الجو حار… فكيف تتخلصين من “الهبّات الساخنة”؟

1

السباحة تخفف شد الهبّات الساخنة عند المرأة صيفاً

السباحة تخفف شد الهبّات الساخنة عند المرأة صيفاً

إن سألت أي امرأة، قبلت بالاعتراف بأنها تجاوزت الخمسين، عن أكثر أعراض انقطاع الطمث إثارة للضيق، ربما يكون جواب أغلبيتهن “الهبّات الساخنة”. فهذا العارض، إلى جانب أعراض أخرى، يبدأ خفيفاً ثم يتطوّر أمره مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في جسم المرأة، ليصل إلى حدود الضيق الشديد أحياناً، خصوصاً في فصل الصيف.  

الوصف الأكثر شيوعاً لهذه “الهَبَّات الساخنة” أنها شعور مفاجئ بالحرارة لدقائق معدودة في الجزء العلوي من الجسم، يرافقه تعرق شديد أو قشعريرة برد. لا يتغيّر هذا الوصف صيفاً، لكن ما يتغيّر هو تواتر هذه “الهبّات الساخنة”، واشتداد الإحساس بها نتيجة الحرّ الشديد، “وهذا إحساسٌ يشبه فقدان المرأة السيطرة على نفسها وتنفسها، لأن ’الهبّات الساخنة‘ تأتي فجأة. تظنها المرأة حالة موقتة، أي يمكن أن تحدث عاماً أو عامين ثم تزول، لكن الحقيقة مغايرة: على المرأة أن تعتادها وأن تتحمّلها بصمت”، كما تقول الدكتورة كاثلين جوردان، كبيرة الأطباء في عيادة Midi Health الافتراضية للتعامل مع مشكلة انقطاع الطمث.

وتضيف: “ربما تستمر ’الهبّات الساخنة‘ أكثر من عقد من الزمن، وربما تستمر إلى الأبد… لذلك نحن بحاجة إلى معرفة كيفية التعامل معها”.

من هنا، تقدّم صحيفة “تايم” باقة من النصائح لحسن تعامل المرأة مع “الهبّات الساخنة” في فصل الصيف.

الكافيين عدوك!
لاحظت الدكتورة كيلي بوروز، رئيسة قسم أمراض النساء والتوليد في مستشفى “هيرمان شوغر لاند” في هيوستن، أن قلق النساء من “الهبّات الساخنة” يزداد مع ارتفاع درجات الحرارة. تقول: “يخبرنني أنهن يشعرن بموجة من الحرارة الشديدة تجتاح أجسادهن من الرأس حتى أخمص القدمين، يليها تعرق فقشعريرة باردة تستمر من 10 ثوانٍ إلى 10 دقائق”.

تنصح بوروز النساء بتجنّب تناول الكافيين، “فيمكنه أن يحفّز ’الهبّات الساخنة‘، وينطبق الأمر نفسه على التدخين والكحول والتوابل الحارة في الطعام”، كما تقول، مضيفةً: “أفضل ما يمكن المرأة أن تفعله في هذه الحالة هو إجراء تغيير جذري في نمط حياتها، كأن تتناول الطعام الصحي وتمارس الرياضة قدر إمكانها، فهذان الأمران يخففان وطأة أعراض انقطاع الطمث كلها”.

التوتر يجرّ التوتّر
القلق أحد الأعراض الشائعة لانقطاع الطمث. في العادة، يُلقى باللوم على التغيّرات الهرمونية. تشير البحوث الصحية إلى أن “الهبّات الساخنة” تزداد بارتفاع منسوب التوتر عند المرأة، “وإحدى الطرق الاستباقية لخفض هذا المنسوب هو حسن جدولة المواعيد المهنية، لتخفيف الضغط النفسي المتصل بالعمل”، كما يقول الدكتور روبن نوبل، كبير الأطباء في منظمة Let’s Talk Menopause غير الربحية للتوعية بأعراض انقطاع الطمث.

يضيف نوبل: “التأمّل وتقنيات التنفس طريقتان فعّالتان أيضاً لخفض منسوب التوتر”، كالتنفس من الأنف مع العدّ حتى أربعة، وحبس الأنفاس أربع ثوانٍ، ثم الزفير من الفم مع العدّ إلى أربعة، ثم حبس الأنفاس أربع ثوانٍ مرّة أخرى، وتكرار العملية هذه حتى تشعر المرأة بالهدوء.

لباس سباحة مبللاً تحت الملابس
منذ دخول المرأة مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تلاحظ أنها “أكثر دفئًا” طوال الوقت: تنام ونافذتها مفتوحة طوال العام، حتى في الشتاء، وترتدي قميصًا من دون كمين، فيما يتدثر الآخرون بثياب سميكة. 

من النساء من يرتدين لباس سباحة مبللاً تحت ملابسهن الخارجية. وهذه خدعة قديمة تعود إلى الثمانينيات. فبرودة هذه الملابس تُحدث فرقًا كبيرًا في تبريد البشرة.

ثلاجة المتجر مفيدة جداً
ليس غريباً أن نرى امرأة تطيل الوقوف أمام ثلاجة في متجر المواد الغذائية، أو تفتح بابها وتقف مستمتعةً بالهواء المثلج المتدفق منها. هذا حلّ مبتكر، وسريع، وممتع في أيام الصيف. ومن يقول إن ارتياد “السوبر ماركت” ليس مغامرةً جميلة؟

الماء يبرّد الشعر 
يحافظ الشعر المبلّل على برودة الشعر ساعات طويلة، وهذا يحدث فرقاً كبيراً في حفاظ المرأة على طاقتها، إضافة إلى أن هذا الماء درع ضدّ “الهبّات الساخنة” المحتملة.

تزلجي… أو ثلجي اللآلئ
تبحث المرأة لا إرادياً عمّا يمنحها إحساساً بالانتعاش، يخفف عنها “الهبّات الساخنة” في الصيف. ربما تكون حلبة التزلج على الجليد ملاذها في أيام القيظ… إنها باردة، والجو في الحلبة بارد ومثالي، يخمد النار المشتعلة في الصدر. تقول إحدى النساء إن التزلج على الجليد “سلاحي السرّي في مواجهة ’الهبّات الساخنة‘”. وإن تعذّر ذلك، يمكن الحصول على تلك المراوح التي يمكن ارتداؤها حول العنق. صغيرة، تعمل بالكهرباء، وتدسّ في حقيبة اليد.. وحين تطرأ الحاجة إليها، تبدو مفيدةً جداً! وهناك أدوات غير المراوح: أساور لتبريد المعصمين، ولآلئ تُثلج قبل التزيّن بها…

الطبيب مرجعك الدائم
إن لم ترَ المرأة فائدة من التغيير الجذري في نمط حياتها، ولا من خفضها مستويات التوتر، عليها استشارة الطبيب ليرشدها إلى علاجات أخرى، كالعلاج ببدائل الهرمونات، وبمثبطات امتصاص السيروتونين المنخفضة الجرعة، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، وغيرها. فهذه العلاجات تساهم في وقف “الهبّات الساخنة” تمامًا عند بعض النساء. 

على المرأة التي انقطع طمثها أن تتذكّر القاعدة المهمّة: “كلما زادت حدّة الأعراض، زادت صعوبة السيطرة عليها”. فعليها أن تبادر إلى طلب المساعدة من أول هبّة ساخنة!

التعليقات معطلة.