فيما تتوجّه أصابع الاتهام عادةً نحو السجائر، يعتبر كثيرون أن النرجيلة أقل ضرراً. لكن ما مدى صحة ذلك، وهل تساهم فعلاً في الإصابة بالسرطان كما يُشاع؟
في أيامنا هذه، يبدو واضحاً أن النرجيلة أو الشيشة تحقق المزيد من الانتشار بين مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، بدءاً من الشباب الذين يجتمعون في جلسات مطولة حولها لتمضية ساعات من الوقت. وإضافة إلى كونها وسيلة يلجأون إليها لتمضية الوقت في هذه الاجتماعات بين الأصدقاء والعائلات، ثمة فكرة شائعة بأنها أقل ضرراً من السيجارة التقليدية، ما يجعلها أكثر جذباً بعد. فمن الواضح أن كافة البدائل للتدخين التقليدي تحقق انتشاراً واسعاً في العالم، لاعتبارها قد تكون صحية أكثر، ومنها النرجيلة والسيجارة الإلكترونية، بحسب ما نُشر في santemagazine. على الرغم من أن الدراسات حول الأضرار الناتجة من التدخين التقليدي كثيرة، وكلّها تؤكّد أنه يساهم في الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، لا تزال الدراسات التي تبحث في العلاقة بين تدخين النرجيلة والإصابة بالسرطان محدودة، ومعدلات الوفيات التي يمكن أن تنتج من ذلك.إلّا أن دراسة فييتنامية جديدة تناولت تلك العلاقة بين تدخين الشيشة والإصابة بالسرطان. كيف تساهم الشيشة في الإصابة بالسرطان؟تناول الباحثون في الدراسة البيانات الخاصة بـ40 ألف شخص تخطّوا عمر 15 سنة، وتمّت متابعتهم طوال 11 عاماً. أكّدت نتائج الدراسة أن تدخين الشيشة يزيد خطر الإصابة بالسرطان والوفاة بسببه. فقد تبين أن الأشخاص الذين يدخنون الشيشة أكثر عرضة بشكل واضح للوفاة بسببها. كما تبين أن الأشخاص الذين يدخنون الشيشة والسجائر في الوقت نفسه أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان، بالمقارنة مع من يدخنون السجائر فقط.
ما أنواع السرطان التي يزيد خطر الإصابة بها جراء تدخين الشيشة؟-سرطان الكبد-سرطان الرئة-سرطان البلعوم الأنفي-سرطان المعدةويُعتبر الأشخاص الذين يفرطون في تدخين الشيشة أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان. كما أن لفترة التدخين أثراً كبيراً في هذا المجال، حيث تبين أن خطر الوفاة بسبب السرطان كان أكبر لدى من دخنوا الشيشة لمدة تراوح بين 9 سنوات و20 سنة. أما وقف التدخين من فترة طويلة، فكان له أثر إيجابي في الحدّ من الخطر الناتج من ذلك. ولدى الرجال كان خطر الوفاة بسبب السرطان أقل عند التوقف عن التدخين من 10 سنوات، بالمقارنة مع من توقفوا عن التدخين من سنة أو اقل.
ما الذي بات معروفاً عن أضرار الشيشة؟صحيح أن الدراسات التي تناولت المخاطر الناتجة من الشيشة لا تزال محدودة، لكن هناك العديد من المعلومات التي تتعلق بأضرارها. وبعكس الأفكار الشائعة، من المؤكّد أن تدخين الشيشة يُعتبر مضراً بالصحة، تماماً كما في حال تدخين السيجارة التقليدية، وتماماً كما في التدخين التقليدي، حيث يزيد خطر الإدمان في هذه الحالة والآثار الجانبية الناتجة من التدخين السلبي لدى من يتعرّضون لهذا النوع من التدخين. وقد أكّدت منظمة الصحة العالمية، أنه إضافة إلى السموم الموجودة في السيجارة التقليدية، تحتوي النرجيلة على سموم عديدة معروفة تسبّب أمراض القلب والرئتين. وتُنتج عملية احتراق الشيشة ما يقارب الـ4000 مادة مضرّة، بحسب الوكالة الوطنية للسرطان. والدخان الناتج منها يحتوي على العديد من المواد الضارّة، ومن ضمنها كميات كبيرة من النيكوتين والمعادن الثقيلة والكربون الأحادي وغيرها. وهذه المواد تُعتبر مشابهة لتلك الموجودة في السيجارة التقليدية، ويمكن أن تسبّب أضراراً صحية عديدة. هذا، دون أن ننسى خطر انتقال الفيروسات بالعدوى لدى تدخينها، منها الكباد والهربس. إضافة إلى أن خطر الإصابة بالاختناق الناتج من استنشاق الكربون الأحادي يزيد في هذه الحالة، خصوصاً في حال تدخينها في أماكن مغلقة.