أسباب تدفع هاريس لإعادة النظر في سياستها الخارجية

2

24 ـ زياد الأشقر

حشدت كامالا هاريس ائتلافاً واسع النطاق من نجوم البوب ورجال الدولة الكبار، بالإضافة إلى بعض مسؤولي الأمن القومي الجمهوريين البارزين، ويجتمع هؤلاء جميعاً بسبب مخاوفهم من هجوم المرشح الجمهوري دونالد ترامب على الديمقراطية، وتبنيه سياسة خارجية قائمة على شعار “أمريكا أولاً”.

لا تحتاج واشنطن إلى إملاء سياسات الحلفاء

وكتب لوكاس روبنسون في مجلة “ذا هيل” الأمريكية، أن لائحة هاريس توضح الاختلافات بين وجهات نظر المرشحين العالمية، إذ تقدم هاريس رؤية استشرافية للبلاد، ويروج ترامب لسردية رجعية.

وفيما تدعم هاريس دور أمريكا في دعم الأعراف الدولية وتتعهد بدعم أوكرانيا، ينتهك ترامب النظام القائم ويهدد بالتخلي عن أوكرانيا فوراً.

وحاز هذا التناقض الصارخ على تأييد هاريس من قبل النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني والنائب الجمهوري السابق آدم كينزينغر، لكن العودة إلى معتقدات السياسة الخارجية المتشددة التي يتبناها هذان النائبان السابقان، ليس هو الحل، بل يمكن أن تصير عائقاً في نوفمبر (تشرين الثاني).

ويرى الكاتب أن المشكلة تكمن في أن الأمريكيين فقدوا الثقة في مؤسسة السياسة الخارجية، إثر الفشل الكبير في العراق وأفغانستان والحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان، كما أدت العولمة إلى تأجيج انعدام الأمن الاقتصادي.

النخب السياسية
ويعتقد نحو نصف الأمريكيين، أن النخب السياسية هي من بين أكبر التهديدات التي تواجه الأمة، كما يعتقد معظم الناخبين المستقلين أن صانعي السياسة الخارجية في واشنطن نادراً ما يتخذون قرارات تحقق المصلحة الفضلى للأمريكيين العاديين.

وتشكل السياسة الخارجية لترامب جاذبية شعبوية أكثر مما يدرك الكثيرون، إذ يرسم ترامب خطاً مباشراً بين التورط الخارجي الأمريكي ومشكلات المواطنين العاديين، عبر قوله إن الصين تسرق الوظائف وتتاجر بالفنتانيل، وإن المساعدات الأجنبية تجعل الحدود تعاني من نقص التمويل، وإن التحالفات تثقل كاهل دافعي الضرائب.

ويجادل ترامب بأن سبب هذه الفوضى هو وجود طبقة سياسية منفصلة عن الواقع، تسمح لكل من الخصوم والحلفاء بالاستفادة من الولايات المتحدة.

صانع السلام
ويثير ترامب هذه المفاهيم بفعالية، وهو يتهم إدارة بايدن-هاريس بالسير وهي نائمة نحو الحرب العالمية الثالثة، بينما يصور نفسه بشكل مشكوك فيه على أنه صانع للسلام.

وفي الولايات المتأرجحة، يُنظر إليه على أنه أكثر قدرة من هاريس على إنهاء حربي أوكرانيا وغزة.

ولم تتصدَ هاريس لهذه السردية بشكل فعال، إذ رفضت تقديم تنازلات في أوكرانيا لبث الثقة بين غالبية الأمريكيين، الذين يريدون التوصل إلى تسوية من طريق التفاوض أو وقف التصعيد.

ويختم الكاتب “يجب على هاريس أن توضح أن مصالح أمريكا تأتي في المقام الأول، إنه وتر حساس يمكن أن يتردد صداه لدى الناخبين الذين يريدون سياسة خارجية تخدمهم حقاً”.

التعليقات معطلة.