ماهو مستقبل الصراع بين ايران واسرائيل في مقبل الايام ؟

1

حسن فليح / محلل سياسي

ماجرى في 4/1 من استهداف اسرائيلي للقنصلية الايرانية في دمشق يُعد تصعيدا خطيرا وتحولا لافت في طبيعة الصراع بين ايران واسرائيل لم تعهده المنطقة من قبل ،
وربما إسرائيل تسعى لمعاقبة إيران على دورها في حرب غزة وتلك واحدة من تداعيات وتطورات تلك الحرب ، الامر الذي يستدعي منا ان نتسائل هل يؤدي الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق إلى حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران؟
أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي أن الولايات المتحدة لم تكن متورطة بأي حال من الأحوال في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق ،
بالوقت الذي توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرد المناسب على الهجوم، قائلا “على الكيان الصهيوني أن يدرك أن هذه الجريمة الجبانة لن تبقى دون رد” اسرائيل تعلن مسؤوليتها عن الحادث وامريكا تتنصل وايران تتوعد ، هذا هو المشهد الان ، حيث ان ايران حاليا تعيش بلا مساحة للعب واصبحت على المحك امام جمهورها وشعاراتها وقيادتها لمحور المقاومة اكثر من اي وقت مضى ، ومن الصعب عليها ومن المعيب ايظا ان ترد بعد هذا الاستهداف المباشر والصريح والخطير على اسرائيل عبر فصائلها المسلحة بالمنطقة ، يجب ان يكون هناك رد مباشر من قبلها على اسرائيل يوازي ماحصل لها من اعتداء صارخ في دمشق ، وهذا على اقل تقدير كي تعيد ثقة المقاومين بها وتعزز مكانتها في قيادتها لهم ، بعد أن شابها الكثير من الغموض والتنصلات بالفترة الماضية !
أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية إلايرانية في مجمع سفارتها بالعاصمة السورية قد غيرت الى حد كبير من قواعد الاشتباك الحالية وباتت تمهد لردود فعل عسكرية أقوى وأوسع مدى بين إيران وإسرائيل مستقبلا ، علما ان اسرائيل لن تقف عند هذا الحد من العدوان سواء ردت عليها طهران ان لم ترد ،
وقد يفضي توسيع دائرة الحرب إلى كسر الإستراتيجية الإيرانية التي تقوم على المواجهة المحدودة مع الغرب عن طريق الوكلاء في “العراق وسوريا ولبنان واليمن” ويجعل من ايران امام استراتيجية جديدة غير “استرتيجية الصبر” التي لاذت بها ايران طيلة فترة الحرب على غزة وماتخللها من مناوشات في جبهات اخرى محسوبة على محور المقاومة الذي تقوده طهران !! من الواضح ان سياسة تل ابيب بقيادة بنيامين نتنياهو تريد التوسيع من دائرة الصراع وان لايقف الامر عند غزة على العكس تماما من الرغبة الامريكية في نظرتها للصراع الحالي ، وادارتها المتمثلة بالديمقراطيين وبايدن الذي يبحث عن نجاح لمواجهة خصمه القوي ترامب بالانتخابات القادمة وسط تراكمات الفشل الذريع لسياسته بالعالم وبالشرق الاوسط ومع ايران على وجه التحديد !! اشارت وكالة بلومبيرغ الأميركية إن حرب الظل بين إسرائيل وإيران دخلت مرحلة خطيرة جديدة منذ بدء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ،
وأضافت “أن حرب الظل هذه لطالما رسمت ملامح الشرق الأوسط لعقود من الزمن، مبرزة أنها الأكثر قابلية للانفجار من بين العديد من الصراعات الأخرى التي عصفت بالمنطقة” ان اسباب ودوافع تلك المواجهة باتت حتمية ، ويبدو ان مشاكل الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية بالذات قد خرجت عن السيطرة والحلول الدوبلوماسية لها واسرائيل تشعر انها الان في افضل حالاتها بالاستمرار بالحرب واجبار حلفائها وعلى راسهم الولايات المتحدة على التدخل الى جانبها مستغلة بذلك التواجد العسكري الغربي الكبير بالمنطقة وعليها حسم الامر كليا لصالحها وعدم العودة لحالة اللاسلم واللاحرب التي عاشتها اسرائيل وعموم المنطقة ، جائت الضربة الاسرائيلية للقنصلية الايرانية لتقوض مساعي الولايات المتحدة لاحياء عملية السلام والتطبيع التي سيقوم بها جيك سوليفان مستشار الامن القومي الامريكي في زيارته للسعودية قريبا لاعادة مساعي المبادرات والسلام الهش التي عاشتها اسرائيل والمنطقة لعقود طويلة الى الواجهة من جديد الامر الذي ترفضه اسرائيل بالوقت الحالي ، وتريد حسم الصراع بما يجعلها اكثر امناً واستقرارا من وجهة نظرها ، وان سياسة التنصلات الايرانية التي اتبعتها ومن بعدها امريكا لم تعد سياسة مجدية بعد الان .

التعليقات معطلة.