وجبة الفطور مهمة لكن خياراتها الغذائية تتفاوت بين النساء والرجال. ما هي تفاصيل ذلك؟

4

تؤكد دراسة جامعية كندية أن الفطور المحتوي على كثير من النشويات (الخبز والشوفان…) يفيد الرجال أكثر من النساء اللواتي يناسبهن أن تكون الوجبة الأولى في اليوم غنية بالمواد الدهنية (البيض وزيت الزيتون…).

 أظهرت دراسة حديثة من “جامعة واترلو” في كندا أن أفضل وجبات الفطور للرجال والنساء قد تختلف بشكل كبير، نتيجة الفارق في استجابة أجسامهم للعناصر الغذائية. وفقاً للبحث، يميل الرجال للاستفادة أكثر من فطور غني بالكربوهيدرات (النشويات) كالشوفان أو الخبز المحمص، لأن أجسامهم تستخدم السكر الذي تحمله تلك الأطعمة، بشكل أفضل من الإناث لتجديد الطاقة عقب الانقطاع عن الأكل ليلاً.

في المقابل، تحقق النساء فائدة أكبر من وجبات فطور غنية بالدهون كالبيض أو الأفوكادو. إذ تسهم هذه الوجبات في تلبية احتياجاتهن من الطاقة بفضل الطريقة المختلفة التي تتعامل بها أجسادهن مع الدهون، خصوصاً عقب فترة التوقف عن الأكل في الليل.

 

توضح هذه النتائج الاختلافات الفسيولوجية بين الجنسين وكيفية تفاعلها مع أنواع مختلفة من الطعام، ما يدعم الحاجة إلى توصيات غذائية مستقلة للرجال والنساء، بغية تحسين الصحة والطاقة بشكل فعّال لدى الجنسين، وفق مقال نشره أخيراً موقع “ميديكال نيوز توداي”  

لنفكر في التمثيل الغذائي

إذاً، من الأفضل أن يبدأ اليوم باختيار الأطعمة التي تتناسب مع طريقة التمثيل الغذائي Metabolism الخاص بك، مع تذكر أن ذلك قد يساعد أيضاً في ضبط الوزن والحفاظ عليه. يشير التمثيل الغذائي إلى سلسلة معقدة من العمليات البيولوجية في الجسم تعمل على تحويل المواد الغذائية إلى طاقة، إضافة إلى استخلاص المواد اللازمة للنمو وإصلاح الأنسجة التالفة وما إلى ذلك.

 

واستندت الدراسة إلى نموذج من المعادلات الرياضية طوّره الباحثون وأتاح لهم إجراء محاكاة رقمية عن تأثير خيارات غذائية متنوعة على التمثيل الغذائي لدى الرجال والنساء. وقد طبقوا تلك المحاكاة الرقمية  على تفاعل الجنسين مع وجبة الفطور. 

وكذلك يهدف النموذج إلى سد الثغرات في المعرفة الحالية حول الفروق بين كيفية معالجة الرجال والنساء للدهون. وتاريخياً، ركزت الأبحاث الطبية بشكل أكبر على صحة الرجال، مما أدى إلى نقص كبير في البيانات المتاحة حول تأثير الأطعمة على التمثيل الغذائي لدى النساء.

 

ويشير مؤلفو الدراسة إلى إن الملمح الأهم يتبدى في أن هذه الاختلافات في التمثيل الغذائي بين الجنسين قد تؤدي أيضاً إلى تباين بينهما  في مخاطر الإصابة بالأمراض. ولهذا، فإن من الضروري أن نعمل على فهم هذه الفروق بشكل أعمق وأكثر شمولاً.

 

الكربوهيدرات أو الدهون؟

في ذلك المقال نفسه، أوردت ميشيل روثنستاين، اختصاصية التغذية الوقائية في مجال أمراض القلب، بعض الأطعمة التي قد يُفكر في تناولها من قبل الرجال والنساء في وجبة الإفطار. وتجدر الإشارة إلى أن تلك الاختصاصية المعتمدة لم تُشارك في الدراسة المشار إليها آنفاً,

وكذلك أورد المقال بعض الخيارات الغذائية التي تنصح بها روثنستاين لوجبة الفطور، على أساس الفارق بين الجنسين. وقد جاءت على النحو التالي:

1- يستفيد الرجال من اختيار  فطور  غني بالكربوهيدرات ومتوازن في محتوياته من المغذيات الكبيرة التي تدخل في تركيبتها الألياف القابلة للذوبان وغيرها. وقد تشمل تلك الوجبة الصباحية الشوفان، والتوت والجوز والمكسرات واللبن الرائب (الزبادي)، بالإضافة إلى الأطعمة التي تحضّر بواسطةة خفقها في الخلاّط كمزج الفواكه مع اللبن الرائب أو الحليب أو حبوب الكتّان وغيرها.

