سلام على بغداد بذكرى تأسيسها

33

 

في مثل هذا اليوم، نتوقف إجلالًا لذكرى تأسيس بغداد، عاصمة الحضارة والتاريخ، جوهرة الشرق التي طالما كانت مهدًا للعلم والأدب والفن. تأسست بغداد عام 762 ميلادية على يد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، لتكون قلب العالم الإسلامي وعاصمة العلم والمعرفة. ومنذ ذلك الحين، ظلّت بغداد منارةً للحضارة الإنسانية، تجمع بين الأصالة والحداثة، وتشهد على عبقرية الإنسان في بناء مدن تتحدث عنها الأجيال.
بغداد عبر التاريخ
عاشت بغداد عصورًا من المجد والازدهار، حيث أصبحت في العصر العباسي مركزًا للعلوم والثقافة. في بيت الحكمة، التقت العقول من مختلف الحضارات لترجمة الكتب وتبادل الأفكار، مما ساهم في صنع نهضة علمية وإنسانية امتد تأثيرها إلى كل أرجاء العالم.
لكن كما هو الحال مع المدن العظيمة، لم تكن رحلة بغداد سهلة. تعرضت للهجمات والغزوات، بدءًا من اجتياح المغول في القرن الثالث عشر وحتى الاحتلالات المعاصرة. ورغم الجراح العميقة التي خلفتها هذه الأحداث، بقيت بغداد تقاوم، تؤكد أن روحها أقوى من كل محاولات التدمير.
بغداد اليوم
في ذكرى تأسيسها، تقف بغداد اليوم شاهدة على صمود شعبها أمام التحديات. المدينة التي أنهكتها الحروب والصراعات لا تزال تحتفظ بجمالها وخصوصيتها. شوارعها تحمل عبق التاريخ، وأسواقها تصدح بصوت الحياة.

لكن بغداد تحتاج اليوم إلى سلام حقيقي يعيد لها بريقها الذي بهت بفعل الأزمات. تحتاج إلى مشروعات تعيد بناء بنيتها التحتية، وإلى قادة يعملون على جعلها مرة أخرى مركزًا للثقافة والتجارة، بعيدًا عن النزاعات والسياسات الضيقة.
رسالة سلام إلى بغداد
سلامٌ على بغداد، مدينة السلام التي تستحق أن تعود كما كانت: درةً في تاج الشرق. سلامٌ على أهلها الذين صبروا وأبدعوا رغم الظروف. سلامٌ على معالمها التي تروي قصص المجد والعطاء.
في ذكرى تأسيسها، نتمنى لبغداد أن تستعيد مكانتها ومجدها كواحدة من أعظم مدن العالم. وعلينا جميعًا أن نعمل من أجل أن تظل بغداد رمزًا للحضارة والتعايش والسلام ، ومن اجل ذلك نقول .
بغداد اليوم ليست تلك المدينة التي اعتادت أن تكون مركزًا للحضارة والعلم، بل أصبحت مدينة منهكة بفعل الصراعات والتدخلات التي أرهقتها لعقود. جراحها ليست مجرد آثار للحروب التي مرت بها، بل هي انعكاس لتدهور منظومتها السياسية والاجتماعية، وافتقادها لحريتها واستقلال قرارها الوطني.
مطالب الشعب العراقي بالعمل الدؤوب لإعادة بغداد إلى مجدها القديم. أهل بغداد، الذين يعتزون بتاريخها كعاصمة للعلم والثقافة، يتطلعون إلى يومٍ تُفك فيه قيود التدخلات الخارجية، وتعود السيادة الحقيقية لقرارها الداخلي .
سلام على بغداد في يوم ميلادها، وسلام على شعبها الذي يستحق مستقبلًا مشرقًا يليق بتاريخه العظيم .

التعليقات معطلة.