عادت المسابقات الثقافية للأندية الرياضية في اليمن إلى الواجهة مجدداً بعد فترة انقطاع تجاوزت الـ12 عاماً، ظلت فيها حبيسة التجاذبات السياسية وحالة التشرذم التي تعانيها البلاد، جراء انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية الدستورية، والذي قضى على مظاهر الحياة، بما فيها النشاطات الرياضية والشبابية. “المسابقات الثقافية الوطنية”الأسبوع الماضي، شهدت مدينة عدن منافسات “المسابقة الثقافية الوطنية”، التي رعتها وزارة الشباب والرياضة، بدعم من صندوق رعاية النشء والشباب، وشارك فيها أبطال المحافظات المحررة وعددها 13 نادياً، بعد خوضها التصفيات التمهيدية من مجموع 192 نادياً يمثلون جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، وعددها 13 محافظة.
واكتسبت المسابقة أهمية كبيرة، بالنظر إلى التفاعل الإيجابي الكبير الذي حظيت به وحضور رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك حفل ختام المسابقة برفقة وزير الشباب والرياضة نايف البكري، ووزير المالية سالم بن بريك، والخدمة المدنية والتأمينات عبد الناصر الوالي. وشهد حفل الختام تكريم بن مبارك الفرق الفائزة: نادي شباب القطن حضرموت (المركز الأول)، ونادي الرشيد تعز (المركز الثاني)، ونادي الضبيات الضالع (المركز الثالث)، وإعلانه عن مساهمة الحكومة بمبلغ 10 ملايين ريال لتكريم المشاركين في البطولة، منها 5 ملايين ريال للأندية الفائزة، والأخرى لباقي الأندية.
معركة وعيوأكد بن مبارك في كلمة له “أهمية مثل هذه المسابقات الوطنية، باعتبارها طريقاً لنشر الوعي والمعرفة بين أوساط شباب الأندية، وتصحيح مسارها وتوسعة نشاطها لمجابهة الأنشطة المشبوهة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية في تجريف الهوية الوطنية والثقافية لدى الشباب، من خلال زرع الأفكار الهدامة لديهم”. وأضاف: “انتصرنا في كل المعارك التي خضناها ضد هذه السلالة البغيضة، والآن ننطلق للمعركة الأقوى وهي معركة الوعي والثقافة والمعرفة”، لافتاً إلى أن حكومته “تولي الشباب والمرأة اهتماماً خاصاً وكبيراً”.
تفعيل النشاط الثقافيسعت وزارة الشباب والرياضة اليمنية من خلال المسابقة الثقافية التي أقامتها خلال الفترة من 25 شباط (فبراير) إلى 18 آذار (مارس) إلى إعادة تفعيل الدور الثقافي للأندية، بعدما ظلت نشاطاتها محصورة فقط في المنافسات الرياضية، إذ نظمت المسابقة الوطنية لأندية الجمهورية، والتي تمحورت في 4 جوانب أساسية هي: الثقافة الوطنية، والثقافة الإسلامية، والتاريخ، والرياضة.
في السياق ذاته، قال الوزير البكري لـ”النهار العربي”: “الشباب هم بوابة الانتصار وصناع المستقبل وأساس تطور البلدان ونموها، ونحن في وزارة الشباب والرياضة اليمنية، نولي الشباب جل اهتمامنا وندعم أنشطتهم وبرامجهم المختلفة التي تساعد في تنمية وبناء المُجتمع”. وأشار البكري إلى “أن دور الشباب لا يقتصر على مجالٍ محدّد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومختلف قطاعات التنمية، وبالتالي هم قوة تغيير مجتمعيّة لا يمكن تجاهلها، فكان من الواجب على وزارة الشباب الالتفات إلى هذه الفئة وتعزيز الثقافة الوطنية في نفوسهم”. ليست مجرد مشاركة“مشاركتنا في المسابقة الثقافية ليست مجرد حضور وبحث عن لقب البطولة، بل هي إيمان منا بشرف الحفاظ على الوعي ورفع المستوى الثقافي لدى شبابنا”، بهذه الكلمات استهل صالح قاسم الحميقاني، عضو نادي مرتعة، حديثه مع “النهار العربي”. وتابع: “نحن بحاجة إلى رفع الوعي وزيادة مشاركة الشباب وفتح مراكز خاصة بهم في مختلف المحافظات، والاهتمام بالمراكز الصيفية التي أصبحت الميليشيات الحوثية تستغلها لحشد الشباب ليكونوا وقوداً للحرب الظالمة التي شنوها على اليمن”.
ودعا وزارة الشباب والرياضة وكل من له علاقة بالشباب إلى “مضاعفة الجهود لرفع مستوى الشباب، فهم اليوم بأمسّ الحاجة إلى الوعي والثقافة أكثر من أي وقت مضى، لأن الميليشيات أصمت آذان كثير من الشباب وأدخلت عليهم الأفكار المضللة والمنحرفة”. النشاط الذي أطلق هذا العام بعد توقف أكثر من 12 عاماً استهدف أكثر من 576 شاباً وشابة من مختلف المحافظات المحررة، وتوزع النشاط على مرحلتين: الأولى تصفيات الأندية في المحافظات، والثانية تحديد بطل الجمهورية من خلال المنافسة بين 39 مشاركاً يمثلون 13 نادياً في عدن. وبين تجهيل الميليشيات الحوثية للشباب وتجريف الهوية الوطنية تبرز جهود منقوصة للحكومة الشرعية في الحفاظ على الشباب والنشء من خلال نشاطات محصورة في الأندية فقط، لذا يطالب ناشطون بتوسيع الجهود الحكومية لاستهداف فئات أوسع من المجتمع.