ذهاب المبعوث الأممي إلى إيران بشأن الفصائل: يجعل الحكومة العراقية خارج المعادلة

14

 

في خطوة تعكس واقعًا معقدًا ومؤسفًا، توجه المبعوث الأممي الخاص، حسان، إلى إيران للتباحث بشأن حل الفصائل المسلحة في العراق. هذه الخطوة تثير تساؤلات جدية حول سيادة العراق واستقلال قراره الوطني، خاصة أن ملف الفصائل المسلحة يُفترض أن يكون شأنًا داخليًا خالصًا يتعلق بالدولة العراقية وشعبها، لا أن يكون رهينًا لإرادة قوى خارجية.

رسائل ودلالات التحرك الأممي

1. إقرار ضمني بعدم سيادة العراق
ذهاب المبعوث الأممي إلى إيران للحديث عن الفصائل العراقية يعني أن الأمم المتحدة ترى في إيران الطرف المؤثر والحاسم في هذا الملف. هذا الاعتراف الصريح يعكس فقدان العراق للسيطرة على قضاياه الداخلية، ويؤكد أن القرارات المتعلقة بأمنه واستقراره تخضع لتأثيرات خارجية تفوق قدرة الحكومة العراقية.
2. تغييب دور الحكومة العراقية
كان من المفترض أن تكون الحكومة العراقية هي المرجع الوحيد للنقاش حول مصير الفصائل، لكن تحرك المبعوث نحو طهران يتجاوز بغداد تمامًا. هذا يعكس ضعف الحكومة العراقية أمام نفوذ القوى الإقليمية، ويضع علامات استفهام حول مدى قدرتها على فرض سيادتها.
3. تعزيز النفوذ الإيراني
زيارة المبعوث الأممي تعطي إيران شرعية إضافية في ملف العراق، وكأنها الطرف المسؤول عن اتخاذ القرارات المصيرية نيابة عن العراقيين. هذا يعزز النفوذ الإيراني ويكرّس فكرة أن طهران هي اللاعب الأقوى في الساحة العراقية.

الآثار السلبية على العراق

1. إضعاف هيبة الدولة
عندما يصبح ملف داخلي حساس كملف الفصائل المسلحة محل نقاش مع قوى خارجية، فإن هيبة الدولة العراقية تتآكل أمام شعبها وأمام العالم .
2. زيادة الانقسام الداخلي
هذه الخطوة قد تعمّق الانقسامات بين الأطراف السياسية في العراق، خاصة تلك التي ترى في إيران حليفًا استراتيجيًا، وتلك التي تطالب بتحجيم نفوذها.
3. إطالة أمد الأزمة
إدخال أطراف خارجية في حل قضية الفصائل قد يؤدي إلى تعقيدها بدلًا من حلها، لأن كل طرف سيعمل على تحقيق مصالحه الخاصة بدلًا من مصلحة العراق .

ما المطلوب؟
1. استعادة القرار الوطني
على الحكومة العراقية أن تستعيد زمام المبادرة وتؤكد سيادتها في حل ملفاتها الداخلية دون تدخل خارجي.
2. تعزيز الموقف الأممي لصالح العراق
يجب أن يكون دور الأمم المتحدة داعمًا للحكومة العراقية، وليس طرفًا يتجاوزها بالتواصل مع قوى إقليمية.
3. إعادة ترتيب الأولويات
من الضروري وضع استراتيجية وطنية لحل ملف الفصائل المسلحة، تشمل نزع السلاح، وإعادة دمج العناصر المؤهلة في المؤسسات الأمنية الرسمية.

ذهاب المبعوث الأممي حسان إلى إيران للتباحث بشأن الفصائل المسلحة هو اعتراف ضمني بعدم سيادة العراق، وتأكيد على أن الحكومة العراقية ليس لها أي أثر في هذا الملف الحيوي. العراق اليوم بحاجة إلى قيادة قوية تستعيد استقلال قراره الوطني وتعمل على حل أزماته من الداخل، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي لا تخدم إلا مصالح القوى الإقليمية .

التعليقات معطلة.