إمبراطوريات حقبة ما بعد الإمبريالية

1

قد يكون رسمًا توضيحيًا

كيف تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى حدوث تغييرات في أوروبا؟تيموثي غارتون آش السبت 22 يونيو 2024 0:00 يتجنب معظم الأوروبيين استخدام مصطلح “الإمبراطورية” ويعتبرونه مرتبطاً بماضٍ مظلم وسيئاً في جوهره ومجرداً من الديمقراطية والليبرالية (إدواردو مورتسيانو)ملخصتكشف الحرب في أوكرانيا عن سيناريو مفاجئ وهو أن الاتحاد الأوروبي باعتباره إمبراطورية في مرحلة ما بعد الإمبريالية، متحالف استراتيجياً مع الإمبراطورية الأميركية في عصر ما بعد الإمبريالية، من أجل منع عودة الإمبراطورية الروسية المتدهورة وكبح جماح الإمبراطورية الصينية الصاعدةالتاريخ يعشق العواقب غير المقصودة. وأحدث الأمثلة على ذلك يشكل مفارقة غريبة بصورة خاصة: إن محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إحياء الإمبراطورية الروسية من خلال إعادة استعمار أوكرانيا مهدت الطريق أمام ظهور أوروبا ما بعد الإمبريالية، أي أوروبا الخالية من الإمبراطوريات التي يهيمن عليها شعب أو أمة واحدة، سواء على الأرض أو عبر البحار، وهو وضع لم تشهده القارة من قبل.ولكن من عجيب المفارقات أن تأمين هذا المستقبل ما بعد الإمبريالي والوقوف في وجه العدوان الروسي يتطلبان من الاتحاد الأوروبي أن يكتسب بعض خصائص الإمبراطورية. يجب أن يتمتع الاتحاد بدرجة كافية من التماسك والسلطة المركزية والقدرة على اتخاذ قرارات فاعلة للدفاع عن مصالح الأوروبيين المشتركة وقيمهم. فإذا كان لكل دولة عضو حق النقض على القرارات الحيوية، فسينهار الاتحاد داخلياً وخارجياً.إن الأوروبيين غير معتادين على النظر إلى أنفسهم من خلال عدسة الإمبراطورية [أي إنهم لا يعتبرون أوروبا إمبراطورية]، ولكن القيام بذلك من شأنه أن يقدم منظوراً توضيحياً ومثيراً للقلق. في الواقع إن الاتحاد الأوروبي نفسه لديه ماضٍ استعماري. وبحسب الوثائق التي أعدها الباحثان السويديان بيو هانسن وستيفان جونسون، في خمسينيات القرن الـ20، كان المهندسون الأصليون لما أصبح في نهاية المطاف الاتحاد الأوروبي ينظرون إلى المستعمرات الأفريقية التابعة للدول الأعضاء على أنها جزء لا يتجزأ من المشروع الأوروبي. وحتى عندما خاضت الدول الأوروبية حروباً وحشية في كثير من الأحيان من أجل الدفاع عن مستعمراتها، تحدث المسؤولون بحماسة عن مفهوم “يورو أفريكا” Eurafrica أي أوروأفريقيا، معتبرين أن الممتلكات الخارجية الخاصة بدول مثل فرنسا تشكل جزءاً من المجموعة الاقتصادية الأوروبية الجديدة. وجاهدت البرتغال لإبقاء سيطرتها على أنغولا وموزمبيق حتى أوائل السبعينيات.

التعليقات معطلة.