يعد السكر عنصرًا واسع الانتشار في الأنظمة الغذائية الحديثة، وكثيرًا ما يوجد بكميات كبيرة في الأطعمة والمشروبات المصنعة.
وفي حين أن الاستهلاك المعتدل للسكر يُنظر إليه عادة على أنه مقبول، إلّا ان الاستهلاك المفرط له يمكن أن يكون له عدد من العواقب الصحية السلبية، بما في ذلك خلل بالجهاز المناعي. وذلك وفق ما ذكر تقرير نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
1. التأثير على خلايا الدم البيضاء
تعد خلايا الدم البيضاء (WBCs) مكونات مهمة في جهاز المناعة؛ فهي مسؤولة عن مكافحة العدوى والغزاة الأجانب. وان الإفراط في تناول السكر يمكن أن يضعف وظيفة هذه الخلايا.
انخفاض البلعمة:
ويمكن لمستويات السكر المرتفعة أن تمنع قدرة خلايا الدم البيضاء على أداء البلعمة؛ وهي عملية ابتلاع وتدمير البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى.
وقد أظهرت الدراسات أنه بعد تناول كمية كبيرة من السكر يمكن أن تنخفض فعالية كريات الدم البيضاء بمكافحة البكتيريا بنسبة تصل إلى 40 % لعدة ساعات.
الإجهاد التأكسدي:
يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى الإجهاد التأكسدي، الذي يدمر الخلايا المناعية ويضعف وظيفتها.
2. الالتهاب
الالتهاب المزمن هو نتيجة شائعة للإفراط باستهلاك السكر. وفي حين أن الالتهاب جزء طبيعي من الاستجابة المناعية، فإن الالتهاب المزمن يمكن أن يضعف جهاز المناعة بمرور الوقت.
السيتوكينات المسببة للالتهابات:
يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر إلى الإفراط بإنتاج السيتوكينات المسببة للالتهابات، ما قد يسبب تلف الأنسجة وتعطيل وظيفة المناعة الطبيعية.
مقاومة الأنسولين:
يمكن أن يؤدي استهلاك السكر المرتفع المزمن إلى مقاومة الأنسولين، والتي ترتبط بزيادة مستويات الالتهاب في الجسم.
3. عدم توازن الميكروبيوم
يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورًا حيويًا في الحفاظ على نظام مناعة صحي. وان الوجبات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر يمكن أن تعطل توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
نمو البكتيريا الضارة:
يمكن أن يؤدي الإفراط بتناول السكر إلى تعزيز نمو البكتيريا الضارة والخميرة في الأمعاء، مثل المبيضات، والتي يمكن أن تتفوق على البكتيريا المفيدة وتعطل توازن الأمعاء.
متلازمة الأمعاء المتسربة:
يمكن أن يساهم خلل التوازن في بكتيريا الأمعاء بزيادة نفاذية الأمعاء، أو «تسرب الأمعاء»، ما يسمح للمواد الضارة بدخول مجرى الدم وتحفيز الاستجابة المناعية.
4. نقص المغذيات
يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر إلى نقص العناصر الغذائية، حيث أن الأطعمة السكرية غالبًا ما تحل محل الخيارات المغذية في النظام الغذائي.
انخفاض تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات:
الأفراد الذين يستهلكون الكثير من الأطعمة السكرية قد يكونون أقل عرضة لتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.
استنفاد العناصر الغذائية:
يمكن للسكر أيضًا أن يستنزف الجسم من العناصر الغذائية المهمة، مثل فيتامين C، وهو ضروري لأداء الجهاز المناعي بشكل سليم. حيث يدخل كل من السكر وفيتامين C إلى الخلايا عبر نفس المسار، ويمكن أن تمنع المستويات العالية من السكر امتصاص واستخدام فيتامين C.
5. ضعف المناعة التكيفية
تشير المناعة التكيفية إلى قدرة الجسم على التعرف على مسببات الأمراض المحددة وتذكرها من أجل استجابة أسرع وأكثر كفاءة عند التعرض لها في المستقبل. .وأن رتفاع مستويات السكر يمكن أن يضعف هذه الاستجابة المناعية التكيفية.
ضعف إنتاج الأجسام المضادة:
يمكن أن يؤثر الإفراط بالسكر على إنتاج الأجسام المضادة، والبروتينات التي ينتجها الجهاز المناعي لتحييد مسببات الأمراض. وهذا يمكن أن يضعف قدرة الجسم على مكافحة العدوى بشكل فعال.
انخفاض وظيفة الخلايا التائية:
الخلايا التائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء الضرورية للمناعة التكيفية.
يمكن أن تؤدي مستويات السكر المرتفعة إلى إضعاف وظيفة الخلايا التائية، ما يقلل من قدرتها على الاستجابة لمسببات الأمراض والقضاء عليها.
6. زيادة خطر الإصابة بالعدوى
بسبب التأثيرات المجمعة على جوانب مختلفة من الجهاز المناعي، يرتبط ارتفاع استهلاك السكر بزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
الالتهابات البكتيرية:
ان ضعف وظيفة خلايا الدم البيضاء وزيادة الالتهاب يمكن أن يجعلا الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية.
الالتهابات الفيروسية:
وبالمثل، فإن ضعف الجهاز المناعي بسبب تناول كميات كبيرة من السكر يمكن أن يزيد من التعرض للعدوى الفيروسية، بما في ذلك نزلات البرد والأنفلونزا.
ويمكن أيضا أن يكون للاستهلاك المفرط للسكر مجموعة متنوعة من العواقب السلبية على الجهاز المناعي، بما في ذلك انخفاض وظيفة خلايا الدم البيضاء، والتسبب في التهاب مزمن. وهذه التأثيرات يمكن أن تقلل من الاستجابة المناعية وتزيد من التعرض للعدوى.
ولدعم نظام المناعة الصحي، قم بالحد من تناول السكريات المضافة والتركيز على نظام غذائي يعزز الوظيفة المناعية المثلى.
إن الحفاظ على نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات المصنعة وغني بالفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة، يمكن أن يساعد جهاز المناعة على العمل بشكل صحيح وحماية الجسم من الفيروسات والأمراض.