نازحون من الحرب في “باكو”… طلاب لبنانيون يقدمون مشروعاً بيئياً في “كوب 29”

2

ليست المرة الأولى التي  نسمع فيها عن إنجاز حققه لبناني وسط موجات من المشاكل والمآسي التي تقذف هذا الوطن، وفي حال لم يحصد هذا الإنجاز المراتب الأولى، غير أن أقله هناك تمثيل لبناني يشبه جمال وحضارة البلد. ورغم الحرب والتهجير والنزوح والموت، وصل فريق من الطلاب إلى آذربيجان متخطين عقبات الغارات الإسرائيلية ومخاطر السفر للمشاركة بمشروعهم البيئي ضمن فعاليات قمة الأطراف “كوب 29”.

أشرف دهام وأندريسا أبو حجيلي ووآية أبو لطيف وريم عقل… طلاب من مدرسة راشيا الثانوية العامة حملوا اختراعهم “سباركس السائل” من لبنان ليشارك في نهائيات تحدي أكسفورد سافيد – برجيل القابضة لتغير المناخ 2024 ضمن مؤتمر “كوب 29” في باكو.

 

 

يقدم هذا الاختراع حلاً لمشكلة تلوث المياه. والمشروع كما يشرحه دهام لـ”النهار” هو جهاز آلي، “يعمل على الطاقة الشمسية مصمم لتنظيف الأنهار والمحيطات من البلاستيك والحطام، يساهم  في التخفيف من تلوث المياه”، متنمياً أن يحظى مشروعهم بدعم عالمي لتعميمه كمشروع قومي عالمي يدعم البيئة.

تأهل المشروع لمرحلة التصفيات النهائية ووصل فريق الطلاب مع أستاذتهم رودينا قسام، التي تأهلت هي أيضاً للتصفيات النهائية عن فئة المعلمين لمنهجها المبتكر. تقول لـ”النهار”: “في الأعوام  السابقة، قمنا بمساهمات لدعم البيئة في لبنان، وشاركنا في مسابقة تحدي المناخ على هامش كوب 29. بالطبع، لا يمكنني أن أنسى المصاعب التي واجهتنا… اولا مشكلة الحصول على تأشيرة السفر من لبنان إلى اذربيجان، لكن بجهود وزارة التربية والتعليم الاذربيجانية تم تأمين التأشيرة الخاصة لي للطلبة المشاركين. وحين كنا في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، كانت هناك غارات اسرائيلية، وشاهدنا النيران في محيط المطار”.

 

 

ولدت فكرة المشروع من واقع  نهر الليطاني الذي تعتمد عليه الأراضي الزراعية التي يمر بالوقت يشهد كميات من التلوث بالنفايات والعبوات البلاستيكية، فهذا الجهاز الذي يشبه روبوت كبير يطوف على وجه المياه اتوماتيكيا من دون تدخل بشري ليلتقط النفايات في شبكة حيث يعمل بنظام الحساسات على الطاقة الشمسية.
ووفق الطالبة ريم عقل، المواد التي استخدمت في صناعة هذا الروبوت “ملائمة للبيئة ومعاد تدويرها، حصلنا عليها من عدة مصادر، كذلك صممنا نظام تحكم عن بعد بالجهاز يعمل عبر تطبيق خاص، وكلها أدوات تتفاعل مع نظام الطاقة الشمسية، وقد استغرق تصميم الروبوت وتنفيذه أكثر من 7 أشهر”.

التعليقات معطلة.