{المهمة الكبرى}

1

حسن فليح / محلل سياسي

الحزء الثاني

الجميع يعلم منذُ مجيء نظام ولاية الفقية بايران بزعامة رجل الدين الخميني ، لم تشهد المنطقة الامن والاستقرار ، وأين ماحل النفوذ الايراني وفي اي بلد عربي اصابته الفرقة والقتل والعوز وانعدام التنمية ونتشار السلاح والمخدرات وتردي الخدمات وسوء التعليم وانتشار الفساد والفوضى السياسية ومصادرة القرار السياسي الوطني ، وهذا ما نتلمسه ونتعامل معه بالواقع اليومي في العراق وسورية ولبنان واليمن ، ناهيك عن مافعلته ايران في غزة مؤخرا بعد توريط حماس بعملية طوفان الاقصى وتخليها في الحظات الحاسمة والمصيرية وتركت شعبنا العربي في غزة يُذبح بطريقة لم يشهدها تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على الاطلاق ، كما اننا نتذكر بعد عام واحد من تولي رجل الدين الخميني الحكم في طهران قامت الحرب بين العراق وايران من اجل الاطاحة بنظام البعث وصدام الحليف للاتحاد السوفيتي والذي تربطة اتفاقية دفاع مشترك بين بغداد وموسكو تم التوقيع عليها عام 1972 كما حاول النظام الايراني تفعيل العامل الطائفي حين ذاك لتغذية الحرب واستمالة الشيعة في العراق لنصرته حيث لم ينجر البعث لذات العامل ونجح بأعتماد سياسة تفعيل العوامل الوطنية والقومية بالتصدي لذلك المنهچ الطائفي خلال سنوات الحرب الثمانية ، تلك الحرب التي تم التمهيد لها دوليا واقليميا ، حيث كانت جزءا من سياسة واشنطن المعروفة بـ”الاحتواء المزدوج” للخطر الإيراني والعراقي المزعوم من خلال تأجيج هذا الصراع والحرب عبر مد الطرفين بالسلاح اللازم لإطالتها، وهو ما حصل فعلا حيث خرج البلدان منهكين تماما من الحرب ، وكادت لن تتوقف تلك الحرب لولا حصول عامل دولي ذات تاثير كبير وهو بداية التداعي السوفيتي ومعسكره الاشتراكي الذي احدث فراغا دوليا دفع الولايات المتحدة وحلفائه‍ا لاجتياح الخليج والشرق الاوسط بعد غياب القوة الرادعة المتمثلة بالاتحاد السوفيتي المتداعي حينها ، كانت الكويت حاضرة لكي تلعب دورا مستفزا لصدام ونظامه الذي يعتبر نفسه منتصرا وحامي بوابة الشرق امام تصدير الثورة الخمينية ذات الابعاد الطائفية ، وحمايته لدول الخليج بالذات من ذلك التمدد الايراني ومنع تصدير الثورة ،

خرج العراق من تلك الحرب بجيش قوي وذات خبرة بتعداد يصل الى 56 فرقة + للواء واكثر من ثلاثة الاف دبابة والف وخمسمائة طائرة وخبرة طيران نادرة لم يصل اليها طيارو العالم بعدد ساعات الطيران بحرب حقيقية وتصنيع عسكري متنامي، كان الزاما على الغرب ان يجد منطقة قتل لهذا الجيش فكانت الكويت هي المصيدة ، لكي يخرج العراق من المعادلة الدولية في ميزان القوى بعملية الصراع القومي مع اسرائيل والبداية لاطلاق العنان للهيمنة الايرانية على المنطقة ، كان الموقف الايراني حينها بالمتربص بالعراق ولم يمد يد المساعدة للعراق في مواجهة امريكا ومنعها من التقرب من المنطقة على العكس تماما تفرج وبشكل مرتاح على تدمير الجيش العراقي في عملية عاصفة الصحراء ، ولم تكتفي ايران بهذا القدر بل ساعدت القوات الامريكية على اجتياح العراق عام 2003 وساهمت باسقاط نظام صدام عن طريق عملائها وفصائلها المسلحة المتمثلة بمواليها الذين قامو باغتيال الطيارين والعلماء العراقيين وكبار قادة الجيش ، وفتحت امريكا لايران المجال والباب العراقي على مصراعية امام التدخل الايراني وقدمت العراق على طبق من ذهب لطهران لتفعل ماتشاء تكريما لها ولمواقفها المساعدة والداعمة لعملية التغيير التي حصلت بالعراق !!!

التعليقات معطلة.