بماذا عاد هوكشتاين إلى واشنطن بعد زيارة بيروت وتل أبيب؟

3

قرارات الجنائية الدولية تخطف الأضواء من لقاءاته بالمسؤولين الإسرائيليين وثغرات قليلة ما زالت في الاتفاق
أمال شحادة
يتطلب على هوكشتاين إيجاد صيغة يتوافق الطرفان حولها في ما يتعلق بكيفية التعامل مع انتهاكات مخفية عن الأنظار (أ ف ب)
ملخص
وفق معلومات أميركية وإسرائيلية، سيركز هوكشتاين خلال الأيام التي سيبقى فيها بواشنطن لإجراء الاتصالات والمحادثات بين تل أبيب وبيروت، على مستند الضمانات الأميركية لحرية سلاح الجو الإسرائيلي بالقيام بنشاطات داخل لبنان، في حال تم انتهاك الاتفاق من دون معالجته إلى جانب سبل التعامل مع جوانب غير مذكورة في الاتفاق بشكل مباشر وتشرح كيفية التعامل معها، بينها نقل الأسلحة وتعزيز قدرات “حزب الله” العسكرية.
أقلعت فجر أمس الجمعة طائرة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين من تل أبيب عائداً إلى واشنطن بعد لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، وقد تركوا له ثغرات قليلة في الاتفاق المتبلور مع لبنان.
الثغرات كان يمكن التوصل إلى حلول لها خلال وجود المبعوث الأميركي في تل أبيب لكن الضربة التي وقعت على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع هوكشتاين بإصدار المحكمة الجنائية قرار اعتقال ضده وضد وزير الأمن السابق يوآف غالانت، جاءت مؤلمة وجعلت ملف لبنان، الذي تصدر أجندة الإسرائيليين على مدار الأسبوع الأخير ثانوياً أمام ما اعتبره الإسرائيليون خطورة قرار المحكمة الدولية والمعادي للسامية، الذي سرعان ما هيمن على الأحداث وأخفت حدة الخلاف والنقاشات التي كانت تسود بشأن اتفاق لبنان وصفقة الأسرى في غزة.
الأجواء التي فرضها قرار المحكمة الجنائية أضفى تعتيماً على مجمل محادثات الملف اللبناني، وخلافاً لما حصل في بيروت بعد انتهاء اللقاءات مع هوكشتاين، ولما هو متبع بعد زيارة مسؤول أميركي، بعقد مؤتمر صحافي أو تصريحات مسؤولين، غادر هوكشتاين تل أبيب من دون سماع أي موقف.
نتنياهو، الذي خاطب الإسرائيليين بعد لقائه هوكشتاين وخلال لقاء المبعوث الأميركي مع وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، لم يتطرق بالمطلق لمحادثات اتفاق لبنان أو زيارة هوكشتاين واقتصر حديثه على الموقف الإسرائيلي من المحكمة الجنائية.
هذا التعتيم لم يعكس فقط الوضع الجديد الذي دخلت إليه إسرائيل بعد قرار المحكمة وخطورته، إنما فرضه متخذو القرار بهدف عدم اتساع النقاش أو إثارة حملة واسعة ضد الاتفاق من شأنها أن تزيد العراقيل أمام وقف النار وإمكانية التوقيع على الاتفاق بأقرب وقت ممكن.
الضمانات الأميركية
وفق معلومات أميركية وإسرائيلية، سيركز هوكشتاين خلال الأيام التي سيبقى فيها بواشنطن لإجراء الاتصالات والمحادثات بين تل أبيب وبيروت، على مستند الضمانات الأميركية لحرية سلاح الجو الإسرائيلي بالقيام بنشاطات داخل لبنان، في حال تم انتهاك الاتفاق من دون معالجته إلى جانب سبل التعامل مع جوانب غير مذكورة في الاتفاق بشكل مباشر وتشرح كيفية التعامل معها، بينها نقل الأسلحة وتعزيز قدرات “حزب الله” العسكرية.
في جانب الضمانات الأميركية، بعد أن أصرت إسرائيل حتى وصول هوكشتاين على أنها تريد أن تكون الضمانات بنداً من بنود الاتفاق وليس مستنداً مرفقاً له، اقتصر المطلب الإسرائيلي، بعد محادثات هوكشتاين على ضم دولة أو أكثر إلى مستند الضمانات حتى يتاح لإسرائيل العمل بحرية وتكون مدعومة، ليس فقط من واشنطن.
في هذا الجانب يقول رئيس الاستخبارات العسكرية، عاموس يدلين، إن التعنت بموقف تعديل في بند هنا أو هناك لن يغير شيئاً، بل من شأنه أن يضع عراقيل تمنع التقدم في المفاوضات، وهو أمر ليس في مصلحة إسرائيل.
وبرأي يدلين فإن إسرائيل ستخرج من هذا الاتفاق قوية جداً مع ضمانات أميركية كافية لأن تمنح الشرعية لإسرائيل في حال تم انتهاك الاتفاق من قبل “حزب الله” من دون معالجته، بإطلاق طن من المتفجرات باتجاه الهدف التابع لـ”حزب الله” ويشكل اختراقاً للاتفاق.
ويدلين كغيره من أمنيين وسياسيين يدعون إلى ضرورة التوصل إلى الاتفاق قريباً، وبرأيه يمكن إنهاء الحرب في الشمال خلال الأسابيع المقبلة وربما حتى الأيام القليلة المقبلة. ويقول: “لبنان في وضع صعب للغاية، أكثر من مليون نازح وهناك قصف إسرائيلي مكثف في الضاحية وبيروت لم يتوقعه اللبنانيون والذي ينفذ ضمن معادلة بيروت– تل أبيب، وأما استعداد حزب الله لفك الارتباط عن غزة فهذا بحد ذاته إنجاز لإسرائيل”، ولذلك، يؤكد يدلين أنه “على متخذي القرار عندنا أن يستغلوا هذا الإنجاز ويتجاوبوا مع جهود هوكشتاين التي سيواصلها من واشنطن والاتفاق على وقف النار قريباً، ما يقترحه لنا هوكشتاين يعطينا أساساً مهماً لضمان الأمن في المستقبل”.
وتوجه يدلين إلى الأصوات التي خرجت تعارض هذا الاتفاق بالقول: “من يعتقد أنه يتعين علينا قتل آخر عضو في حزب الله في شمال لبنان فهو مخطئ فهذا ليس هدفنا كما لا يمكننا أن نقضي على حزب الله وقدراته العسكرية، هدفنا من الحرب هو إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم”.

التعليقات معطلة.