وجدت الأبحاث الجديدة أنه يمكن تعديل “البشر الخارقين” بغاية خفض درجات حرارة أجسامهم في المستقبل.
ووجد الخبراء أن مفتاح مقاومة البرد مخفي في أدمغة جميع الثدييات، ويعتقدون أنه يمكن تنشيطه في الخلايا البشرية.
وتوفر النتائج إمكانية دخول الناس في حالة سبات بشكل مشابه لبعض الحيوانات، ما قد يكون مفيدا في الرحلات الطويلة إلى الفضاء السحيق.
ووجد الباحثون في جامعة ييل (Yale) أن سبات الحيوانات يحمل مفتاح الإجابة للسؤال التالي: لماذا بعض الأنواع أكثر حساسية للبرد من غيرها؟
وطورت القوارض التي تدخل في حالة السبات، خلايا عصبية تستشعر البرد، مع تقلص القدرة على الكشف عن درجات حرارة أقل من 20 درجة مئوية.
ويعد الجين “TRMP8” المنطقة المتخصصة في الدماغ، المسؤولة عن رد الفعل تجاه البرد، وذلك عندما يتم تفعيله. ويتيح هذا الأمر للقوارض إمكانية تخفيض درجة حرارة أجسامها لفترات طويلة، دون التسبب بشعورها بالضغط تبعا للظروف المتغيرة، ما دفعها للسبات الموسمي.
ولا تشعر الحيوانات، مثل السناجب الأرضية، بالبرد حتى عند تساقط الثلج، كما يتميز الهامستر السوري (Syrian hamster) بوجود الآلية نفسها.
واكتشف الباحثون أن هذه القدرة يمكن التلاعب بها في الحيوانات الأخرى، وكذلك البشر.
وقال الباحثون المشاركون في الدراسة، إن البحوث المستقبلية ستجعل من الممكن تعديل الخلايا البشرية للتأقلم مع البرد، كما أن فهم ظاهرة السبات بشكل عام، يمهد الطريق لسبات البشر، الأمر الذي يبدو ضروريا لرحلات الفضاء طويلة الأمد.
وتتمثل الخطوة القادمة للبحث في تعديل القوارض وراثيا، لجعلها تدخل في حالة السبات. ويذكر أن لجميع القوارض مستقبلات في خلايا الدماغ تُعرف باسم الخلايا العصبية الحسية الجسدية، التي تشعر بالبرد.
وأجرى الباحثون اختبارات على السناجب الأرضية والفئران، من أجل مقارنة الأنواع المختلفة من القوارض بيولوجيا. ويضع العلماء القوارض على لوحين: درجة حرارة الأول 30 درجة مئوية، والآخر 20 درجة مئوية مع إمكانية وصوله إلى 0 درجة مئوية.
وكانت الحيوانات تتحرك بين اللوحين، حيث فضلت الفئران اللوح الأكثر دفئا. ولكن لم يحدث تغير درجة الحرارة فرقا لدى السناجب الأرضية والهامستر، حتى عندما وصلت الحرارة إلى 5 درجات مئوية.
وقام فريق البحث بتوصيل هذا السلوك إلى مسار كيميائي في الخلايا العصبية، يسمى “TRPM8″، والذي يؤدي إلى الإحساس بالبرد عند إثارته، وهو الأقل حساسية للبرد لدى السناجب.