لا شيء يوحي باقتناع الطامحين إلى استعادة الإمبراطوريات بأن الزمن فات على أدوار “السلطان” و”القيصر”
رفيق خوري كاتب مقالات رأي
الأربعاء 3 أبريل 2024 0:08
الرجل الذي أمسك بالسلطة ولا يزال منذ عام 2002 يريد إكمال ما سماه “قرن تركيا”، الذي هو في نظره “قرن أردوغان” (أ ف ب)
ملخص
“دوار النجاح” الذي حذر منه ستالين وقع فيه أردوغان، وقد تصور أنه يستطيع أن يلعب كل الأدوار من دون دفع الثمن.
الرئيس رجب طيب أردوغان لا يتعب من الغضب والخطابة اليومية عبر الميكروفون. كان في غنى عن تلقي ضربة سياسية قوية مثل زلزال بعد فوزه المدوي بولاية رئاسية أخيرة له، بحسب الدستور. لكن غطرسة القوة منعته من رؤية الأوراق القوية التي يجمعها معارضوه ويلعبونها ببراعة في مواجهة حاكم سلطوي يرتكب الأخطاء ويتصرف كأنه هو “الأمة”، متهماً خصومه بأنهم “أعداء الأمة”. وجشع السلطة دفعه إلى تصور أن أمامه فرصة مفتوحة لتسجيل انتصار كبير في الانتخابات البلدية يمسح معارضيه ويسمح له بإجراء انتخابات نيابية مبكرة يحوز فيها أكثرية الثلثين بما يمكنه من تعديل الدستور وفتح الباب أمام ترشحه للرئاسة من جديد.
فالرجل الذي أمسك بالسلطة ولا يزال منذ عام 2002 يريد إكمال ما سماه “قرن تركيا”، الذي هو في نظره “قرن أردوغان”. لذلك نزل إلى الشارع وأوحى أن المعركة، لا سيما على رئاسة البلدية في إسطنبول، هي معركته الشخصية والوجه الثاني لمعركته الرئاسية، من ثم هو المرشح الحقيقي ومرشحه المعلن هو الظل. والنتيجة خسارة مدوية له ولحزبه “الحرية والعدالة”.