“المواقف متباعدة جداً”… تطورات مخيبة بشأن هدنة غزة

1

أحد مشاهد الدمار في قطاع غزة

أعلن قيادي في حركة “حماس” لوكالة “فرانس برس” مساء اليوم السبت أن المواقف “متباعدة جدا” في مفاوضات الهدنة الجارية عبر وسطاء في الدوحة، متهما إسرائيل بتعمد “تعطيلها ونسفها”.

وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “المواقف في المفاوضات بين حماس وفصائل المقاومة والاحتلال متباعدة جداً لأن العدو فهم ما أبدته الحركة من مرونة… على أنه ضعف”. وذكر بشكل خاص رفض إسرائيل وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإدخال المساعدات بلا قيود. وأضاف أن “العدو يريد أن يصل إلى وقف إطلاق نار موقت يتمكّن بعده من العودة للعدوان ضد شعبنا، ويرفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، ويرفض الانسحاب الكامل لقوّاته من قطاع غزة، والأهم أنّه ما زال يرفض عودة النازحين لبيوتهم، ويريد أن يبقي ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرته الكاملة، بل ويطالب بعدم عودة الأونروا والأمم المتحدة للعمل خاصة في شمال قطاع غزة”.

وتابع أن “عرض الاحتلال مرفوض قطعاً ولا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل به… وكل ما يروّجه الاحتلال والإعلام عن عرض أميركي وغيره هو دعايات لتخفيف الضغط على العدو الصهيوني لإعطاء مزيد من الوقت لارتكاب مجازر ضد شعبنا والاستمرار في الإبادة الجماعية والتجويع”. وأردف “كلّما تقدّمت المفاوضات حتى لو بشكل طفيف يعمد الاحتلال إلى تعطيلها ونسفها”، متّهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بالعمل على “إيصالها إلى طريق مسدود”.

 كما نقلت قناة “الجزيرة” عن مصدر قيادي في الحركة قوله إن “موقف إسرائيل الذي نقله الوسطاء المصريون والقطريون كان سلبياً جداً ويهدف لعرقلة الاتفاق”.  قبل ذلك، كانت “الجزيرة” نقلت عن مصادر أن الرد الإسرائيلي على الهدنة “عرض عودة مقيدة لألفي نازح يومياً لشمال قطاع غزة بعد أسبوعين من بدء التنفيذ، وقدم نقاطاً مفصلة فيما يتعلق بتبادل الأسرى وشروط وقف العمليات. وقالت المصادر إن الرد الإسرائيلي حافظ على إطار الاتفاق على 3 مراحل، بينما اشترطت تل أبيب الإفراج في المرحلة الأولى عن 40 أسيراً إسرائيلياً حيا من كل الفئات. وأضافت: “رد إسرائيل الذي قدم للوسطاء يرفض وقف الحرب وانسحاب قواتها وعودة النازحين بلا شروط، وشمل الحق في إبعاد أسرى الأحكام المؤبدة الذين سيفرج عنهم وفق الصفقة إلى خارج فلسطين”.
ووفق المصادر ذاتها، “طلبت إسرائيل مقابل الإفراج عن أسرى أعيد اعتقالهم من صفقة شاليط الإفراج عن الجنديين غولدن وآرون، ورفضت طلب حماس الإفراج عن 30 من أصحاب المؤبدات مقابل كل مجندة وعرضت فقط 5 هي من تحددهم”. وذكر أيضاً مصدر في “حماس” مطلع على سير المفاوضات أن إسرائيل “تريد انسحاباً جزئياً على مراحل مع بقاء قواتها في شارع صلاح الدين والطريق الساحلي والمناطق الحدودية، لكن حماس تريد انسحاباً كاملاً وأبدت مرونة بقبول الانسحاب من المناطق المأهولة والمدن، ورفع الحواجز بين المدن ثم من كل القطاع مع انتهاء المرحلة الثانية للاتفاق”.

