اكتشف باحثون أن حُقَنْ خفض الشهية والوزن من نوع “سيماغلوتايد” Semaglutide قد تقلّص خطر الإصابة بمرض آلزهايمر Alzheimer لدى مرضى السكري من النوع الثاني (الذي يصيب البالغين)، ممن يستخدموها علاجاً لهم. وفي مقابل هذه الميزة، يتوجب التفكير أيضاً بالأعراض الجانبية الكثيرة والجدية التي قد تترتب على استعمال “سيماغلوتايد”، خصوصاً أنها تثير جدالاً واسعاً حولها.
ما هو آلزهايمر؟
من المستطاع وصف آلزهايمر بأنه اضطراب في الدماغ يفكك الذاكرة ويضرب المهارات الذهنية والقدرات المعرفية والإدراكية، ببطء وبشكل تدريجي، ويعتبر الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، إذ يشكل ما يتراوح بين 60% و80% من حالاته. وبحسب “جمعية آلزهايمر” Alzheimer Association، يصيب ذلك المرض 7 ملايين أميركي ممن تخطوا سن 65 سنة، وتتجاوز الوفيات الناتجة عنه ما يسببه سرطانا الثدي والبروستات مجتمعان. وبحسب “مراكز ترصد الأمراض والوقاية منها” (CDC )، يحتل آلزهايمر المرتبة السابعة في قائمة الأسباب المرضية للوفيات في الولايات المتحدة ، ويقضي سنوياً على 120 ألف أميركي.
آلزهايمر وسيماغلوتايد
بحسب موقع Sciencedaily ، تضمنت الدراسة التي نشرت في صحيفة علمية متخصصة بآلزهايمر (Alzheimer&Dementia:The Journal of the Alzheimer’s Association) أن مرضى السكري من النوع الثاني ممن تلقوا حقن سيماغلوتايد [المساوي لدواء “أوزمبيك” الشهير،، وكلاهما يخفض الشهية] قد أظهروا انخفاضاً ملحوظاً في خطر الإصابة بآلزهايمر. وبدت هذه النتائج ثابتة مجموعات متعددة من المرضى، على الرغم من التفاوت في عوامل معينة عندهم كالسمنة والعمر والجنس.
وفي تلك الدراسة، تتبع الباحثون البيانات الصحية لأكثر من مليون مريض سكري طوال ثلاث سنوات. واعتمدت في تلك المتابعة معايير مشابهة لتلك التي تطبّق في التجارب السريرية. وقارنت التأثير الإيجابي لـ”سيماغلوتايد” على مسار آلزهايمر، مع سبعة أنواع اخرى من علاجات السكري، بما فيها تلك التي تستند إلى مُركَّب “جي أل بي- 1 آر” الذي يشكّل العنصر الفاعل في “سيماغلوتايد”.
وكذلك لفتت الدراسة نفسها إلى أن بحوثاً ودراسات سابقة بيّنت أن “سيماغلوتايد” قد يحمي من الأمراض التي يتضمن مسارها حدوث التهابات في الأعصاب أو ضمورها.
وعلى الرغم من الارتباط الإيجابي الواضح بين حُقَن “سيماغلوتايد” وإبطاء تقدّم آلزهايمر، إلا أن الباحثون الذين أنجزوا هذه الدراسة لم يجزموا بالكامل بشأن نتائجها. وبالتالي، فقد دعوا إلى إجراء مزيد من الدراسات والمتابعة لتأثيرات تلك الحُقَن، إضافة إلى إنجاز بحوث عن بدائل محتملة لها.