أصيب أغلب المصريين بحالة من الإحباط والقلق، وخوف من المقبل، فى ظل مؤامرات لا تهدأ، ومطامع لا تنتهى فى أرض العرب الممتدة من الخليج إلى المحيط، وزاد القلق والاكتئاب بعد ما حدث فى مطار العريش من استهداف للفريق أول/صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، واللواء/ مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، والذى أكرمنا الله بسلامتهما، وكفى مصر شر كارثة كادت تتحقق، لتفقدنا أمام العالم القدرة على تحقيق الأمان لرجالات القوة والأمان فى الدولة.. نجا رجالنا الأبطال ونجت مصر والرئيس السيسى مما حيك لتلويث سمعة الرئيس باستهداف رجاله والقضاء عليهم.. خرست ألسنة أعدائه وجعل الله كيدهم فى نحورهم، رغم خسارتنا لبطلين من خيرة شباب مصر، هما العقيد طيار/ محمد رفعت مندوه، والمقدم/ إسماعيل الشهابى، مدير مكتب وزير الدفاع، وكليهما خسارة فادحة لقواتنا المسلحة.. وصباح يوم السبت ٢٣ ديسمبر ذكرى النصر على العدوان الثلاثى، جلسنا أمام شاشات التليفزيونات ننتظر ما أعلن عنه من افتتاح فخامة الرئيس لبعض المشروعات القومية فى منطقة قناة السويس.. ومع توالى اللقطات أصبحنا نحملق غير مصدقين عيوننا..إنجازات عظيمة تمت على أرض مصر المحروسة، أنفاق ضخمة وكبارى عائمة ومزارع سمكية، مشروعات تنموية عظيمة بأيدينا وأيدى أبنائنا المخلصين!! تحقق الإنجاز فى زمن يشبه الإعجاز، ومن أجمل اللحظات حينما دعا الرئيس والحضور لمشاهدة خروج ماكينة الحفر العملاقة من أحد أنفاق الإسماعيلية بعد إتمام عملها، أنفاق تحت القناة، ومبان وزراعات وسط الصحراء، ومزارع سمكية ستقضى على الاستيراد فى غضون أعوام قليلة.. وبعد انتظار تحدث الرئيس الذى يمتلك ترمومترا لمشاعر المصريين، وقال إنه بعد توالى الأحداث الفترة السابقة شعر بقلق المصريين، وأخذ فى طمأنتنا جميعا من أى تهديدات خارجية، طالما الشعب متماسك ويد واحدة ويفطن للفتن التى تزعزع السلم العام.. وقال عن المشروعات نحن لا نبيع الوهم.. حقا يا فخامة الرئيس وعدت ووفيت وما زلت تصنع المستحيل، رغم التهديدات والحرب الدائرة، رغم محاولات الأعداء إدخالنا فى بحر ظلمات لا نخرج منه أبدا، رغم شائعات سارقى الفرحة والأمن والأمان،.. ولكن رئيسنا أعلن التحدى بالعمل وبناء الأمل.. لا يتحدث كثيرا، ولكن الأفعال دالة على وعى وإدراك لما يحاك لنا، وتحمل ردا حاسما على أقوال السفهاء المتنطعين.. يطمعون فى سيناء فيسرع فى ربطها بالمدن، وإقامة المشروعات الضخمة، وإقامة ما يقرب من الستين ألف وحدة سكنية.. يقومون بمذبحة ويقتلون المصلين والأطفال الأبرياء فى مسجد الروضة، فيتم رصد مبلغ ١٨٥ مليون جنيه للبدء فى تعمير وتنمية بئر العبد.. يقتلون أبطالنا فيصبحون أحياء فى السماء والأرض، ويطلق اسم الشهيد/أحمد المنسى على الكوبرى، وتخرج السيدة الفاضلة البطلة/ منار محمد سليم، أم حمزة، وزوجة الشهيد البطل ومعها أطفالها لقص شريط الافتتاح.. ويجلس حمزة بجوار الرئيس فى سيارته تكريما واحتراما لأسرة الشهيد.. ليعلم كل أبطالنا أنهم عين وقلب مصر التى لا تنسى تضحياتهم.. يحاولون زرع الفتنة الطائفية، فيطلق الرئيس اسم الشهيد/ أبانوب جرجس على الكوبرى الثانى، ليعلن أننا لا نعرف تفرقة بسبب الدين.. وبعقلانية وثقافة القائد الفطن تعامل مع الأعداء بفكرهم، فدائما يركزون على التواريخ لتحويل الانتصارات لهزائم.. فكان اختيار يوم ٢٣ ديسمبر إشارة لخروجهم كما حدث بعد العدوان الثلاثى، يهددنا الأمريكان بقطع المعونة الملعونة وتحكمهم فى سلاحنا وقطع غياره، فيصفعهم الرئيس بتنوع صفقات السلاح من روسيا وفرنسا وألمانيا.. إلخ، يهددوننا فنتحالف مع من يهددهم، زعيم كوريا الشمالية الذى ننتظر زيارته الشهر المقبل، ولن نعبأ بتهديدات الأمريكان، لأننا نعلم أن «المتغطى بيهم عريان».. وأخيرا كلمات الرئيس: «إحنا نموت كلنا ولا إن حد يقرب من أرضنا ومش بالكلام».. لقد تبدلت أحوالنا وتغيرت أمزجتنا، لم نعد فى قلق.. أصبحنا فى تألق وفرح.. فرحنا بقهر المستحيل.. بنبنى ونعمر ونعلى.. بنفرح بجد ونفخر بجد.