قال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إنه يتعين على بنيامين نتنياهو السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سُمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشاً صريحاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الحرب في القطاع.
ورداً على سؤال لصحافيين عمَّا إذا يتعين على نتنياهو بذل مزيد من الجهود للسماح بدخول مساعدات إنسانية إثر تعليقات قال بايدن “نعم عليه ذلك”. ونفذ الجيش الإسرائيلي، في اليوم الـ154 للحرب على غزة، قصفاً مكثفاً على جنوب ووسط القطاع مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، بينما يُهدد الجوع مئات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين. وشهد ملف المساعدات حدثاً مأسوياً بعد مقتل خمسة فلسطينيين بعد إسقاط خاطئ لصناديق مساعدات على أماكن وجودهم.
وأفاد مسؤول في قسم العناية والطوارئ في مستشفى الشفاء بأن خمسة فلسطينيين قتلوا وجرح عشرة آخرون الجمعة إثر سقوط صناديق مساعدات ألقتها طائرات على قطاع غزة. يأتي ذلك في وقت شددت حركة “حماس”، الجمعة، على أنها لن تتنازل عن مطالبتها بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، في مقابل الإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم منذ هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على جنوب اسرائيل.
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم “كتائب القسام”، الجناح العسكري للحركة، في بيان متلفز، إنَّ “أولويتنا القصوى لإنجاز تبادل الأسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان وانسحاب العدو ولا تنازل عن ذلك”. ودعا “أبناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس والـ48 إلى النفير نحو المسجد الأقصى” خلال شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل، و”عدم السماح للاحتلال بتغيير الواقع على الأرض”، مضيفاً: “نستقبل رمضان بالجهاد والرباط في زمن عز فيه الرجال”.
واشنطن: الكرة في ملعب “حماس”من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّ “الكرة في ملعب” حركة “حماس” في ما يتّصل بالموافقة على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل، مع تضاؤل الآمال بالتوصل لهدنة جديدة في الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر. وأضاف لدى لقائه نظيره التركي هاكان فيدان: “الكرة في ملعبهم. نحن نعمل بجد على ذلك”.
وتابع بلينكن: “لا شك لدي في أن التوصل إلى وقف إطلاق النار هذا والإفراج عن رهائن سيصب في العمق في مصلحة كل المعنيين”. ويبذل وسطاء جهوداً مضنية للتوصل إلى هدنة قبل شهر رمضان.
والخميس أعلن مسؤول رفيع في “حماس” أن وفدها غادر القاهرة حيث كان يشارك في مباحثات بشأن هدنة في قطاع غزة، مؤكداً أن الرد الإسرائيلي الأولي لا يلبّي “الحد الأدنى” مما تطلبه الحركة.
وغادر الوفد القاهرة حيث جرت منذ الأحد مشاورات بوساطة مصرية – قطرية – أميركية للتوصل إلى هدنة في الحرب.
مستجدات ميدانية…ميدانياً، أفادت مصادر فلسطينية بأن الطيران الإسرائيلي شن الليلة غارات عنيفة على غرب مدينة غزة.
وقالت “قناة الأقصى” إنَّ إحدى الغارات استهدفت محيط منطقة الصحابة في حي الدرج بغزة. وأفادت تقارير صحافية بمقتل 24 فلسطينياً جراء غارات إسرائيلية استهدفت منازل في مدينتي خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة منذ فجر الجمعة. وفي وقت سابق، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد العائلات بقطاع غزة راح ضحيتها 78 شهيداً و104 مصابين خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وبذلك ارتفع عدد الضحايا منذ بداية العدوان الإسرائيلي إلى “30 ألفاً و878 شهيداً، و72 ألفاً و402 مصابين”.
وأكدت الوزارة أن “72% من ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر هم من النساء والأطفال”.