البوكسينج داي .. قصة أكثر المباريات متعة بين تشيلسي وأستون فيلا

1

 
 
 
من الطبيعي أن تكون مباريات البوسكينج داي مثيرة وممتعة، أعياد الميلاد في إنجلترا تكون لها نكهة مختلفة حيث تستمر منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز وبقية الدرجات الأخرى في تقديم الإثارة في الوقت الذي تتوقف فيه جميع البطولات عن العمل، لذلك يكون الشغف الجماهيري والأجواء الفريدة من نوعها حدثاً بارزاً يجعل كل مباراة ممتعة واستثنائية.
 
لكن تبقى مواجهة تشيلسي ضد ضيفه أستون فيلا في البوكسينج داي عام 2007 واحدة من أروع الملاحم في مواجهات هذا اليوم، إن لم تكن واحدة من أروع مباريات البريميرليج على الإطلاق.
 
في اللقاء التاريخي لم يُعرف من يكون الفائز حتى الثانية الأخيرة، كما احتفل كل فريق بالانتصار ثم اكتوى بغدر كرة القدم، إنها المواجهة التاريخية التي انتهت بأربعة أهداف في كل شبكة.
 
أحوال الفريقين في تلك الفترة كانت لا بأس بها، تشيلسي يبتعد عن آرسنال المتصدر بفارق 6 نقاط وكله أمل في تقليصه خلال البوكسينج داي، وأستون فيلا يقدم موسم جيد محتلاً المركز الثامن وبفارق 8 نقاط فقط عن تشيلسي، الفيلا كان مختلف كلياً عن الفريق الذي شاهدناه الموسم المنصرم.
 
تشيلسي الطامح بحصد اللقب تلقى صفعة مبكرة في الدقيقة 14 حيث هز شاون مالوني شباكه محرزاً الهدف الأول، هدف كان بمثابة حمام بارد لجماهير ستامفورد بريدج التي توقعت دخول فريقها بقوة وشراسة في اللقاء من أجل اسعادهم خلال أعياد الميلاد.
 
 
ولم يكد تشيلسي يستفيق من صدمة الهدف الأول حتى أتبعه مالوني بهدف ثاني في الدقيقة 44 استفاد خلاله من ارتطام الكرة بقدم المدافع مع ارتكاب بيتر تشيك واحداً من أسوأ أخطائه خلال مسيرته.
 
لكن الهدف الثاني كان بمثابة النحس على الفيلا، حيث تعرض المدافع زات نايت للطرد مباشرة في قرار مثير للجدل مع حصول تشيلسي على ركلة جزاء، قرارين في ذات التوقيت أعاد البلوز إلى اللقاء خصوصاً أن أندريه شيفشينكو سجل هدف تقليص الفارق.
 
الفيلا كان متقدماً، لكن معنوياته كانت منخفضة أكثر من تشيلسي بدون أدنى شك بين الشوطين، فهو يخوض المباراة في ملعب صعب، والمنافس بدأ في العودة وسجل في الوقت القاتل من الشوط الأول، وفوق هذا كله فإنهم مطالبين بالحفاظ على تقدمهم بعشرة لاعبين، فأي مهمة هذه؟
 
بدوره ظهر تشيلسي بالشكل المطلوب مع بداية الشوط الثاني، الشكل الذي بحثت عنه جماهيره طوال 45 دقيقة ولم تجده، فلم تكد تمضي 5 دقائق على الانطلاق حتى عادل شيفشينكو النتيجة بتسديدة صاروخية لن تنسى من مسافة بعيدة، أتبعه البرازيلي المدافع أليكس بهدف ثالث جميل.
 
 
 
الجميع اعتقد بأن المباراة حسمت للبلوز بعد تقدمه وقلبه الطاولة في وجه الفيلا الذي يلعب بعشرة لاعبين، لكن تشيلسي يبدو أنه استفز كبرياء الضيوف الذين قرروا الرد على ذلك بهدف التعادل في الدقيقة 72.
 
كل ما ذكرناه في كفة، وما حصل في الدقائق الأخيرة في كفة أخرى، فبعد أن طُرد كارفاليو في الدقيقة 80 ليتساوى عدد اللاعبين من كل فريق، حصل تشيلسي على ركلة حرة مباشرة على مشارف منطقة الجزاء، وحينما يحصل البلوز على مخالفة قريبة في ظل تواجد بالاك ودروجبا ضمن صفوفه فحينها توقع أن تتحول إلى هدف، وهذا ما فعله الألماني بالفعل في الدقيقة 88.
 
الفرحة الهيستيرية بالتقدم في الثواني الأخيرة وتحقيق الفوز في مباراة دراماتيكية لم تستمر، فبعدها بدقائق قام الحكم بطرد آشلي كول بحجة منعه الكرة الدخول إلى المرمى بيده، لقطة ارتكب خلالها تشيك خطأ فادح جديد مانحاً الخصم ركلة جزاء مجانية في الوقت القاتل، وكما كان التنفيذ من شيفشينكو أتى الرد من باري ليخطف هدف التعادل الثمين.
 
مباراة للتاريخ، كل من شاهدها استمتع بما يقدمه البلوز وضيفه في أرض الملعب، انقلاب مستمر في الأحداث مرة تلو الأخرى، لكن ليس هذه مشاعر تشيلسي وأستون فيلا وعشاقهما بكل تأكيد، كل فريق غادر الملعب وفي حلقه غصة لا يمكن بلعها بسهولة، فحتماً قال اللاعبون فيما بينهم “كنا قريبين من الانتصار” قبل أن يرموا المنشفة على الأرض معلنين استسلامهم.

التعليقات معطلة.