بعدما سيطرت جائحة كورونا على العالم طوال أكثر من ثلاثة أعوام، تحولت أعراض الفيروس البعيدة المدى إلى هاجس للخبراء في المجال الصحي. فكثيرون ممن أُصيبوا بفيروس كورونا استمروا بمواجهة تحدّيات عديدة مرتبطة به طوال أشهر بعدها، بشكل استدعى متابعة طويلة تُظهر كيفية تطورها وتداعياتها في المدى البعيد.
ما هي أعراض كورونا المزمنة؟تصيب أعراض كورونا المزمنة أكثر من 65 مليون شخص في العالم، وهي كثيرة تصيب أعضاء الجسم كافة كالقلب والجهاز الهضمي والرئتين. لكن أكثر هذه الأعراض شيوعاً، بحسب ما يوضح الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية -مستشفى رزق الدكتور جميل برهون، على هامش يوم توعوي أُجري في المستشفى لمناسبة اليوم العالمي للتوعية حول حالة كورونا المزمنة، يشير إلى أنّ أكثر هذه المعضلات شيوعاً التي تُلاحظ لدى نسبة كبيرة ممن يعانون منها، هي التعب المزمن وأوجاع العضلات إضافة إلى أعراض الجهاز العصبي التي يشكو منها كثيرون.
كيف تشخّص حالة كورونا المزمنة؟قد لا يكون تشخيص هذه الحالة سهلاً، وثمة معايير معينة يتمّ الاعتماد عليها لتشخيص دقيق. في الواقع، عندما تستمر أعراض كورونا لأكثر من 12 أسبوعاً، يمكن أن تستمر لأكثر من سنة أيضاً. على هذا الأساس يحصل التشخيص الذي يمكن أن يكون أكثر صعوبة، عندما لا يكون الطبيب او المريض على دراية بحالة أعراض كورونا المزمنة. إذ انّها حالة تتطلّب خبرة من الطبيب، بحسب رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى رزق الدكتورة ريما مغنية. هذا، مع الإشارة إلى أنّ الأعراض تختلف من حالة إلى أخرى ومن مريض إلى آخر. وهذا ما يؤخّر التشخيص أيضاً ويزيد من صعوبته. حتى أنّها قد تختلف بين فترات وأخرى. هي حالة تظهر بعد الإصابة بكورونا وتمتد خلال أشهر، ويمكن ان تكون متفاوتة الحدّة، لكن يُحتمل أن تكون مزعجة وتؤثر على نمط الحياة نتيجة الالتهابات التي يتمّ التعرض لها عند الإصابة بالفيروس. علماً أنّ مثل هذه الحالة تحصل لدى الإصابة بأنواع عديدة أخرى من الفيروسات التي يمكن الإصابة بها. هل من علاجات فاعلة لحالة كورونا المزمنة؟تساعد العلاجات المتاحة في معالجة أعراض الحالة المزعجة التي تؤثر على نمط الحياة، ويمكن أن تشكّل عائقاً أمام المريض يمنعه من ممارسة أنشطته اليومية ومتابعة حياته الطبيعية بشكل عادي. وفيما تساعد هذه العلاجات في ضبط الأعراض وإدارتها بشكل أفضل، ما يسهم في تخطّي الحالة إلى أن تزول الأعراض تلقائياً مع مرور الوقت ومع زوال الحالة الالتهابية من الجسم. هي مسألة تتطلّب وقتاً إلى جانب المعالجة التقليدية للأعراض المزعجة المرافقة للحالة.