بقلم : غالب قنديل
يستمر حمام الدم اليمني ومع كل طالع صبح تحمل الأخبار مزيدا من المعلومات عن حصاد المجازر التي يرتكبها الطيران الحربي السعودي الذي يستهدف الأماكن السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية والأسواق الشعبية والمعامل ودور العبادة واماكن التجمع المعروفة ليوقع اكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى بينما يتواصل العقاب الجماعي ضد شعب اليمن عبر الحصار البري والبحري والمنع المستمر لدخول المواد الغذائية والطبية وحرجا تتواصل نداءات المؤسسات الأممية العاملة في مجالات الإغاثة وغيرها لوقف العدوان الذي تشنه المملكة السعودية ودولة الإمارات بالشراكة الوثيقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وسائر دول الناتو.
يكاد يتحول اليمن السعيد إلى ركام محترق وحملات الإبادة مستمرة دون توقف في حين يتزايد عدد الملايين المهددة بالموت نتيجة المجاعة والكوليرا مع استمرار الحصار ويتضاعف عدد الأطفال الذين أورثتهم المحنة تشوهات وعاهات سيحملونها مدى حياتهم لو نجوا من الهلاك …
إنها مأساة دامية ومؤلمة لا تجد من يضع حدا لها في ظل التواطؤ والتواكل العربي الناتج عن الشراء السعودي للذمم والولاءات السياسية والإعلامية بين المحيط والخليج وبفعل نشاطها الدولي والإقليمي في تسويق صورة مقلوبة ومشوهة عن حربها العدوانية تقدم ما يجري عكسيا بوصفه تدخلا إيرانيا في الشؤون اليمنية بينما الحقيقة الساطعة هي ان المملكة تدخلت أصلا لتمنع الوفاق بين اليمنيين على قاعدة تحفظ استقلالهم وتعتقهم من الهيمنة ونيرها القاسي لعقود مضت حكمت فيها الرياض على اليمنيين بالتخلف والتبعية في أسر هيمنتها ومنعت عليهم استثمار بحر من النفط والغاز يعومون عليه.
ليس الأمر ناتجا فحسب عن الدور الأميركي في هذه الحرب التي تعاملها الولايات المتحدة كفرصة ثمينة لبيع الأسلحة والذخائر والخدمات العسكرية المتطورة ولا عن الصمت العربي مدفوع الثمن في ظل تورط العديد من الحكومات بتأييد العدوان الهمجي أو بالمشاركة في فصوله.
الكارثة اليمنية هي مسؤولية نافرة للأمم المتحدة التي وفرت التغطية القانونية للحصار والمذابح ولعب موفدها دورا معرقلا لأي تفاهمات ممكنة في المباحثات التي أدارها مع الأطراف اليمنية وقد بات دور الأمم المتحدة معلبا ومسخرا في خدمة العدوان السعودي بكل أسف بناء على التوجيهات والأوامر الأميركية التي يرعاها في المنظمة الدولية المعاون السياسي للأمين العام السفير جيفري فيلتمان وهو يضمن انضباط جميع الأجهزة السياسية والتنفيذية التابعة للأمين العام.
تمادي الكارثة اليمنية هو حصيلة غياب تحرك رادع للهيمنة الأميركية في الأمم المتحدة والسبب الجوهري لذلك هو المراعاة الروسية والصينية للولايات المتحدة وللمملكة السعودية والانصياع الأوروبي الكامل لمشيئة الإدارة الأميركية المتورطة في الحرب التي جنت بفضلها المليارات من تأجير الأقمار الصناعية وبيع الأسلحة الفتاكة للسعودية والإمارات بما فيها كميات من القنابل المحرمة دوليا كما اوضحت تقارير عديدة عن موجات قصف اليمن اظهرت معطيات كثيرة تدعو إلى الشك بتنظيم أعمال إبادة بأسلحة محرمة ورغم ذلك لم يفتح أي تحقيق دولي جدي في جرائم العدوان.
إن صمت روسيا والصين عن استمرار إدارة الأمم المتحدة في القبضة الأميركية غير مفهوم وغير مشروع بعد التبدلات المتراكمة في ميزان القوى العالمي وفي ملف اليمن ثمة مسؤولية إنسانية خطيرة عن كبح الإجرام الأميركي السعودي وهي تقع على عاتق كل جهة تمتلك القدرة على فرض إجراءات رادعة وتحجم عن ذلك فكيف بالقوى العظمى القادرة على فرض تدابير ردعية صارمة كالصين وروسيا .