عندما يشعر جسمك بالألم أو يستشعر الخطر، فإنه يرسل إشارات عبر الجهاز العصبي. فتنتقل هذه الرسالة إلى الحبل الشوكي ثم إلى الدماغ، حيث يتم تفسيرها على أنها ألم.
على سبيل المثال، عندما تلمس موقدًا ساخنًا، يتفاعل جسمك على الفور عن طريق رفع يديك عنه. وبالمثل، عندما تقوم بتقطيع الخضار ويخترق السكين أصابعك، فإن الألم هو ما تشعر به، ولكن ما يجعلك تتوقف هو نقل رسالتك إلى الحبل الشوكي ثم إلى الدماغ، حيث يتم تفسيرها على أنه ألم. ومع ذلك، فإن الألم العصبي، أو ألم الاعتلال العصبي، يختلف عن الألم المعتاد. ويحدث ذلك عندما تكون هناك مشكلة في الأعصاب نفسها، والتي يمكن أن تؤدي إما إلى الألم دون سبب أو تظل بدون أعراض حتى مع الإصابة. ولذلك، فإن فهم آلام الأعصاب أمر بالغ الأهمية، لأن تركه دون مراقبة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من المضاعفات. وفق ما يذهب اليه تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
فهم آلام الأعصاب
يقول الدكتور موكيش كومار المدير المساعد رئيس (وحدة مرض باركنسون) بقسم الأعصاب بمستشفى ماكس سوبر التخصصي، ان «ألم الأعصاب هو الألم الذي يؤثر على النقل الكهربائي لأي عصب، مثل الحسي أو العصبي. فالأعصاب اللاإرادية (الودية أو السمبتاوية) قد تكون موضعية أو منتشرة أو حتى تؤثر على منطقة معينة. ويمكن أن يؤدي هذا غالبًا إلى أحاسيس مثل الحرق أو الوخز أو الألم الحاد والطعن ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الشخص».
أنواع آلام الأعصاب
وفقا للدكتور كومار، هناك العديد من أنواع آلام الأعصاب المختلفة. إذ يمكن أن يحدث الضرر إما في عصب واحد يسمى «اعتلال العصب الأحادي»، أو في عصبين أو أكثر بمناطق مختلفة يسمى «اعتلال العصب الأحادي المتعدد».
ومع ذلك، يعاني الناس في الغالب من تلف العديد من الأعصاب، وهو ما يسمى «اعتلال الأعصاب»، حسبما تذكر مجلة «ميديكال نيوز توداي».
وتشمل الأنواع الشائعة من آلام الأعصاب ما يلي:
الألم الجذري:
ضغط العصب بسبب تشوه العمود الفقري والألم في واحد أو اثنين من الأمراض الجلدية المحددة.
الألم الجبلي المائل:
الألم الناتج عن تورط العقدة أو تورط العقدة الجذرية الظهرية.
ألم الأعصاب:
الألم الناجم عن تورط الأعصاب الطرفية.
ما الذي يسبب آلام الأعصاب؟
يقول الدكتور كومار: عادةً ما يكون ألم الأعصاب ناتجًا عن إصابة أو مرض يؤثر على الجهاز العصبي المركزي (CNS) (الدماغ والحبل الشوكي) أو الأعصاب التي تصل إلى عضلاتك وأعضائك. وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
– إصابة في الدماغ أو العمود الفقري أو الأعصاب
– ضعف إمدادات الدم إلى أعصابك
– تعاطي الكحول بكثرة
– الألم الوهمي بعد البتر
– نقص فيتامين ب12 أو الثيامين (فيتامين ب1).
الأدوية:
أدوية العلاج الكيميائي؛ وتشمل الأمراض التي يمكن أن تسبب آلام الأعصاب وحالات عدوى مثل القوباء المنطقية وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والتصلب المتعدد والسكري والسكتة الدماغية والتهاب الأوعية الدموية.
كيفية تشخيص آلام الأعصاب؟
الطريقة الأكثر دقة لتشخيص آلام الأعصاب هي إجراء الفحص البدني المناسب من قبل الطبيب أو الخضوع للاختبارات والفحوصات اللازمة.
ويبين الدكتور كومار أن الطبيب سوف يراجع تاريخك الطبي، ويسأل عن الأعراض التي تعانيها، ويفحص قوة عضلاتك، وردود أفعالك، وحساسيتك للمس.
وتتضمن بعض الاختبارات الشائعة التي يوصى بها عادةً ما يلي:
– اختبارات الدم للتحقق من صحتك العامة والبحث عن الحالات الأساسية
– دراسات التوصيل العصبي، والتي تقيس مدى سرعة حمل أعصابك للإشارات الكهربائية
– التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والعمود الفقري، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية لتوثيق تشريح وسلامة الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب الطرفية والعضلات.
خيارات العلاج:
وفق كومار، علاج آلام الأعصاب يعتمد على المسببات المرضية؛ وهذا يعني أنه قبل الحصول على العلاج، من المهم فهم السبب الكامن وراء المشكلة؛ فعلى سبيل المثال، قد يتطلب ألم العمود الفقري إجراء عملية جراحية. بيد ان الاستراتيجية تبدأ بالأدوية، أو العلاج الطبيعي، ثم الجراحة أو التدخل على شكل توكسين البوتولينوم، أو الاستئصال بالكحول، أو حقن الستيرويد.
ومن المهم أن نفهم أن آلام الأعصاب تختلف عن أنواع الآلام الأخرى؛ ولذلك، فإن أدوية الألم البسيطة التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الباراسيتامول والأدوية المستخدمة لعلاج الألم الالتهابي مثل الأيبوبروفين لها تأثير محدود. وأن هناك أدوية يمكن أن يصفها لك طبيبك لعلاج آلام الأعصاب؛ وتشمل (جابابنتين أو بريجابالين أو دولوكستين أو باروكستين أو الستيرويد أو المواد الأفيونية مجتمعة أو بمفردها). لكن من الأفضل استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى أي من هذه الأدوية، بسبب الاستجابات المختلفة للمرضى. كما أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى يتمكن طبيبك من العثور على مسكنات الألم التي تساعدك.
ويخلص الدكتور كومار الى القول «تذكر أن علاج آلام الأعصاب ليس سهلاً كما يبدو؛ فمن تشخيص الحالة إلى تحديد السبب الكامن وراء اكتشاف خيار العلاج الذي سيعمل بشكل أفضل، تعد العملية طويلة وشاقة. ومع ذلك، فقط بمساعدة الطبيب يمكنك توقع نتيجة أفضل».