 

توفر هذه المآكل فوائد متعددة كزيادة الطاقة المستدامة على مدار اليوم، وتحسين الهضم، وتعزيز صحة القلب، بفضل محتواها من الألياف القابلة للذوبان التي تسهم في خفض مستويات الكولسترول.

 

02- أوصت الاختصاصية ميشيل روثنستاين السيدات بأن يبدأن يومهن بتناول “الدهون الصحية المفيدة للقلب التي تحتوي على دهون غير مشبعة”. يمكن أن تشمل هذه الأطعمة البودينغ المحتوي على حبب الشيا، أو عجة البيض مع الخضروات، أو الجبن القريش مع بذور الكتان والتفاح.

وبشكل عام، تدعم هذه الخيارات صحة القلب بفضل الدهون غير المشبعة التي تُحسن مستويات الدهون المفيدة وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ويضاف إلى ذلك أنها توفر البروتين والألياف التي تساعد في استقرار مستويات السكر في الدم وتعزّز الشبع لفترات أطول خلال اليوم.

 

تفاصيل مهمة عن عملية التمثيل الغذائي للدهون عند النساء

 

أكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة ورئيسة كرسي البحث في البيولوجيا الرياضية والطب في جامعة واترلو، أنيتا ت. لايتون في المقال نفسه، أن النتائج التي حصلت عليها تبرز أهمية التغذية الشخصية المبنية على الفروق بين الجنسين في التمثيل الغذائي.

 

برأيها  أن “زيادة الاهتمام بالطريقة المميزة التي تتعامل بها أجساد النساء مع الدهون لدى النساء في الكبد والأنسجة الشحمية”، مشيرة إلى أن نموذج المحاكاة الرقمية أعطى آلية قد تفسّر هذا التفاوت”.

وكذلك أوضحت لايتون أن كبد المرأة يولّد ويُخزِّن كميات من الغليكوجين (يأتي من الغلوكوز الموجود في الطعام، وهو من مخزوناته المهمة) أكثر مما يفعله كبد الرجل. ويؤدي ذلك إلى خفض تدريجي لمستوى السكر في الدم. وكذلك يستجيب كبد النساء بصورة أبطأ حينما يحتاج الجسم إلى جلب السكر من مخازنه، فيتباطئ في تفكيك الغليكوجين، ولا يحوّله بسرعة إلى سكر ، فتبقى مستويات الأخير خفيضة نسبياً في الدم. وفي ظل ذلك البطء، يلجأ الجسم إلى تفكيك الدهون، بدلاً من الغليكوجين، للحصول على الغلوكوز . وتؤثّر هذه العملية على مجمل تعامل جسد الأنثى مع الدهون. 

 

المآكل والجنس وحسابات ليست مستعصية

 

ببساطة، وفق لايتون، ” تخزن النساء المزيد من الدهون، ولكنهن أيضًا يحرقن المزيد منها أثناء التمرين الممتد، وتمتص أجسادهن الدهون بشكل أكثر كفاءة في الوجبات التي تلي فترة من التوقف عن تناول الطعام”.

وكذلك أشارت لايتون إلى أن “الدهون مصدر رائع للطاقة، وهي ضرورية لتلبية الاحتياجات الغذائية العالية أثناء الحمل والإرضاع، ما يعني أنهن يتحملن عبئاً كبيراً خلال المرحلتين كليهما. قد تكون هذه الفروق بين الجنسين مدفوعة بهرمون الأنوثة “إستروجين”  Estrogen.

واستطراداً، تسلط ملاحظات لايتون الضوء على التحديات البيولوجية الفريدة التي تواجهها النساء، بما في ذلك التغيرات الهرمونية المرتبطة بالتكاثر التي تؤثر على حياتهن بشكل مستمر.

التعليقات معطلة.