننا سنواصل طريقنا. لقد انتهى الأمر الليلة. أنا سعيد وفخور بالمباراة التي قدمناها” وفي كوكودي، البلدة المجاورة، يهتف المشجعون “نحن إيفواريون” في أجواء لا توصف. البعض يبكي والبعض الآخر يحيي الرئيس الإيفواري الحسن واتارا الذي سلّم القائد ماكس غراديل الكأس المرموقة. وردد بعض المشجعين: “نحن لا قيمة لنا لكننا أبطال”. كان الدور الأول المخيب للمنتخب العاجي سببا في إطلاق هذا الهتاف المتواضع بين المشجعين، حتى الفوز. طوال اليوم، كان الأجواء تتصاعد في المدينة. وانتشرت القمصان البرتقالية في مختلف الأحياء، وكانت أصوات الفوفوزيلا تدوي بشكل متقطع. وكان التنبؤ الأكثر شيوعاً قبل المباراة هو “1-0 ساحل العاج”، وأرادت الجماهير الإيفوارية “تجنب ركلات الجزاء الترجيحية” بأي ثمن. تأهلت ساحل العاج إلى النهائي أربع مرات، وكانت النتيجة دائماً 0-0 وانتهت بركلات الترجيح، وفازت مرتين (1992، 2015)، وهُزمت مرتين (2006، 2012). هذه المرة لم تكن بحاجة إلى الوصول إلى هذا العذاب: الإيفواريون هم أبطال أفريقيا ثلاث مرات. وأبيدجان لم تنته من الرقص.

التعليقات معطلة.