استعادت دورها القديم بعد توقف عمل المستشفيات والأمهات يلدن في الخيام والبيوت المدمرة بلا تعقيم أو متابعة
عز الدين أبو عيشة مراسل
الاثنين 8 أبريل 2024 12:38
لهذه الحرفة أخطار كثيرة لدى ممارستها من غير متخصصين أو في أماكن خارج المرافق الصحية (اندبندنت عربية)
ملخص
بين المستشفيات الثلاثة العاملة في غزة، يوجد مستشفى واحد مخصص للولادة يضم خمس غرف عمليات، أي إنه قادر على استيعاب خمس حالات فحسب في الوقت نفسه.
تلفتت الداية خضرة حولها ومدت يدها لتلتقط سكيناً، ثم شرطت به السيدة كفاح لتساعدها على إخراج مولودها الجديد. ما إن لامست الأداة الحادة جسد الأم حتى صرخت فوق صراخها بنبرة أسمعت كل من حولها في معسكر النازحين بمنطقة المواصي في محافظة رفح.
التقطت خضرة رأس الجنين وبدأت تسحبه بقوة حتى خرج من رحم أمه، “أين المقص، اجلبوا لي أي مقص”، كانت تريد قطع الحبل السري للجنين.
ولادة في خيمة
بعد ذلك وضعت الطفل في شاشة بيضاء، ورشت قليلاً من الملح على سرته، وطلبت من أمه تكرار ذلك بعد مغادرتها.
مجبرة خضعت السيدة كفاح لعملية ولادة على يد الداية خضرة، التي لم تكن معها أي معدات طبية، إذ جاءها المخاض غفلة عند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، وبسبب القصف الإسرائيلي المستمر على أنحاء قطاع غزة تعذر على زوجها نقلها إلى المستشفى.
تقول كفاح، “حاولنا الاتصال بالإسعاف كثيراً، لكن بسبب انقطاع الاتصالات تعذر ذلك، كما لا يمكن أن يتحرك أحد بسيارة في وقت متأخر لأن الجيش سيقصفه، ومن شدة الألم طلب زوجي من الداية التي تقيم في خيمة مجاورة الإشراف على ولادتي”.
أدوات غير صحية
تعرف كفاح أن الداية لم تستخدم أدوات صحية، وأن طفلها ولد في بيئة غير نظيفة، إذ تم لفه بفوطة غير ملائمة، وهي الأخرى جرى التعامل معها بالآلية غير الآمنة نفسها، وبعد أربعة أيام من هذه المعاناة لاحظت الأم ألماً على ملامح الرضيع.
نقلت كفاح رضيعها إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة نتيجة مضاعفات عملية الولادة داخل الخيمة والظروف غير الصحية للمكان. تضيف الأم، “عادت مهنة الداية إلى غزة، وباتت النساء يلدن في منازلهن ومدارس الإيواء والخيام، لا مستشفيات أو رعاية طبية”.
في الواقع، فرض خروج مستشفيات غزة من الخدمة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية واقعاً صعباً في المنظومة الطبية، إذ لم يتبق سوى ثلاث مستشفيات تعمل في جميع أنحاء القطاع من أصل 36 مستشفى.