تنتج الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها الإنسان يوميًا الانبعاثات الكاربونية التي تهدد جهود الحدّ من التغير المناخي، وتزيد الضغط على الموارد الكهربائية المتاحة.
أشارت دراسة عن استهلاك الطاقة إلى أن أجهزتنا المربوطة بالإنترنت تعوق الجهود العالمية للحدّ من التغير المناخي، بسبب الانبعاثات الكاربونية؛ ذلك أن مليارات الأجهزة التي نستخدمها يوميًا يمكن أن تنتج 3.5 في المئة من هذه الانبعاثات في غضون 10 سنوات، و14 في المئة بحلول عام 2040.
وربما يسفر هذا عن استهلاك نحو 20 في المئة من الكهرباء في العالم. تهدد هذه المشكلة المتفاقمة بتعطيل التقدم نحو أهداف التغير المناخي، وتزيد الضغط الواقع على شبكات الكهرباء.
اتجاهٌ واحد
يكمن وراء هذه العواقب الوخيمة اتجاهٌ أساسٌ واحد، هو الكميات المتزايدة بسرعة من الطاقة التي تحتاجها الخوادم التي تخزن المعلومات من مليارات الأجهزة. مع تزايد هذه الأجهزة والمعلومات والتكنولوجيات، تزداد حاجة هذه الخوادم إلى الطاقة، وتقدر التوقعات الحالية أن يزداد الوضع تأزمًا في الفترة المقبلة.
يقول الباحث السويدي أندريس أندراي الذي شارك في تحديث الدراسة إن الطلب على الطاقة سيزداد من 200 أو 300 تيراواط من الكهرباء سنويًا إلى 1200 أو حتى 3000 تيراواط بحلول عام 2025.
يضيف أندراي: “الوضع مقلق، ويقترب تسونامي من المعلومات نحونا، لأن كل ما يمكن رقمنته يُرقمن”، مشيرًا إلى مجيئ جيل خامس من تقانة الأجهزة المحمولة، وتزايد الحركة على الإنترنت ورقمنة السيارات والآلات والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وإنتاج كميات هائلة من المعلومات المخزونة في مراكز حفظ البيانات.
مسؤولية الإنسان
يعرف العالم منذ سنوات أن قيادة السيارات وترك المصابيح وحنفيات الماء مفتوحة أكثر من حاجتنا تشكل هدرًا للطاقة والموارد، ويعرف الإنسان أن عليه تحمل قسط من المسؤولية عن تأثير ذلك في كوكب الأرض. كما إن المعلومات التي نستخدمها وعدد الأجهزة التي نملكها عناصر يجب أن تؤخذ الآن في الاعتبار حين نفكر في كيفية استخدام الموارد.
على سبيل المثال، تستهلك صناعة التعدين من الكهرباء ما يستهلكه 159 بلدًا مجتمعة. لكن هذه المسؤولية عن كيفية استخدام الطاقة لا تقع على عاتق الفرد وحده. فالشركات التي تستخدم تقنياتها هذه الكميات المتزايدة من الطاقة تستطيع أن تجري التغييرات الكفيلة بالتقليل من استهلاك الطاقة أو الانتقال إلى مصادر طاقة متجددة أفضل.
هذا كله لا يعني أن علينا أن نتوقف عن استخدام أجهزتنا. فتوافر المعلومات وسهولة الوصول إليها بفضل الإنترنت ليس موردًا ثمينًا فحسب، بل حق من حقوق الإنسان أيضًا، بحسب الأمم المتحدة. والثقافة التي يمكن أن يوفرها الإنترنت جزء مهم من الحياة العصرية. لكن، مع استمرار الشركات في تطوير تقنياتها واستمرارنا في استخدامها، يكون ضروريًا أن يأخذ طرفا المعادلة في الاعتبار تأثير هذه الأجهزة في المستقبل.