صورة الفوز

1

سمير عطا الله

سمير عطا الله

كاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».

كانت واشنطن منهمكة في قراءة كتاب جديد وبالغ القسوة عن عائلة كيندي، عندما دبَّ فيها الذعر والقلق من محاولة اغتيال دونالد ترمب. لا مفرّ من المقارنة. وفيها يبدو ترمب مظلوماً في علاقاته النسائية، بالمقارنة مع ما جرى مع أفراد تلك العائلة الرئاسية. يجمع كتاب «لا تطلبوا»، المأخوذ عنوانه من خطاب شهير للرئيس جون كيندي، بين الأحداث المعروفة والمجهولة في سيرة رجال الأسرة. بدءاً بوالده جوزيف، الذي عرف بالعلاقات النسائية خارج الزواج، مروراً بأبنائه الثلاثة: الرئيس، وبوبي وزير العدل، وإدوارد السيناتور، الذي كان مثل شقيقيه مرشحاً للرئاسة.

تقول مؤلفة الكتاب، مورين كالاهان (رجال كيندي والنساء الذين (دمروهنَّ): رجال سيئون يسيئون معاملة نساء صالحات، يخدعوهنَّ، يتخلون عنهنَّ، يجعلونهنَّ مدمنات كحول، يتركوهنَّ إلى الاغتصاب، والتشوه، والموت.

اللائحة طويلة ومؤلمة. صديقة إدوارد كيندي تموت غرقاً في سيارته وهو يتفرج. امرأة أخرى ترمى من سيارته «الجيب» وتصاب بالشلل مدى الحياة. أما نساء العائلة فكانت الشقيقة «جو آن» تخرج من مصحة إدمان لتدخل أخرى، والشقيقة الأخرى، ماري، انتحرت شنقاً، والثالثة روز ماري أصيبت بالبكم بعد عملية جراحية في الرأس.

يبدأ كل شيء مع الأب الشديد الطمع في المال والنساء. ويعامل المرأة مثل حوائج المنزل، «ولا بد أن هذا الأسلوب انتقل إلى أولاده، بدءاً بالرئيس. وكان أحد موظفي البيت الأبيض يقول إن جناح الرئيس كان يستقبل الشقراوات، طالعات نازلات، مثل سلم متحرك.

لم تلاحق الإشاعات والأخبار والحكايات عائلة كما لاحقت أشهر عائلة في أميركا. أهمها أن الممثلة مارلين مونرو انتحرت بسبب علاقتها مع الرئيس جون وشقيقه وزير العدل. ولم توفر الأقاويل أرملة الرئيس جاكلين، التي تزوجت بعد وفاته من المليونير اليوناني المثير للجدل، أرسطو أوناسيس. وقد أقدم هذا على خيانتها بعد أسبوعين من الزواج.

في الميزان الدعائي، أو «الميدياتي» في لغة اليوم، يبدو لقاء ترمب بامرأة إباحات، شيئاً عادياً. هذا رجل يباطح خصومه بدرع أسطوري من حسن الحظ، فالمعارك والحملات الانتخابية صورة واحدة تبقى في أذهان الناس، وهذه الصورة كانت من نصيبه أيضاً: المرشح الشجاع يرفع قبضة التحدي في وجه العالم، ومنافسه يكافح ليثبت أنه ما زال حياً.

التعليقات معطلة.