كشفت إيران أن أحدث طائراتها المسيرة قادرة على حمل ما يصل إلى 13 قنبلة، وهي مزودة بمحرك يمكنه تشغيلها لمسافة تزيد عن ألف ميل على ارتفاع 35 ألف قدم. وكتب على جسم المسيرة باللون الرمادي: “غزة”.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن نموذجاً للمنتج الرائد الجديد لصناعة الدفاع الإيرانية عًرض في معرض دولي للأسلحة في الدوحة هذا الشهر، وهو أول ظهور للطائرة المسيرة خارج إيران، حيث كانت إلى جانب منتجات منافسين أميركيين وصينيين وأتراك.
منذ انتهاء القيود التي فرضتها الأمم المتحدة على صادرات إيران من الصواريخ والطائرات المسيرة في تشرين الأول (أكتوبر)، تبيع طهران سلعها العسكرية في السوق الدولية على نحو متزايد، ما أثار مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها. وكانت القيود التي فرضتها واشنطن جزءاً من الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2018.
وقدمت إيران لسنوات أسلحة مجانية لحلفائها في الشرق الأوسط لدعم أنشطتهم. وبرزت الطائرات المسيرة والصواريخ، التي قدمتها إيران أو صممتها، في الهجمات الأخيرة التي شنتها القوات المدعومة من إيران، بما في ذلك هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
وأدت الأسلحة الإيرانية دوراً في المواجهة غير المباشرة التي اندلعت بين إيران والولايات المتحدة، بما في ذلك مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية في هجوم بطائرة مسيرة في كانون الثاني (يناير) في الأردن على يد ميليشيا عراقية مدعومة من إيران.
وتمثل مسيرة “غزة”، التي أطلقت عليها إيران اسم تضامناً مع سكان القطاع بعد تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عام 2021، تهديداً متزايداً لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها. ومع نطاق معلن يبلغ 1243 ميلاً، وطول جناحيها 68 قدماً ووصلة عبر الأقمار الاصطناعية، يمكن للمسيرة أن تحلق من إيران إلى إسرائيل وهي محملة بـ13 قنبلة موجهة بدقة. وتقول إيران إن الطائرة جاهزة للعمل.
في المقابل، بينما تحمل مسيرة “شاهد-129” أربع متفجرات فقط، فهي أسهمت في النمو السريع لصناعة الأسلحة الإيرانية. وقال نائب وزير الدفاع مهدي فرحي في تشرين الثاني (نوفمبر) إن إيران باعت أسلحة بقيمة مليار دولار تقريباً في الفترة بين آذار (مارس) 2022 والشهر عينه من عام 2023، أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في العام السابق.
وتشمل صفقات الدفاع الإيرانية الأخيرة اتفاقاً لبيع صواريخ باليستية قصيرة المدى لموسكو، وفقاً لمسؤولين أميركيين، وتسليم طائرات مسيرة متفجرة للحكومة السودانية في حربها التي استمرت 11 شهراً ضد المتمردين. وقال مسؤول قطري سابق إن استضافة إيران في المعرض التجاري جزء من سياسة الدوحة لتهدئة طهران، مما يسمح بحضور رمزي. ولم توقع وزارة الدفاع الإيرانية أي صفقات أسلحة خلال زيارة وفدها، سواء في المعرض التجاري أو على هامشه، بحسب المطلع على معرض الأسلحة. كما يعطي العرض للوكالات الغربية الفرصة لجمع معلومات استخباراتية عن أحدث التقنيات الإيرانية. وفي جناح إيران، كان رجل عرف فيما بعد بأنه مسؤول ألماني يقوم بفهرسة كل سلاح على هاتفه.