آخر تطورات اقتصاديات الرياضة

2

د. عصام بن عبد العزيز العمار
أستاذ الطاقة الكهربائية – جامعة الملك سعود

تُـعَـدُّ اقتصاديات الرياضة أحد فروع الاقتصاد التي تركز على الجوانب الاقتصادية لصناعة الرياضة، بما في ذلك إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات المتعلقة بالرياضة. كما تدرس كيفية تأثير العوامل الاقتصادية على سلوك اللاعبين والفرق والبطولات والمشجعين.

ويمكن أن تؤثر الظروف الاقتصادية، بما في ذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات التضخم والإنفاق الاستهلاكي، على الصحة المالية لصناعة الرياضة.

وتشمل صناعة الرياضة ثلاثة قطاعات تنظيمية: القطاع العام والتجاري وغير الربحي. وتختص هذه القطاعات بمختلف المنظمات المشاركة في الرياضة، من أجل إنشاء وإنتاج المنتجات والخدمات والبرامج والمرافق الرياضية.

وتشمل صناعة الرياضة قطاعات مختلفة، بما في ذلك البث والرعاية والبضائع والضيافة، مما يدرُّ إيرادات كبيرة ومساهمة في النمو الاقتصادي المحلي.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن الاقتصاد والرياضة مرتبطان، بحيث إن تطور القطاع الرياضي له تأثير إيجابي على الاقتصاد، ليس فقط في إنتاج السلع الرياضية، ولكن أيضاً على كل مناحي الاقتصاد، مما يوفر المزيد من الوظائف بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضة ترفع من جودة الحياة. ويمكن للأحداث الرياضية الكبرى مثل الألعاب الأولمبية أو كأس العالم أن تدفع السياحة وتعزز الاقتصادات المحلية وتخلق فرص العمل.

إن صناعة الرياضة تمثل عدة أنشطة مختلفة؛ منها كرة القدم والسلة والكريكيت والرغبي والغولف والتنس والبيسبول وغيرها، ولقد استمرت الرياضة في ترفيه كل جيل إلى جانب أنها أصبحت صناعة تدر إيرادات بمليارات الدولارات سنويًّا. لقد نمت سوق الرياضة العالمية بشكل هائل من 486.6 مليار دولار في 2021 إلى 512.1 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن تتجاوز 700 مليار دولار بحلول 2026. وتعد الدوريات الرياضية، التي تحتل طليعة الابتكار والتكيف، جزءاً مهماً من السوق العالمية مع بريق صناعة الترفيه وجذب المشجعين على نطاق واسع. لقد تأسس الدوري الوطني لكرة القدم National Football League (NFL) في 1920، وهو الدوري الرياضي الأعلى قيمة والأكثر تكلفة حيث تصدر القائمة بإجمالي إيرادات قدره 13 مليار دولار في 2023.

ويمكن العثور على الفرق الرياضية الأكثر قيمة في العالم في 2024، التي تبلغ قيمتها أكثر من 5 مليارات دولار، في دوريات البيسبول وكرة السلة وكرة القدم، ولكن أندية اتحاد كرة القدم الأميركي هي الأقوى مالياً واقتصادياً. وعلى الرغم من أن الدوري الوطني لكرة القدم الأميركي يتمتع بنسبة مشاهدة عالمية أقل من دوريات كرة القدم المعروفة لدينا، فإنها تهيمن على الاهتمام داخل الولايات المتحدة، خاصة بين أصحاب القوة الشرائية العالية.

وينفق المستهلكون الأميركيون على النشاط البدني أكثر من أيِّ دولة أخرى في العالم بما يعادل 265 مليار دولار، وتمثل الولايات المتحدة ما يقرب من ثلث السوق العالمية. ولا تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى من حيث حجم السوق الإجمالي فحسب، بل إنها تحتل أيضاً المرتبة الأولى بين جميع الفئات الفرعية.

لقد أدت الزيادة في عولمة الرياضة من خلال المسابقات الدولية والبطولات العالمية إلى دفع النمو الهائل لسوق الرياضة العالمية في العقد الماضي، بالإضافة إلى ذلك، فقد أدَّى ظهور التقنيات المبتكرة إلى زيادة حجم النمو.

إن التكامل بين التقنية والتحليلات يعيد تعريف مستقبل الرياضة؛ لأن التقارب بين علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والأساليب الإحصائية المتقدمة يبشر بعصر جديد للتحليلات الرياضية، حيث تكون كل لعبة وقرار واستراتيجية مستنيرة بثروة من الرؤى المستندة إلى البيانات.

وفي الختام، تتفاءل العديد من الشركات بشأن النمو وجني الأرباح في صناعة الرياضة، ولكن يتعيَّن عليها التكيف مع تفضيلات المستهلكين المتغيرة وإعادة النظر في ممارسات التخطيط وتبني النظم البيئية واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن استدامة صناعة الرياضة.

* (أستاذ الطاقة الكهربائية – جامعة الملك سعود)

التعليقات معطلة.