منح البريطاني جورج راسل فريقه مرسيدس فوزه الأول منذ جائزة البرازيل الكبرى 2022، باحرازه المركز الأول في جائزة النمسا الكبرى، الجولة الحادية عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد الأحد، مستفيداً من تصادم المتصدر السابق الهولندي ماكس فيرستابن (ريد بول) الذي حلّ خامساً، وملاحقه المباشر سائق ماكلارين البريطاني الآخر لاندو نوريس الذي اضطر للانسحاب قبل 7 لفات من النهاية. وأنهى راسل، الذي انطلق من المركز الثالث على حلبة ريد بول رينغ، السباق (71 لفة) بوقت 1:24:22.798 ساعتين متقدماً بفارق 1.906 ثانية عن الأسترالي أوسكار بياستري (ماكلارين) و4.533 ثوانٍ عن الإسباني كارلوس ساينس (فيراري). ووصل سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، رابعاً. وقاد راسل فريق “الأسهم الفضية” إلى انتصاره الأول منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وتحديداً منذ أن صعد بنفسه إلى أعلى عتبة على منصة التتويج في جائزة البرازيل الكبرى. “فخور جداً بالعودة إلى القمة” قال راسل البالغ 26 عاماً “كانت معركة صعبة، لا تصدق، حيث بدأت في المركز الثالث. كنت أشاهد ذلك على الشاشة الكبيرة وكنت أعلم أن لاندو (نوريس) سيحاول تحقيق الفوز في هذا السباق، لكن الفريق قام بعمل رائع لإدخالنا في المعركة”. وتابع السائق الذي يحتل المركز السابع في الترتيب برصيد 111 نقطة “فخور جداً بالعودة إلى القمة”. ورفع فيرستابن، بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية رصيده في الصدارة إلى 237 نقطة أمام نوريس (156)، في حين يحتل سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو الذي حلّ في المركز الـ 11 خارج ترتيب النقاط المركز الثالث (150). في المقابل، حافظ ريد بول على صدارة الصانعين برصيد 355 نقطة أمام فيراري (291) وماكلارين (268). وعاش عشاق السرعة دراما اللفات الأخيرة، حيث بدا للجميع أن فيرستابن الفائز بسباق السرعة السبت والذي انطلق من المركز الاول، يتوجه لتحقيق فوزه الثالث توالياً والسابع هذا العام، إلا انه اضطر إلى الاكتفاء بالمركز الخامس بعد تصدره معظم فترات السباق بعد معركة شرسة بينه وبين نوريس على الصدارة انتهت بحادث تصادم في اللفة 64، ما أدى إلى انثقاب الاطار في السيارتين كلتيهما. وفي وقت دخل الهولندي إلى المرأب لتبديل اطاره والعودة إلى الحلبة لانهاء السباق في المركز الخامس، أعلن سائق ماكلارين انسحابه بسبب تضرر سيارته، ما شرّع باب الصدارة أمام راسل. ونال فيرستابن مع نهاية السباق عقوبة اضافة 10 ثوانٍ إلى توقيته بعدما وجدته لجنة الحكام مذنباً بالحادث الذي جمعه مع نوريس من دون أن يؤثر ذلك على ترتيبه، في حين حصل البريطاني بدوره على عقوبة اضافة 5 ثوانٍ على توقيته بسبب اجتيازه لحدود الحلبة. تصادم مكلف وفي يوم حار في جبال الألب في ستيريا حيث بلغت درجة الحرارة 29 درجة مئوية، حقق فيرستابن انطلاقته المعتادة الخالية من العيوب من المركز الأول. على غرار راسل المنطلق من المركز الثالث ودخل بمنافسة مع نوريس على الثاني في اللفة الأولى. دخل فيرستابن إلى المرأب في اللفة 23، تلاه نوريس والعديد من السائقين، ليتقدم بياستري إلى الصدارة حتى توقفه في اللفة 25، ليعود إلى الحلبة سادساً حيث تزود الجميع باطارات قاسية باستثناء راسل الذي فضّل الاطارات المتوسطة. قال نوريس متذمراً من إطلاق ريد بُل غير الآمن لفيرستابن داخل المنصات “لقد انطلق باتجاهي مباشرةً، فلم أتمكن من الانعطاف يميناً”، فجاء الرد من فريقه “نعم، نحن نعمل على ذلك”. وبحلول اللفة 41 كان فيرستابن يتذمر بشأن إطاراته “لا أعرف ما الذي يحدث”، قال الهولندي الذي لم يتبق لديه سوى مجموعة جديدة من الاطارات القاسية أو مجموعة مستخدمة من الاطارات المتوسطة. وتقلص الفارق بين فيرستابن وأقرب مطارديه إلى 6.4 ثوانٍ في اللفة 44، في حين توقف قبل راسل الذي كان يعاني أيضاً من اطاراته وعاد في المركز السادس. سرعان ما سجل أسرع لفة وتجاوز ساينس ليحتل المركز الخامس خلف زميله هاميلتون الذي كان بدوره خلف سائقي ماكلارين. واعتمد سائقو الصدارة استراتجية البقاء لاطول فترة ممكنة على الحلبة، في حين توقف فيرستابن مرة أخرى مع نوريس في اللفة 51. وتأخر الهولندي خلال توقفه بسبب مشكلة في الاطار الخلفي الأيسر، في حين تقلّص الفارق بينه وبين مطارده نوريس إلى 2.2 ثانيتين. ونجح نوريس في تجاوز سائق ريد بول في اللفة 59، إلا انه خرج عن المسار التسابقي للحلبة وتلقى تحذيراً وتابع ضغطه على فيرستابن بعدما اعاد له المركز الأول. وفي نهاية المطاف، اصطدم الثنائي في اللفة 64 عند المنعطف الثالث، ما أهدى الصدارة لراسل في حين عاد السائقان إلى المرأب بعدما تضرر الاطار الأمامي الأيسر في سيارة الهولندي، والاطار الخلفي الأيمن في سيارة نوريس المنسحب من السباق بينما عاد فيرستابن إلى المركز الخامس، لكنه حصل على عقوبة 10 ثوانٍ لتسببه في الحادث الذي أدى إلى دخول سيارة الأمان الافتراضية لفترة وجيزة.
التعليقات معطلة.