انحاز مواطنون للجيش في حربه ضد “الدعم السريع” فوجدوا أنفسهم في خندق واحد مع “الكيزان”عبد الله علي إبراهيم أكاديمي وصحافيالأحد 31 مارس 2024 1:04يعاني السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة (أ ف ب)ملخصبدت دعوة عقار للإسلاميين مثل كفارة من المفروض أنهم أحسن من يرخي لها أذناً. فهي عبادة يؤديها المسلم بسبب ارتكاب معصية، وطريقة للتكفير عن الذنب وإطفاء آثاره والعودة لرضا الله تعالى.أذاع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار خطاباً للأمة في الأسبوع الماضي بعث فيه بعدد من الرسائل الرصينة المتفائلة إلى قطاعات من الشعب السوداني، وكانت رسالته السادسة إلى المؤتمر الوطني والإسلاميين بعد رسالة عامة وجهها للقوى السياسية جمعاء.قال عقار في رسالته إلى الإسلاميين إنه لا أحد يزايد عليهم في وطنيتهم ولا في ممارسة حقوقهم كاملة مثل كل السودانيين، مضيفاً أنه “لقد أتيحت لكم بصورة أحادية إدارة الدولة السودانية لـ30 عاماً، وليس باستطاعة مؤرخ أن يتجاوز في كتاباته أنه أثناء حكمكم انفصل الجنوب وهذا قليل من كثير. وسيصعب عليكم إقناع الشعب السوداني بأنكم الأفضل. والمؤتمر الوطني كتنظيم سياسي يخطئ ويصيب، لذلك يجب أن تعودوا لنقد فترتكم منذ بدايتها وليس بما وقع بعد الـ11 من أبريل (نيسان) 2019 (تاريخ الانقلاب الذي ذهب بدولتهم أدراج الرياح)، فراجعوا أين أصبتم وأين أخطأتم. ففوضى ما بعد الـ11 من أبريل (يقصد بها فترة الحكومة الانتقالية) لن تكون بديلاً تستمدون منه شرعيتكم كبديل مجرب. احفظوا بضاعتكم فإنها منتهية الصلاحية”. هذه المراجعة للإسلاميين مما يطرأ لجمهرة واسعة من السودانيين انحازوا للقوات المسلحة السودانية في حربها القائمة ضد قوات “الدعم السريع”، فوجدوا أنفسهم بوقفتهم مع الجيش في خندق واحد مع الإسلاميين ممن افترقت دروبهم الدامية في كثير من الأحوال.بدت دعوة عقار للإسلاميين مثل كفارة من المفروض أنهم أحسن من يرخي لها أذناً، فهي عبادة يؤديها المسلم بسبب ارتكاب معصية، وطريقة للتكفير عن الذنب وإطفاء آثاره والعودة لرضا الله تعالى. ولكنهم تعالوا على مثل هذه الدعوة طويلاً، واستغشوا ثيابهم في حال إنكار متطرفة لعوس أياديهم، والإنكار معروف أنه آلية دفاعية يستدبر به الواحد الواقع لينجو بنفسه من الانزعاج والتوتر.وجاء الإسلاميون إلى ساحة الحرب في صف الجيش بـ”حقائبهم” الكأداء من دولتهم المبادة، وأثقلوا على الحرب بها إثقالاً كبيراً، وهي الحقائب التي اختزنوا فيها سوأتهم في الحكم حتى قال لهم عقار، “احفظوا بضاعتكم فإنها منتهية الصلاحية”.
التعليقات معطلة.