اخبار سياسية

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

تراجع صناديق التحوط عن رهاناتها القصيرة

لندن: «الشرق الأوسط»

واصلت أسعار النفط مكاسبها، يوم الاثنين، حيث اقترب خام برنت من 80 دولاراً للبرميل، بعد أن سجل الأسبوع الماضي أكبر قفزة أسبوعية منذ أوائل 2023، مدفوعة بمخاوف من صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط وتعطل محتمل للصادرات من المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط.

وارتفع سعر النفط بأكثر من 8 في المائة الأسبوع الماضي، وهو أكبر مكسب أسبوعي منذ يناير (كانون الثاني) 2023، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 9.1 في المائة وسط احتمال أن تضرب إسرائيل البنية التحتية النفطية الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.09 دولار أو 1.4 في المائة إلى 79.14 دولار للبرميل بحلول الساعة 1316 بتوقيت غرينتش، وفق «رويترز».

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.15 دولار أو 1.55 في المائة إلى 75.53 دولار. وكان خام غرب تكساس الوسيط قد ارتفع في وقت سابق بأكثر من دولارين.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في «ساكسو بنك» في مذكرة: «عاد خام برنت لتحدي 80 دولاراً، مع إظهار النشاط في سوق الخيارات زيادة الطلب على التحوط من مخاطر تحقيق المزيد من المكاسب وسط مخاوف بشأن تعطل بسيط أو في أسوأ الأحوال تعطل كبير للإمدادات من الشرق الأوسط».

ويشعر التجار بالقلق بشأن ضربة محتملة للبنية التحتية للطاقة في المنطقة التي قد تعوق إمدادات النفط، أو تعطل مضيق هرمز، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وهناك دلائل تشير إلى أن صناديق التحوط، التي كان الكثير منها يراهن على تمديد النفط انخفاضات هذا العام، بدأت في تعديل مواقفها؛ إذ قلّصت الصناديق رهاناتها القصيرة ضد «برنت» وزادت مراكزها الطويلة في الأسبوع حتى الأول من أكتوبر، في المراحل المبكرة من ارتفاع الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات «آي سي إي».

ومع ذلك، من المرجح أن الصناديق التي تعتمد على الكومبيوتر والتي حاولت التمسك باتجاهات السوق كانت لا تزال تراهن ضد النفط حتى يوم الخميس، وفقاً لمحفظة نموذجية تديرها «سوسيتيه جنرال».

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الخميس، إن إسرائيل ناقشت ضرب منشآت النفط الإيرانية رداً على الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل الأسبوع الماضي. واقترح لاحقاً أن تفكر إسرائيل في خيارات أخرى.

وقال يوم الجمعة: «لو كنت في مكانهم، كنت سأفكر في بدائل أخرى غير ضرب حقول النفط».

وتصدر إيران 1.7 مليون برميل من النفط يومياً، معظمها من محطة في جزيرة خرج، على بُعد نحو 25 كيلومتراً من الساحل الجنوبي للبلاد.

وقال دان سترويفن، المحلل في «غولدمان ساكس»، للعملاء إن انقطاعاً لمدة ستة أشهر، يصل إلى نحو مليون برميل يومياً، من شأنه أن يدفع خام برنت إلى 85 دولاراً في منتصف العام المقبل إذا عوضت «أوبك» العجز. وتوقع أن ترتفع الأسعار إلى منتصف التسعينات دون تعويض.

وأضاف سترويفن: «يركز المستثمرون على خطر دخول إسرائيل وإيران في حلقة من الهجمات الانتقامية التي قد تتصاعد إلى صراع أوسع».

لكن بنك «إيه إن زد» للأبحاث يتوقع أن يكون أي تأثير فوري على الإمدادات صغيراً نسبياً.

وقال: «نرى أن الهجوم المباشر على منشآت النفط الإيرانية هو الرد الأقل ترجيحاً بين خيارات إسرائيل»، مشيراً إلى الاحتياطي الذي توفره الطاقة الفائضة لمجموعة «أوبك» التي تبلغ 7 ملايين برميل يومياً.

ومن المقرر أن تبدأ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، المعروفون مجتمعين باسم «أوبك بلس»، في زيادة الإنتاج اعتباراً من ديسمبر (كانون الأول) بعد خفضه في السنوات الأخيرة لدعم الأسعار بسبب ضعف الطلب العالمي.