اعتبر البابا فرنسيس خلال مقابلة أن على أوكرانيا التحلّي بما سمّاها “شجاعة الراية البيضاء” وأن تتفاوض على إنهاء الحرب التي شنّتها روسيا قبل عامين وأودت بحياة عشرات الآلاف من الناس حتى الآن. وأدلى البابا بهذا التصريح خلال مقابلة سجّلها الشهر الماضي مع شبكة “آر أس آي” السويسرية، قبل وقت طويل من العرض الذي قدّمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الجمعة باستضافة قمّة بين أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب. وقدّم إردوغان العرض الجديد بعد اجتماع في إسطنبول مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وشدّد زيلينسكي على أنّه يريد السلام لكنّه لن يتخلّى عن أي من الأراضي الأوكرانية. وتدعو خطّة سلام طرحها الزعيم الأوكراني إلى انسحاب القوّات الروسية من جميع أنحاء أوكرانيا واستعادة حدود الدولة في حين يستبعد الكرملين الدخول في محادثات سلام بالشروط التي حدّدتها كييف. ولم يرد متحدّث باسم زيلينسكي حتى الآن على طلب للتعليق على تصريح البابا. وفي المقابلة سُئل البابا فرنسيس عن موقفه من النقاش الدائر بين أولئك الذين يقولون إن على أوكرانيا الاستسلام لأنّها لم تستطع التصدّي للقوّات الروسية، وأولئك الذين يقولون إن الاستسلام سيضفي الشرعية على تصرّفات الطرف الأقوى. واستخدم المحاور في سؤاله تعبير “الراية البيضاء”. وقال البابا، وفقاً لنص للمقابلة تم الكشف عنه بشكل مسبق ومقطع مصوّر منها حصلت عليهما “رويترز” اليوم السبت، “أعتقد أن الأقوى هو من ينظر إلى الوضع ويفكّر في الناس ويتحلّى بشجاعة الراية البيضاء ويتفاوض”، مضيفاً أن المحادثات يجب أن تتم بمساعدة القوى الدولية. ومن المقرّر بث المقابلة يوم 20 آذار (مارس) ضمن برنامج ثقافي جديد. وقال “اليوم، على سبيل المثال مع الحرب في أوكرانيا، هناك الكثير ممن يريدون العمل كوسطاء. تركيا على سبيل المثال”.
وأضاف “لا تخجلوا من التفاوض قبل أن تزداد الأمور سوءاً”.
وفي جزء آخر من المقابلة تناول الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، رأى البابا أن “التفاوض لا يكون استسلاماً أبداً. إنّها الشجاعة لعدم دفع بلد ما إلى الانتحار”.
وأضاف “كلمة تفاوض هي كلمة شجاعة. عندما ترى أنّك مهزوم، وأن الأمور لا تنجح، عليك أن تتحلّى بالشجاعة للتفاوض”.
وإذ أقرّ البابا بأن المقاربة التي يشير إليها قد تشعر البعض بالخجل، لفت إلى العدد الكبير للأرواح التي تزهق. وأضاف: “الحرب يصنعها طرفان لا طرف واحد. الطرفان اللذان يشنان الحرب هما عديما المسؤولية”.