حسن فليح / محلل سياسي
في موقف انساني قل نظيرة بطريقة الاحتجاج الوجداني من رجل عسكري امريكي على جرائم الحرب الاسرائيلية على المدنيين العزل من نساء واطفال وكبار سن ومرضى لم يجدو لهم المأوى في غزة ، حرق نفسة في مشهد مثير للاسى والحزن ، لم يكن عربيا ولم يكن مسلما كان اسمى من كل الاوصاف كان انساناً نبيلا ليس ألا ، اليس من الاجدى ان نقيم له تمثالا في اكثر من عاصمة عربية وهذا اقل موقف ممكن ان نفعلة ازاء انسان ضحى بنفسة لكي يذكي ضمير العالم الى المأسات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني امام اكبر جريمة عرفها تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وبذلك الموقف اثار الانتباه والتفاعل لشعوب الارض بعد ان عجزو العرب حكاما وشعوب من ان يأثرو بالعالم كالمشهد والفعل الفردي الفريد والعظيم الذي قام به “بونشل” حيث كان له الاثر البالغ في النفوس والضمائر والعقول اكثر من الاجتماعات والخطب الفارغة التي لم تجدي نفعا ولاسمعا سواء كانت من الجامعة العربية او من المؤسسات الاممية ، المخجل لم يتجلى منا وقفة شرف مع هذا الرجل في مواساة عائلته التي انجبت انسان كهذا وعلى اقل تقدير لم نسمع ولم نرى ان احدا من الرؤساء العرب قام بالتبرع بمبلغ من المال مايعزز كرامة عائلة المتضامن مع قضيتنا الذي اصبح بذلك واحدا منا ليمنحها العيش الكريم والرغيد وهذا اقل فعل ممكن ان نقوم به كعرب امام أعلى درجات الكرم ، فالجودُ بالنَّفسِ أقصى غايةِ الجودِ ،
وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنل أمام السفارة الاسرائيلية في واشنطن سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم !!! انها عبارات التضامن الصادقة والنبيلة والاخيرة ومن ثم فارق الحياة ،
ضحى بروحة من اجل قضيتنا ورمزية نضالنا وصراعنا الذي ربما سيبقى الازلي ، لاننا لم نحمل صفات وشجاعة ونبل وانسانية وصدق وبطولة “بونشل” لاننا تآمرنا على قضيتنا كثيرا وخناها كثيرا وتاجرنا بها وساومنا بها كثيرا !!؟ عاش بونشل وعاشت انسانيته العظيمة .