مقالات

{الصندوق الأسود للحركات الدينية يتكلم عالمكشوف}

يشهد العالم العربي هذه الأيام موجة من الإثارة والاستغراب، فالسيد محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس العربي الإسلامي، خرج للعلن بطريقة لم يكن يتوقعها الكثيرون، كاشفًا أسرارًا مثيرة تتعلق بنظام الملالي في طهران، حركة حماس، وحزب الله. أصبح الحسيني حديث الساعة، محور المتابعة اليومية على شاشة العربية ، وسط تساؤلات حول دوافع ظهوره بهذا التوقيت وما يحمله من دلالات سياسية.

إثارة الأسئلة… لماذا الآن؟

السؤال الذي يطرح نفسه بحدة: لماذا اختار السيد الحسيني هذا التوقيت للكشف عن أسرار هذه الحركات؟ فالتوقيت ليس بالصدفة، إذ يتزامن مع الأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة، من تصاعد التوترات الإقليمية إلى التحركات الدولية لكبح نفوذ طهران وحلفائها. هذه التصريحات لا تأتي في سياق مجرد استعراض إعلامي، بل هي جزء من لعبة سياسية دقيقة، ربما تُعد لإعادة تشكيل المواقف السياسية وتوجيه الأنظار نحو قضايا طالما كانت مخفية خلف الكواليس.

النظام الإيراني وازدواجية الولاءات

كان الحسيني واضحًا في حديثه عن نظام الملالي في طهران. هذا النظام، الذي يبني شرعيته على تصدير الثورة خارج حدوده، كان دائمًا يسعى لبناء شبكة من الحلفاء والولاءات في المنطقة، بدءًا من حماس وصولًا إلى حزب الله. إلا أن الحسيني، بظهوره الأخير، أماط اللثام عن الحقيقة الغامضة: تلك الولاءات ليست مبنية على أساس العقيدة، بل هي قائمة على مصالح مشتركة، يستخدمها النظام الإيراني كأداة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، متجاهلاً مصالح الشعوب في المنطقة.

حماس وحزب الله بين المصالح المتضاربة

كشف الحسيني أيضًا عن حقيقة العلاقات المتشابكة بين حماس وحزب الله. هذه الحركات الدينية، التي لطالما روجت لنفسها كمدافع عن قضايا الأمة ومقاومة الاحتلال، باتت اليوم مكشوفة أمام العلن، وسط تساؤلات عن مدى استقلالية قراراتها. الحسيني بيّن أن هذه الفصائل لم تكن سوى أدوات تستخدمها طهران لإدارة صراعاتها بالوكالة، ضاربة بعرض الحائط الطموحات الوطنية للشعوب التي تدعي الدفاع عنها. مثل هذه التصريحات تفتح الباب أمام أسئلة جدية حول مدى فاعلية حركات المقاومة إذا كانت رهينة لتوجيهات خارجية لا تأخذ في اعتبارها سوى مصالح النظام الإيراني.

قادم الأيام… فصل جديد من المواجهة؟

توقيت تصريحات الحسيني لم يكن صدفة. يبدو أن المنطقة على وشك دخول مرحلة جديدة من الصراع بين المحاور الإقليمية والدولية. فالسيد الحسيني ربما لم يكشف كل ما لديه، لكنه ألقى الضوء على ما يحدث في الكواليس، وهو ما يضعنا أمام احتمال تغيرات كبيرة قادمة. إيران، التي تواجه اليوم ضغوطًا اقتصادية وسياسية، قد تجد نفسها في مواجهة مع أطراف إقليمية ودولية لم تعد تتساهل مع تدخلاتها. حماس وحزب الله، على الجانب الآخر، قد يواجهان تحديات جديدة في ظل التحولات السياسية وتغير موازين القوى.

الصندوق الأسود يتكلم… والأسئلة تتزايد

حديث السيد محمد علي الحسيني لا يمثل مجرد تصريح عابر، بل هو بمثابة الصندوق الأسود الذي تكلم، كاشفًا أسرارًا كانت محصورة بين دوائر محدودة. هذه الحقائق ستؤدي بلا شك إلى تحريك المياه الراكدة في السياسة الإقليمية، وتجعل الكثير من القوى تعيد حساباتها. ربما حان الوقت لتسليط الضوء على العلاقة الحقيقية بين الحركات الدينية والأنظمة التي تدعمها، وكيف تتأثر المنطقة نتيجة هذه التفاعلات المعقدة.

يظل السؤال الأهم: ماذا بعد؟ فالكشف عن هذه الأسرار لن يمر دون تداعيات، والجميع ينتظر القادم في أيام حبلى بالمفاجآت، خاصة مع استمرار الحسيني في الحديث وتقديم المزيد من المعلومات التي قد تغير الكثير من المعادلات السياسية في المنطقة.

admin