الكشف عن لغز “رسالة أمريكا” إلى قاسم سليماني وسر بقاء قواتها في سوريا

3

يدرس هربرت رايموند ماكماستر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، تقديم خطاب سياسي حول سوريا في مطلع العام المقبل 2018، يحدد استراتيجية الإدارة الجديدة، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وبحسب مصادر مطلعة، يسعى المسؤولون الأمريكيون لإيجاد استراتيجية يصدون ما وصفوه بالتوسع العسكري الإيراني الملحوظ في جميع أنحاء المنطقة، الأمر الذي يُعد مصدرَ قلقٍ متزايد في واشنطن وتل أبيب والرياض.
وقال مسؤول كبير إن الإدارة لن تسمح لإيران ووكلائها بإقامة وجود عسكري في سوريا يهدد أمريكا أو حلفاءها في المنطقة.
وكان جيم ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، قال إن القوات الأمريكية التي تجاوز عددها الألفين حاليًا ستبقى في سوريا في المستقبل المنظور لضمان عدم استعادة “داعش” موطئ قدم مرةً أخرى، أو تحوُّل فلولها إلى تهديد جديد خطير.
لكن مسؤولين أمريكيين على دراية بالمناقشات المستمرة، قالوا إن هذه القوات توضع في مقدمة الجهود الجديدة لمنع إيران من تعزيز وجودها العسكري في سوريا، أو إقامة طريق آمن في البلاد يسمح لطهران بنقل أسلحة متقدمة إلى حلفائها على الحدود الإسرائيلية.
وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن تربطها علاقات وثيقة بإدارة ترامب: “يجب أن يكون الوجود العسكري في سوريا مركز الثقل لاستراتيجية تحييد إيران. لن يكون هناك نفوذ سياسي دون وجود قوة عسكرية أمريكية على الأرض السورية”.
وبحسب بعض التقديرات، هناك حالياً 125 ألفًا من القوات التابعة لإيران في سوريا، ومن شأن تحويل التركيز من “داعش” إلى إيران أن يواجه عددًا كبيرًا من التحديات، بما في ذلك المخاوف بشأن اندلاع رد فعل قاتل من إيران يستهدف القوات الأمريكية في المنطقة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الاحتمال يشكل مصدر قلق كبير للمسؤولين العسكريين الأمريكيين، ولتدارُك هذا القلق، أرسل مايك بومبيو، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تحذيرًا سريًا الشهر الماضي إلى الجنرال قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” الإيراني.
ورغم أن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية قالت إن سليماني رفض فتح الرسالة، قال بومبيو إنها احتوت على تحذير من الولايات المتحدة من أن الإدارة “ستحمله هو وإيران مسؤولية أي هجمات تشنها القوات تحت سيطرتهم على المصالح الأمريكية في العراق”.
وأوضح الجنرال ماكماستر في الأيام الأخيرة، أنَّ الولايات المتحدة تصيغ طرقاً لاحتواء هذا التهديد في سوريا، حين قال في منتدى عام في وقت سابق من هذا الشهر، ديسمبر/ كانون الأول: “ما نواجهه هو احتمالية وجود جيش بالوكالة على حدود إسرائيل”، بحسب الصحيفة المذكورة.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون بالقلق الشديد تجاه المعلومات الاستخبارية التي تشير إلى أن إيران تقيم منشأة عسكرية في شمال غربي سوريا لصنع صواريخ بعيدة المدى. وقد نفَّذَت إسرائيل أكثر من 100 غارة جوية في سوريا، معظمها استهدف ما وصفته بأنَّه قوافل تنقل الأسلحة إلى مقاتلي “حزب الله”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الغارة الجوية الأخيرة، في أوائل ديسمبر/ كانون الأول، أنَّ بلاده “لن تسمح لنظامٍ عزم على إبادة الدولة العبرية بترسيخ وجوده العسكري في سوريا”.
يذكر أن وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قال: “أريد أن أؤكد هنا أننا نعرف ولدينا معلومات أن ايران تنشئ مصانعا للصواريخ المتطورة في لبنان، وهنا أريد أن أوضح بشكل قاطع أننا رسمنا خطا أحمرا جديدا ولن نسمح لهم بذلك مهما كلف الأمر، نحن منعناهم حتى الآن من إقامة قواعد جوية وبرية وبحرية في سوريا وبشار الأسد يعرف ذلك جيدا”.
وشدد الوزير أن إسرائيل ستعمل بشكل عسكري كما يحصل في سوريا لمنع ذلك، قائلا: “كل من يهدد أمننا وكياننا سنقوم بتلقينه درسا قاسيا بكل ما لدينا من القوة، ولدينا قوة كبيرة، ولدينا استخبارات، ونعرف كل ما يحاك لنا، وسنواجه ذلك بقوة”.

 

التعليقات معطلة.