الولايات المتحدة تطلق سراح مساعد بن لادن في صفقة تبادلية مع “طالبان”

1

رجحت مصادر أن يتم الإفراج عن محمد رحيم الأفغاني وسجين آخر مقابل تحرير المعتقل الأميركي في سجون الحركة رايان كوربيت

اندبندنت عربية ووكالات 

محمد رحيم الأفغاني مساعد زعيم تنظيم “القاعدة” الأسبق أسامة بن لادن (مواقع التواصل)

تعقد الولايات المتحدة الأميركية صفقة تبادل سجناء مع حركة “طالبان” الأفغانية، يتم بموجبها إطلاق سراح مساعد زعيم تنظيم “القاعدة” الأسبق أسامة بن لادن، وفق ما قالت قناة “العربية/الحدث” اليوم الأحد.

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة بأن الجانب الأميركي أبرم صفقة تبادل مع الحركة الأفغانية تتضمن تبادل سجين أميركي لدى “طالبان” مقابل إطلاق مساعد بن لادن وسجين آخر، لافتة إلى أنه من المتوقع أن تتم عملية التبادل غداً الإثنين.

وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة وافقت على إطلاق سراح محمد رحيم الأفغاني الذي عمل مساعداً خاصاً لبن لادن، إضافة إلى سجين أفغاني آخر، مقابل تحرير المعتقل الأميركي في سجون “طالبان” رايان كوربيت الذي تم توقيفه قبل أكثر من عام ونصف.

تأتي عملية التبادل بعد مرور أشهر عدة على المحادثات التي عقدت بين الولايات المتحدة وحركة “طالبان” الأفغانية في قطر، قبل أن يتم الإعلان عن الصفقة أخيراً.

وكانت استخبارات “طالبان” ألقت القبض على كوربيت في 10 أغسطس (آب) 2022، بعد أيام من مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” السابق أيمن الظواهري في كابول، حيث ذكرت المصادر أن الحركة اتهمته بالتجسس لمصلحة الولايات المتحدة، وعلاقته بكشف مقر إقامة الظواهري في المنطقة الدبلوماسية بالعاصمة الأفغانية.

واعتقلت القوات الباكستانية مساعد بن لادن في 2007 خلال استقلاله حافلة عامة في مدينة لاهور، ثم نُقل بعدها إلى سجن غوانتنامو الشهير في 2008.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن، في الثاني من أغسطس 2022 أن بلاده قتلت الظواهري في كابول، في ضربة هي الأقوى لتنظيم “القاعدة” منذ قتلت قوات أميركية خاصة بن لادن عام 2011، كما أثار الشكوك حينها حول مدى إيفاء “طالبان” بتعهدها عدم إيواء مجموعات إرهابية مسلحة.

ويفتح إطلاق سراح محمد رحيم الباب من جديد حول زعامة تنظيم “القاعدة” التي ظلت غامضة بعد مقتل الظواهري حتى أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير (شباط) الماضي أنّ المواطن المصري المقيم في إيران سيف العدل أصبح زعيماً للتنظيم المتطرف.

لكنّ تنظيم “القاعدة” لم يعلنه رسمياً “أميراً” له بسبب الحساسية إزاء مخاوف سلطات حركة “طالبان” في أفغانستان، التي لم ترغب في الاعتراف بأنّ الظواهري قُتل بصاروخ أميركي في منزله في كابول 2022، وفق تقرير الأمم المتحدة.

وكانت مسؤولة بالاستخبارات الأميركية، قالت في يناير (كانون الثاني) 2023 رداً على سؤال في فاعلية نظمها معهد واشنطن عن “مركز الثقل” في “القاعدة” بعد وفاة الظواهري، إن “خليفته لا يزال غير واضح”.

وتناولت مديرة المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، كريستين أبي زيد المشهد العام للتهديدات في الولايات المتحدة، وقالت إن الدولة تواجه أجواء “غير متوقعة”، مضيفة أن على الأميركيين أن يبقوا يقظين بشأن المنظمات المتطرفة خارج البلاد مثل “القاعدة” وتنظيم “داعش”.

وتعرض الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على سيف العدل (62 سنة) والذي كان ضابطاً سابقاً في القوات الخاصة المصرية وشخصية بارزة في الحرس القديم لتنظيم “القاعدة”.

وساعد العدل في بناء القدرة العملياتية للتنظيم ودرّب بعض الخاطفين الذين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، وفق المنظمة الأميركية “مشروع مكافحة التطرف”.

وقال المحقّق السابق في مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي آي” علي صوفان إنّ سيف العدل يقيم في إيران منذ 2002 أو 2003، حيث وُضع في البداية رهن الإقامة الجبرية، لكنّه صار حرّاً في ما بعد بما يكفي للقيام برحلات إلى باكستان.

وكتب صوفان في مقال نشر عام 2021 لمجلة “سي تي سي” الصادرة عن “مركز ويست بوينت لمكافحة الإرهاب”، أنّ “سيف هو أحد أكثر المقاتلين المحترفين خبرة في الحركة المتشددة العالمية، وجسده يحمل ندوب المعركة”، وأضاف “عندما يتحرك، يفعل ذلك بكفاءة”.

التعليقات معطلة.