بيروت: «الشرق الأوسط»
أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الإسرائيلية لم تتوغل بعد في الأراضي اللبنانية على الرغم من إعلان تل أبيب أنها تخوض قتالاً عنيفاً في جنوب لبنان.
وقال المصدر إن الجيش الإسرائيلي ينفذ ما يشبه المناورات في مناطق مختلفة من الحدود، لكن قواته لم تتخطَّ السياج الحدودي، ولم تشتبك مع أحد.
وأوضح أن إسرائيل نفذت مثل هذه العمليات مرتين سابقاً، لكن ما يحدث هذه المرة ترافقه حملة إعلامية واسعة.
وتوقع المصدر أن تكون التحركات الإسرائيلية تهدف إلى جس النبض لاستكشاف الموقف في الطرف اللبناني، ودفع مقاتلي «حزب الله» إلى التحرك وإظهار مواقعهم واستكشاف مدى استعدادهم.
وعلى الرغم من بيانات إسرائيلية عدة عن «قتال عنيف» مع «حزب الله»، إلا أن الحزب اللبناني المدعوم من إيران لم يصدر أية بيانات عن اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وأصدر الحزب بياناً قال فيه إنه استهدف عند الساعة 7:40 صباحاً «تحركاً لجنود العدو في موقع المطلة بقذائف المدفعية وحققوا فيه إصابات مباشرة».
وقالت وسائل إعلام تابعة للحزب إن وتيرة القصف المدفعي وأصوات الانفجارات، ترتفع حيناً وتنخفض حيناً آخر في المكان نفسه الذي بدأت منه عصر الاثنين، حيث لا زال القصف يتركز في محور كفركلا – تل النحاس و سهل الخيام و الاطراف الجنوبية لمدينة الخيام.
ونقلت وكالة «رويترز» في وقت لاحق عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنه لم ترد تقارير حتى الآن عن اشتباكات مع قوات «حزب الله»، وأكد أن «العملية البرية الإسرائيلية محدودة
وخيار عملية أوسع تستهدف بيروت ليس مطروحا على الطاولة».
كما أحجم المسؤول الأمني عن تحديد مدى عمق توغّل القوات في الأراضي اللبنانية واكتفي بالقول إنها «على مسافة قريبة» من الحدود.
وتابع: «القوات المشاركة هي من النوع الذي يقوم بالعمليات المحدودة» مؤكدا أن «العمليات محدودة المكان والزمان».
ويبدو أن إسرائيل قد خصصت عدداً أقل من الجنود للمرحلة الأولى من غزوها للبنان مقارنة بما خصصته لاجتياح غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفق ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز». فقد صرح الجيش الإسرائيلي بأن فرقة واحدة ـ والتي يبلغ تعدادها عادة أكثر من عشرة آلاف جندي ـ شاركت في العملية على الحدود اللبنانية ليل أمس، ولم يتضح عدد القوات التي عبرت الحدود. وعلى النقيض من ذلك، فقد غزا الجيش الإسرائيلي غزة بفرقتين، على الرغم من أن غزة أصغر كثيراً وأكثر انبساطاً من جنوب لبنان.
من جانبها، نبّهت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) من أن أي توغل اسرائيلي عبر الحدود يعد «انتهاكا» لسيادة لبنان وسلامة أراضيه. وقالت القوة في بيان «أي عبور إلى لبنان يعد انتهاكا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه، وانتهاكا للقرار 1701».
وحضّت الأطراف كلها على «التراجع عن مثل هذه الأفعال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وسفك الدماء«، محذرة من أن «ثمن الاستمرار في المسار الحالي باهظ للغاية».