اخبار سياسية

“حماس” ترفض التفاوض حول “المتفق عليه” وإسرائيل تشن 40 غارة جوية

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

الحركة تتهم نتنياهو بالخداع وعباس يلتقي أردوغان في أنقرة اليوم وحصيلة

قتلى غزة قرابة 40 ألفاً

وكالات

ملخص
قالت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان المسلحان لحركتي “حماس” و”الجهاد” الإسلامي، إنهما هاجمتا القوات الإسرائيلية في مناطق عدة بينما قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن القصف الإسرائيلي تسبب في مقتل 14 شخصاً في الأقل اليوم الأربعاء معظمهم في وسط وجنوب القطاع.

ستعقد بعد غدٍ الخميس في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل لوقف إطلاق النار في الحرب الدامية الدائرة في غزة منذ أكثر من 10 أشهر، على ما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأربعاء.

وأوضح مصدر مقرب من “حماس” وآخر مطلع على الملف أن المفاوضات ستنطلق بعد غدٍ في العاصمة القطرية، فيما ذكر مسؤول أميركي مطلع على المحادثات أن من المقرر أن يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز إلى الدوحة للمشاركة فيها.

وأكد المصدر المقرب من “حماس” لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحركة لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق، قائلاً إن الوفد “لن يغير في شيء مما سبق… على الإسرائيليين أن يحضروا للموافقة أو لا يأتوا على الإطلاق”.

ضربات جديدة

نفذت إسرائيل اليوم الأربعاء ضربات جوية جديدة على قطاع غزة، عشية محادثات جديدة حول وقف إطلاق نار دعت إليها الدول الوسيطة للبحث في اتفاق هدنة ربما يقنع إيران بالامتناع عن تنفيذ ضربة انتقامية على إسرائيل رداً على مقتل إسماعيل هنية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم شن أكثر من 40 غارة جوية في أنحاء القطاع مستهدفاً “بنى تحتية إرهابية”.

وقال إن قواته تواصل عملياتها في تل السلطان برفح في جنوب القطاع، وكذلك في خان يونس جنوباً أيضاً وفي وسط القطاع.

وتحدث الدفاع المدني في غزة عن انتشال أربع جثث لأفراد من عائلة واحدة من تحت أنقاض شقة تعرضت للقصف في مجمع حمد السكني الضخم الذي بنته قطر قرب خان يونس.

وفي النصيرات وسط قطاع غزة، أفاد فلسطينيون بأن قصفاً تسبب في “انفجار مروع” في منتصف الليل الماضي.

وقال جهاد الشريف “كنا نائمين بعد منتصف الليل وفوجئنا بصاروخ يستهدف الجيران وأطفالاً ووالدهم ووالدتهم. كان الانفجار رهيباً (…) ووجدنا أطفالاً مقطعين وأشلاء في وسط الشارع”.

وكتب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ اليوم أن إسرائيل لا تزال “في حال تأهب قصوى”، مضيفاً “أريد أن أعرب عن امتناني (…) لحلفائنا الذين يقفون متحدين معنا في مواجهة التهديدات البغيضة من النظام الإيراني ووكلائه الإرهابيين”.

ودعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري دي كارلو أمس الثلاثاء “جميع الأطراف” إلى وقف التصعيد، وقالت “بعد 10 أشهر على بدء الحرب، أصبح خطر التصعيد الإقليمي أكثر وضوحاً ورعباً من أي وقت مضى”.

وأشارت إلى أنه في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل “لا يزال الوضع كارثياً بالنسبة إلى المدنيين. لا يوجد مكان آمن في غزة، لكن إجلاء المدنيين يتواصل إلى مناطق لا تنفك تضيق”.

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء قالت حركة “حماس” إنها لن تشارك في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة المقرر عقدها غداً الخميس في قطر، مما يبدد آمال التوصل إلى هدنة تقول مصادر إيرانية إنها قد تمنع هجوماً إيرانياً متوقعاً على إسرائيل.

وقالت الولايات المتحدة، إنها تتوقع أن تمضي المحادثات غير المباشرة قدماً كما هو مخطط لها في العاصمة القطرية الدوحة غداً، وإن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لا يزال ممكناً.

ومع ذلك، ذكر موقع “أكسيوس” أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أرجأ زيارة إلى الشرق الأوسط كان من المتوقع أن تبدأ أمس الثلاثاء.

وذكر ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة فقط هو الذي سيمنع رد إيران المباشر على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية على أراضيها الشهر الماضي.

وقالت الحكومة الإسرائيلية، إنها سترسل وفداً إلى محادثات غد، لكن “حماس” طلبت خطة قابلة للتطبيق لتنفيذ مقترح قبلته بالفعل بدلاً من مزيد من المحادثات.

وقال القيادي الكبير في حركة “حماس” سامي أبوزهري لـ”رويترز”، إن “حركة حماس متمسكة بورقة الوسطاء التي قدمت إليها في الثاني من يوليو وتستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب الرئيس الأميركي بايدن والحركة جاهزة للبدء فوراً في البحث في آليات تنفيذها”.

ما خلافات إسرائيل و”حماس” في نقاط الصفقة؟
وأضاف، “أما الذهاب لمفاوضات جديدة فهو يسمح للاحتلال بفرض شروط جديدة وتوظيف متاهة المفاوضات لارتكاب مزيد من المجازر”.

