مدينة أميركية صغيرة تواجه أزمة النقل بالتاكسي الطائر وعربات الغندول

2

«شوغر لاند» تطلق «مبادرات النقل المجتمعي الصغير»

في زمن مضى، كانت هناك مزرعة سكر امتدت فيها حقول القصب إلى ما لا نهاية. وداخل هذه الحقول، كان العبيد -خاصة أصحاب الجذور الأفريقية- يعملون تحت لهيب الشمس بدأب.

بمرور الوقت، نمت المزرعة أكثر وضمت مصنعاً حمل اسم «إمبريال شوغر»، والذي توسع ونما بدوره ليتحول إلى مدينة أطلق عليها اسم يليق بها تماماً: شوغر لاند (أرض السكر). وعلى امتداد العقود القليلة التالية، شهدت شوغر لاند نمواً هائلاً جعلها تبتعد كثيراً عن صورتها الأولى، مع ظهور الأحياء المخطط لها بعناية بمختلف أرجائها. ومع انتشار السيارات في سبعينيات القرن الماضي، توسعت الطرق السريعة لتربط بين هذه الأحياء ـ وكذلك لتقسمها. وتكشف الأرقام أن المدينة التي تجاوز عدد سكانها عام 1970 حاجز الـ3000 بقليل، ارتفع عدد سكانها بصورة هائلة عام 2020 إلى 110 آلاف نسمة.

سيارات طائرة

يذكر أن مدينة شوغر لاند تقع جنوب غربي هيوستن مباشرة؛ وتصنف اليوم سادس أسرع مدن الولايات المتحدة نمواً. وصاحب هذا النمو ظهور مشكلة نقص المساحة. ومع بقاء 4 في المائة فقط من أراضي المدينة متاحة للبناء عليها، تبحث شوغر لاند عن حلول مبتكرة لمعضلة النقل.

وفي هذا الإطار، أطلقت شوغر لاند، على امتداد العام الماضي، ثلاث مبادرات كبرى – إحداها خدمة للنقل المجتمعي الصغير، والاثنتان الأخريان تتضمنان حلولاً جوية.

في وقت سابق من هذا العام، دخلت المدينة في شراكة مع «ويسك إيرو»، شركة قضت السنوات الـ14 الماضية في تطوير سيارات الأجرة الكهربائية ذاتية الطيران، والمعروفة كذلك باسم مركبات الإقلاع والهبوط العمودي، أو «فيتول» vertical take – off and landing (VTOL).

ومن المقرر أن يتيح هذا المشروع التجريبي للسكان الركوب في سيارة أجرة (تاكسي) جوية (من قلب مدينة شوغر لاند، مثلاً)، والتحليق باتجاه مطار عمودي مخصص، في غضون جزء بسيط من الوقت الذي يستغرقه السفر بالسيارة.

في هذا الصدد، شرح ميتشل ديفيز، نائب مدير شؤون الطيران بمطار شوغر لاند الإقليمي، أن المطار حدد مواقع محتملة لما يسمى بالمطار العمودي (Vertiport)، ويتعاون بشكل وثيق مع شركة «ويسك إيرو» وإدارة الطيران الفيدرالية لإجراء دراسة للمجال الجوي. ويقول إن المطار العمودي من المقرر أن يصبح جاهزاً للعمل «بحلول نهاية العقد أو قبل ذلك».

عربات الغندول

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت المدينة أنها تدرس إمكانية الاستعانة بـ«نظام نقل مستقل بالكابل والسكك الحديدية»، ينزلق فوق شوارعها. ويمكن وصف النظام، الذي تديره شركة «سويفت سيتيز» المتخصصة بمجال أنظمة التنقل الحضري، بأنه غندول (مصعد) أو عربة سكة حديد عند الطلب يشبه إلى حد ما خدمة «أوبر»، لكن باستثناء أنه تجري الاستعاضة عن السيارة بمقصورة تنزلق لالتقاطك وإنزالك في المكان الذي تريده، دون توقف بين النقطتين.

وتجري حالياً دراسة لوضع مخطط هندسي لفحص إمكانات نظام الغندول، بما في ذلك المواقع المحتملة. ومن المتوقع أن تكتمل الدراسة في وقت لاحق من هذا العام.

برامج لشوارع آمنة

الحقيقة أن قصة مدينة شوغر لاند لا تختلف عن قصص الكثير من المدن الأميركية، خاصة في المناطق التي لا تزال فيها الهيمنة للسيارات. عن ذلك، قالت ميلاني بومان، مديرة شؤون النقل والتنقل في شوغر لاند، إن حركة المرور بالمنطقة من المتوقع أن تزيد بنسبة 40 – 60 في المائة بحلول عام 2025، وإذا نظرنا إلى كوارث الطرق السريعة باعتباره مؤشراً، فإن بناء المزيد من الممرات لن يوفر المزيد من المساحة، بل سيجذب ببساطة المزيد من السيارات. وخلصت بومان إلى أنه: «سينتهي بك الحال إلى محو المدينة بسبب هذه الطرق السريعة الضخمة».

وسعياً نحو التوصل إلى حلول، أجرت المدينة دراسة استمرت لسنوات توجت بـ«خطة رئيسة للتنقل»، مكونة من 163 صفحة. وبعد إجراء مقابلات مع ما يقرب من 2000 من السكان، صاغ المسؤولون خططاً لتطوير برنامج شوارع آمنة، بهدف تخصيص المزيد من المساحة للأشخاص للمشي وركوب الدراجات، وكذلك استيعاب أولئك الذين يستخدمون الكراسي المتحركة وعربات الأطفال. كما وضعوا نصب أعينهم هدف جعل شوغر لاند مدينة رائدة بمجال الحلول المبتكرة للتنقل.

وقالت بيمان: «لقد وجهنا مسؤولو المدينة إلى أن نكون جريئين فيما نفعله بقطاع النقل. قيل لنا أن نكون رواداً، ولا نخشى المخاطرة».

التعليقات معطلة.