مقالات

ماذا بعد مقتل حسن نصر الله؟

حسن فليح /محلل سياسي

يشكل مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، نقطة تحول حاسمة في المشهد السياسي والأمني للمنطقة. فقد كان نصر الله لسنوات طويلة رمزاً للقوة وللتحدي أمام إسرائيل وحلفائها، ووجهًا بارزًا للمقاومة في العالم العربي. إلا أن رحيله يفتح الباب لعدة تساؤلات حول المستقبل، ليس فقط لحزب الله، بل للمنطقة ككل.

منذ تأسيسه، اعتمد حزب الله على القيادة الكاريزمية لنصر الله، التي عززت نفوذه في لبنان وخارجه، خاصة بعد حرب 2006 التي واجه فيها الحزب إسرائيل بشكل مباشر. واليوم، بغياب هذا القائد الذي يجمع بين القوة والذكاء السياسي، يواجه الحزب تحديًا في الحفاظ على تماسكه الداخلي وتوحيد صفوفه، خصوصًا في ظل الانقسامات الداخلية بين أعضائه، وبين التوجهات المتعارضة بين من يسعى للتهدئة ومن يفضل التصعيد.

على المستوى الإقليمي، قد يؤدي مقتل نصر الله إلى تقويض النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا، حيث يعد حزب الله أحد الأذرع الرئيسية لإيران في المنطقة. فقد كان نصر الله شخصية قادرة على تنفيذ التوجهات الإيرانية بفعالية، وأي خلل في القيادة قد يؤثر على قدرة الحزب على تنفيذ الأجندة الإيرانية، مما يضعف النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل عام.

على الجانب الإسرائيلي، فإن اغتيال نصر الله يُعتبر انتصارًا أمنيًا ومؤشرًا على قدرة إسرائيل على استهداف قيادات حزب الله. لكن في الوقت نفسه، قد يخلق هذا الحدث حالة من عدم الاستقرار ويؤدي إلى تصعيد محتمل مع الحزب، إذ من المرجح أن يُسعى الانتقام لزعيمه. قد يشعل ذلك جولة جديدة من الصراع في جنوب لبنان، والذي سيؤثر على استقرار البلدين ويزيد من تعقيدات الوضع الإقليمي.

على الصعيد اللبناني الداخلي، يتوقع أن تتغير موازين القوى داخل الساحة السياسية. قد يجد حزب الله نفسه في موقف ضعيف، مما يعطي فرصة للمعارضين السياسيين للضغط من أجل تغيير جذري في طبيعة دوره العسكري والسياسي داخل لبنان. وقد يتعرض الحزب أيضًا لضغوط أكبر من المجتمع الدولي للامتثال لقرارات نزع السلاح والاندماج في المؤسسات الرسمية اللبنانية.

يُعد مقتل حسن نصر الله حدثًا مفصليًا قد يغير معادلات القوة في لبنان والمنطقة. وعلى الرغم من أن الحزب قد يتمكن من تعيين خليفة لنصر الله، إلا أن قدرة هذا الخليفة على ملء فراغ القيادة وإدارة الحزب وسط التحديات الراهنة ستكون موضع تساؤل. في الوقت نفسه، ستظل الأنظار مسلطة على كيفية تفاعل القوى الإقليمية والدولية مع هذا الحدث، وما إذا كان سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع أو فرص لتحقيق الاستقرار في منطقة طالما عانت من الاضطرابات .

ما هو نصيب العراق من تلك التداعيات؟
أعتقد أن تداعيات الأحداث الحالية والمتسارعة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، سيكون لها تأثير كبير على المشهد في العراق. العراق يتأثر بشكل مباشر بما يحدث في المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات بين الفاعلين الإقليميين والدوليين، والتي قد تؤدي إلى تغييرات في موازين القوى والتحالفات. كما أن الأوضاع الداخلية في العراق، مرشحة للانهيار امام اي استهدافات مماثلة لما حصل لابرز قيادات حزب الله واخيرهم امين عام حزب الله ، الامر بالعراق سيكون اخطر واسرع انهيارا وربما اكثف بعمليات الاستهداف والتصفية الامر الذي سيفتح باب الاحتمالات والتصورات والتفاعلات والاهتمامات الدولية اكثر وابلغ من جميع ساحات المواجهة والحسم بالعراق هو الذي سيحدد شكل المنطقة وعموم الشرق الاوسط ومعادلاته الجديدة .

admin