وكذلك أعلن ممثل حركة “حماس” في لبنان أحمد عبدالهادي، أن الحركة لن تشارك في مشاورات وقف إطلاق النار في غزة، المقرر عقدها غداً في الدوحة أو القاهرة.

وأوضح عبدالهادي في حديث إعلامي أنه على رغم أن “حماس” ليست ضد مفاوضات وقف إطلاق النار بصورة عامة، فإنها غير ممكنة الآن، لكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان بصورة كاملة.

وقال عبدالهادي، إن “نتنياهو يخدع ويتملص ويريد إطالة أمد الحرب بل وتوسيعها على المستوى الإقليمي، وهو ما يعني أنه يستخدم المفاوضات غطاء لمواصلة العدوان ضد شعبنا وارتكاب مجازر جديدة بحقه”.

وأضاف، أن “حماس” ستعود لطاولة المفاوضات إذا أظهرت إسرائيل “التزاماً قوياً” باقتراح الهدنة الذي قدمته الحركة في يوليو الماضي.

AFP__20240814__36E98L8__v1__Preview__PalestinianIsraelConflict.jpg
فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن قصف إسرائيلي في مخيم النصيرات (أ ف ب)

ولم يهدأ القتال في القطاع إذ قال سكان في مدينة خان يونس، إن القوات الإسرائيلية قصفت منازل في الشرق وكثفت قصف الدبابات على المناطق الشرقية من وسط المدينة.

وقالت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان المسلحان لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، إنهما هاجمتا القوات الإسرائيلية في مناطق عدة بينما قال مسؤولو صحة فلسطينيون، إن القصف الإسرائيلي تسبب في مقتل 14 شخصاً في الأقل اليوم معظمهم في وسط وجنوب القطاع.

وقالت “حماس” أيضاً، إن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، إذ قالت إسرائيل إنها قتلت عدداً من المسلحين.

فرص قلقة للدبلوماسية

يهدف اتفاق وقف إطلاق النار إلى إنهاء القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع مقابل عديد من الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل لكن لا يزال هناك خلافات بين الطرفين في شأن ترتيب الخطوات وقضايا أخرى.

وتريد “حماس” اتفاقاً يفضي إلى إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع بوصفه شرطاً لإطلاق سراح الرهائن، فيما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن يوافق إلا على تعليق القتال للسماح بعودة أكبر عدد ممكن من الرهائن. وذكر مراراً أن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا عندما يقضي على “حماس”.

وفي مسعى لكبح التصعيد بين جماعة “حزب الله” اللبنانية المدعومة من إيران وإسرائيل بعد اغتيال إسرائيل لقيادي كبير في الجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت الشهر الماضي، وصل المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين إلى العاصمة اللبنانية اليوم.

وسيلتقي هوكشتاين رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يترأس حركة “أمل” المسلحة المتحالفة مع “حزب الله”، التي تطلق أيضاً صواريخ صوب إسرائيل.

وقال ميقاتي في كلمة ألقاها قبل اجتماع لمجلس الوزراء اليوم، “نحن أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي”.

تجفف ملابسها في زنزانة سجن بات مأوى للنازحين في غزة (أ ف ب)

وأضاف، أن المحادثات مع الزعماء العرب والغربيين تكثفت بسبب خطورة الوضع في لبنان والمنطقة.

من جهة أخرى يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم في أنقرة، بعد يوم من لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

تأتي الزيارة في وقت تشهد منطقة الشرق الأوسط توتراً ومخاوف من التصعيد جراء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، مع تعثر الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وترقب رد إيران و”حزب الله” اللبناني على مقتل القيادي في “حماس” إسماعيل هنية في طهران وقيادي في الحزب في بيروت.

يلتقي عباس أردوغان في الساعة 15.30 بتوقيت غرينتش في القصر الرئاسي، وفقاً لجدول أعمال الرئيس التركي.

يوجه أردوغان انتقادات لاذعة لإسرائيل بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في الحرب التي اندلعت بعد هجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأطلق أردوغان على نتنياهو لقب “جزار غزة”. كما انتقد الغرب لفشله في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب.

بينما تصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل “حماس” على أنها منظمة إرهابية، يعدها أردوغان “حركة تحرير”.

في يوليو، انتقد أردوغان عباس لعدم استجابته لدعوته لزيارة تركيا.

وأدرج عباس زيارته لأنقرة بعد لقائه بوتين في موسكو أمس. وسيلقي كلمة أمام البرلمان التركي في جلسة مخصصة للقضية الفلسطينية الخميس.

وتعود آخر زيارة لعباس الذي يترأس حركة فتح الفلسطينية لتركيا إلى أوائل مارس (آذار) الماضي.

أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” في قطاع غزة اليوم أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ 10 أشهر، بلغت 39965 قتيلاً في الأقل.

وقالت الوزارة في بيان، إنها أحصت بين من نقل إلى المستشفيات “36 قتيلاً خلال الساعات الـ24 الأخيرة” حتى صباح الأربعاء. وأشارت إلى أن عدد الجرحى الإجمالي “بلغ 92294 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023”.