أقراص التسمير: لون برتقالي وأعراض جانبية… فاحذروها!

1

(تعبيرية)

“من يريد سمرةً جذابة، عليه أن يتحمّل اللوعة”. حسناً، إن كان هذا الكلام عن حروق الشمس، فثمة من لا يتسمّر ساعات في أشعتها الحارقة… ليتسمّر! كيف؟ما عاد تسمير الجسم محصوراً بأشعة الشمس وحدها، بل تعدّدت الأساليب والحيل لاكتساب الأسمر الجذاب: سرير التشمّس الاصطناعي (سولاريوم)، أو بخاخ تسمير البشرة، أو غيرهما من طرق لا تُعدّ ولا تُحصى. أخيراً، صار في متناول “المتسمّرين” حيلة جديدة: إنها “أقراص التسمير” التي يزعم صُنّاعها أنها تلوّن البشرة باستخدام إضافات ملونة غير مؤذية، مثل مادة “كانثاكسانثين”. فبمجرد ابتلاع هذه الأقراص، تنتقل هذه المادة المضافة عبر الجسم، فتحوّل لون البشرة إلى البرتقالي اللامع. لكن! إن كانت أشعة الشمس حارقةً، وضربة الشمس تسبّب أحياناً حالات مرضية خطرة، فهذه الأقراص ليست آمنةً جداً كما يزعمون. تتخذ مادة “كانثاكسانثين” شكل بلوريات تترسّب في شبكة العين، وهذا ما يحذّر منه الخبراء، إذ قد يؤدي إلى ضعف البصر، وفقاً لتقرير نشره موقع “ديلي ميل”، خصوصاً أن عدد الأقراص التي يجب تناولها للحصول على تغيير فعلي في لون البشرة “قد تكون خطرة”. كذلك، أظهرت الدراسات أن تناول هذه المادة بكميات كبيرة “ربما يسبّب تقلّصات عضلية، وتقيوءاً، وردّات فعل تحسّسية، إضافة إلى الضغط على الكبد، المسؤول عن تصفية العناصر الغذائية في الدم”. تشبه مادة “كانتاكسانثين”، المكون الأساسي في أقراص التسمير، مادة “بيتا كاروتين”، أو الصبغة التي تمنح الجزر لونه. وتُستخدم في العادة لجعل لون لحم السلمون وصفار البيض مشرقاً وداكناً أكثر، “وهذا ما تفعله في جسم الإنسان، الذي يقوم بمعالجتها وترسيبها في البشرة، ما يُضفي إليها لوناً أحمر”. إضافة إلى ذلك، ينبّه الخبراء إلى أن “أقراص التسمير” هذه لا توفر أي حماية من الأشعة فوق البنفسجية المضرّة، ما يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الجلد، أو أقلّه إضعاف مقاومة البشرة للأشعة الشمسية، وهذا يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالحروق. لم تُسجّل بعد أي أحداث سلبية مرتبطة مباشرة ببعض “أقراص التسمير” التي تصنعها علامات تجارية معروفة، لا تدرج مادة “كانتاكسانثين” ضمن مكوناتها، إلّا أن الأطباء ينصحون بعدم تناول هذا النوع من المكملات، بسبب مخاوف متعلقة بمضادات الأكسدة، لأنها تحتوي على جزيء مماثل يدعى “أستازانتين”. إلى ذلك، قد لا تؤمّن هذه الأقراص سمرةً فعلية. فقد نشرت الدكتورة أندريا سواريز، أخصائية الأمراض الجلدية المعتمدة في هيوستن، على منصة “تيك توك” تحذيراً لا بدّ من أخذه في الحسبان: على الرغم من أن تناول هذه الأقراص يوميًا يساعد في تغيير لون البشرة، فإن هذا اللون قد ينحرف عن البرونزي المطلوب إلى البرتقالي، أو حتى الأرجواني. وبعدها، شارك متابعون عبر الإنترنت تغيّرات الصبغة المؤسفة التي كست بشرتهم باللون البرتقالي. ولمن يصرّون أخيراً، بعد كل ما سبق، على سمرة بالأقراص السهلة… عليهم أن يدركوا أنها غير معتمدة بعد من “إدارة الغذاء والدواء الأميركية” (FDA)، وهذا وحده تنبيه إلى أنها ليست آمنة. وإلى أن تحصل على هذا الاعتماد، ليس أفضل من سمرة طبيعية، شرط استخدام واقٍ من الأشعة فوق البنفسجية، والتعرّض للشمس بعد الرابعة عصراً. فلها مفعول التسمير نفسه، من دون الأعراض الجانبية.

التعليقات معطلة.