ترطيب البشرة ضرورة شتاءً لكن المبالغة تؤذيها. إذن، ما العمل؟

2

الترطيب ضرورة نعم. ولكن كثيرين يعملون على ترطيب بشرتهم بطريقة خاطئة عبر الإكثار من استخدام الكريمات، ظنّاً منهم أنّهم يبلون حسناً مع بشرتهم، ويبعدون جفافها الذي قد يؤدي أحياناً إلى أمراض جلدية.

الشتاء بات قريباً، وبشائره تظهر جليةً على البشرة، إذ يبدأ جفافها في الوجه أو غيره من أنحاء الجسم. ومع برودة الطقس، يبدأ تشقق الشفاه والشعور بالحكة، مع ظهور طبقة جلد بيضاء على الجسم تدل على الجفاف.
الترطيب ضرورة نعم. ولكن كثيرين يعملون على ترطيب بشرتهم بطريقة خاطئة عبر الإكثار من استخدام الكريمات، ظنّاً منهم أنّهم يبلون حسناً مع بشرتهم، ويبعدون جفافها الذي قد يؤدي أحياناً إلى أمراض جلدية.

ماذا يحدث للبشرة حينما نفرط في ترطيبها؟

الدكتورة مايا الهبر – اختصاصية في الأمراض الجلدية

يحدث جفاف البشرة حينما لا تحتفظ بالرطوبة الكافية. وقد يحدث هذا نتيجة لعادات العناية السيئة، أو الشيخوخة، أو بعض الحالات الطبية. ويحدث ذلك أيضاً مع هواء الشتاء البارد والجاف. لكن البشرة تحتاج إلى الترطيب في جميع الفصول، لا سيما في الشتاء. ويعاني أصحاب البشرة الجافة أكثر  من غيرهم في الطقس البارد.
بصورة طبيعية، تفرز البشرة مجموعة من الزيوت والدهون، وهي تقلُّ في الشتاء. لذلك، لا بد من تعويض البشرة عن الإفرازات بوساطة الكريمات المرطبة، التي تحتوي موادّ دهنية تحبس مياه الترطيب في داخل البشرة، مما يقيها الجفاف.

لكن هذا لا يعني أبداً إغراق البشرة بتلك الكريمات. ولا بدَّ من اختيار المرطب الذي يتناسب مع نوع الجلد. ويتوجب على أصحاب البشرة الدهنية  استعمال مرطب غير سميك حذراً من الترطيب الفائق، الذي قد يغلق مسامّ جلودهم، مما  يؤدي إلى ظهور البثور عليها.

كذلك، من المستطاع مثلاً استخدام المنتجات التي تحتوي على تركيبة الجِلْ، التي يوجد فيها حمض الهيالورونيك والغليسرين؛  مرة واحدة يومياً.

في المقابل، يحتاج أصحاب البشرة الجافة إلى مرطب أكثر سماكة يحتوي على موادّ مرطِّبة أكثر، كالسيرامايد أو اليوريا. وقد يفيد دمج أنواع من الترطيب كالتونر والسيروم، في خطوات مختلفة من روتينك اليومي.

يجب أن يكون مستوى الترطيب ملائماً لمستوى جفاف البشرة، إذ تنشأ المشاكل حينما لا تتوازن مستويات الترطيب الطبيعية. وتؤدي الرطوبة الزائدة إلى الإخلال بتوازن عمل الجلد كحاجز صحي، مما يمهّد لاختراقه بالمهيّجات الخارجية فتحدث الالتهابات. ويرجع ذلك إلى أن الكائنات الحية الدقيقة، كالميكروبات، تحب الرطوبة، فيخلق الإفراط في الترطيب أرضاً خصبة مثالية لتكاثرها.

كيف تختار المرطِّب المناسب لك؟

قد يكون الإفراط في الترطيب ناتجاً عن تكرار ترطيب بشرتك، وكمية ونوع المرطب الذي تستخدمه، والتركيبة الفعلية لللبشرة، إلى جانب عدم ملاءمة المنتَج لنوع بشرتك. ولدى اختيار مرطِّبك، لا بد من الالتفات إلى الآتي:

– مكونات المرطب. بحسب “هارفرد هيلث بابليشنغ” Harvard Health Publishing، تضم مكونات ترطيب البشرة ثلاث فئات رئيسية. تتمثل الأولى بالمواد المرطبة، التي تساعد على اجتذاب الرطوبة كالسيراميدات والغليسرين، والسوربيتول، وحمض الهيالورونيك، والليسيثي. وتتجسد الثانية بالمواد التي تحبس الرطوبة في داخل الجلد كالفازلين، والسيليكون، والأنولين، والزيوت المختلفة. وتتشكَّل الثالثة من المرطبات التي تحتوي على الزيت والماء بشكل أساسي، وهي أخف وزناً، وأسهل في الاستخدام من الفازلين أو الزيوت، وتحتوي على مطريات كأحماض اللينوليك واللينولينيك واللوريك.

– التركيز على استعمال كريم للترطيب، وتجنب اللوشِن الذي يحتوي على ماء وكحول أكثر من الكريمات، مما يعرض البشرة للجفاف.

– تذكَّر أن بشرة وجهك أرق من الجلد في بقية أنحاء جسمك، مما يجعلها أكثر حساسية. لذا، لبشرتك الجافة، اختر مرطّباً خفيفاً للوجه، وقد يشمل ذلك الجِل أو اللوشِن أو الكريم. واستخدم مرطباً بعامل حماية من الشمس رقم 30 أو أعلى، على مدار العام.

– لاحظ أن كمية المرطب، التي تحتاجها، تعتمد إلى حد كبير على المكونات الدهنية في تركيبته. إن كمية صغيرة قد تكفي، ويمكن إضافة المزيد إن بدت البشرة مشدودة أو جافة.

– استخدم منتجات خالية من العطور والنباتات، خصوصاً إذا كانت بشرتك جافة وحساسة، أو إذا كان لديك أيّ حساسية، لأنها من المواد المسببة لأنواع شائعة من التحسّس. وكذلك، يجب التأكّد من خلو المنتج من الموادّ الأخرى المسببة للحساسية.

ما أفضل الطرق لترطيب بشرتك؟

– احصل على 8 إلى 9 ساعات من النوم.
– اجعل مدة استحمامك ما بين 5 إلى 10 دقائق.
– استخدم الماء الفاتر خلال استحمامك.
– اشرب كمية كافية من الماء.
– قلِّص تناول القهوة والكحول.
– تجنّب التدخين.
– استخدم منظفاً لطيفاً للوجه.
– تناول نظاماً غذائياً متنوّعاً غنياً بالأحماض الدهنية الأساسية.
– احمِ بشرتك من الشمس والرياح والبرد.
– قلّل مستويات التوتر لديك.
– لا تفرك الجلد عند تجفيفه بالمنشفة، بل ربِّتْ عليه بلطف.
– ابتعد عن استخدام الصابون، خصوصاً الأنواع المعطِّرة أو المحتوية على الكحول.  وتجنب إضافة منعِّمات الأقمشة في ماء غسيل الملابس.
– ابتعد عن إسفنجات الاستحمام وفرش التنظيف ومناشف الغسيل الخشنة.

التعليقات معطلة.