وأضاف المصدر لـ”فرانس برس” أن “إسرائيل تريد عودة النازحين على مراحل عدّة تبدأ بالنساء والأطفال ومن هم فوق 50 عاماً مع التدقيق في هوياتهم أثناء العودة لغزة وشمال القطاع عبر حاجز عسكري إلكتروني. لكن حماس تشترط عودة بدون قيود لكافة النازحين”.

وفي ما يتعلّق بالمساعدات، أشار المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه  إلى أن “إسرائيل تصر على السيطرة على آليات دخولها وإبعاد الاونروا”. أما في ملف التبادل، “فهي تريد التحكم بأسماء وفئات الأسرى، وقد أبدت حماس مرونة ولكن تشترط الاتفاق على الاعداد والفئات وخاصة الاسرى ذوي المحكوميات العالية”. “القسام” تعلن وفاة أسير إسرائيليومساء اليوم، أعلن الناطق باسم “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” أبو عبيدة، وفاة أسير إسرائيلي يُدعى “بيجيف بوخطاف”، مشيرا إلى أنه يبلغ من العمر 34 عاماً وتوفي نتيجة نقص الدواء والغذاء.

وقال أبو عبيدة: “كنا حذرنا سابقا أن أسرى العدو يعانون ذات الظروف التي يعانيها شعبنا من الجوع والحرمان ونقص الغذاء”.

وخطف خلال هجوم “حماس” في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) نحو 250 شخصا نُقلوا إلى قطاع غزّة، حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.  

وليام بيرنزبيرنز يقدم مقترحاًإلى ذلك، ذكرت القناة “12” الإسرائيلية أن رؤساء الوفد الإسرائيلي المفاوض سيعودون الليلة إلى إسرائيل، وقد تدل عودتهم على عدم إحراز تقدّم أو تحمل إشارة بشأن رد “حماس” على مقترح واشنطن.
 ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن عودة الوفد من الدوحة لا تعني حدوث أزمة إنما للتشاور. وكشف موقع “أكسيوس” الأميركي أن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز قدم خلال المفاوضات مقترح وساطة بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي ضمن المرحلة الأولى من الصفقة.
ووفق موقع “واللاه نيوز” العبري، وافق الوفد الإسرائيلي على المقترح ولكن “حماس” لم تقدّم ردّها بعد.
واعتبر الموقع أن “سبب أهمية المقترح الأميركي هو أنّ قضية المفاتيح التي تحدّد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مختطف إسرائيلي بمختلف فئاته (نساء، جنود، كبار السن)، هي القضية الأساسية التي تدور حولها المفاوضات في الأيام الأخيرة”. وذكر أن “القضايا الأخرى المتنازع عليها تنتظر حل هذه القضية”.  

أنطونيو غوتيريشالأمم المتحدة تدعو لإنهاء الكابوسمن جهته، كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم من مصر على الحدود مع قطاع غزة، دعوته لوقف إطلاق النار وإنهاء “الكابوس” الذي يعيشه سكان غزة جراء الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة “حماس”، في حين تؤكد إسرائيل عزمها شن هجوم بري على رفح المكتظة بالنازحين رغم معارضة واشنطن.

وقال غوتيريش من رفح المصرية إن “الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي” في ظروف كارثية. وأضاف: “لا شيء يبرر الهجمات المروعة التي قامت بها حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

وتابع: “الآن، وأكثر من أي وقت مضى، حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، موضحا أنه أتى “حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث… هُدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل المجاعة التي تحيق بالسكان”.

وقال غوتيريش أيضًا: “بهدي من شهر رمضان، شهر الرحمة، حان الوقت للإفراج فورًا عن جميع الرهائن”.

وأثارت هذه التصريحات غضب وزير خارجية إسرائيل إسرائيل كاتس الذي قال إنه “في ظل قيادته (غوتيريش)، صارت الأمم المتحدة منظمة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل تؤوي الإرهاب وتشجعه”.

التعليقات معطلة.